في ذكرى اليوم العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة ..تعرف على سبب الإحتفال
في ذكرى اليوم العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة العالم يحتفل بطرق مختلفه

كتب- احمد عبدالوهاب :
تحل اليوم الخامس والعشرين من شهر نوفمبر من كل عام اليوم العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة، والذى يمثل أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارا وفتكا وتدميرا فى عالمنا اليوم، فيما انه يستمر معظمه غير معلن عنه بسبب انعدام العقاب والصمت والإحساس بالفضيحة ووصمة العار المحيطة به.
وكانت الأمم المتحدة قد اختارت الـ 25 من نوفمبر كيوم لمناهضة العنف ضد المرأة وذلك تكريما للأخوات ميرابال ، وهن 3 ناشطات سياسيات من جمهورية الدومينيكان قتلن بشكل وحشى عام 1960 ، بناء على أوامر من الحاكم الدومينيكى رافاييل ترخيو (1930-1961)، ويبدأ الاحتفال باليوم العالمى فى كل عام فى 25 نوفمبر وعلى مدار 16 يوما بمناهضة العنف ضد الإناث حول العالم.
وقد حددت الأمم المتحدة موضوعاً للإحتفال باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة لهذا العام، وهو ” اصبغوا العالم باللون البرتقالى : # استمعوا_ وأنا_أيضاً#” (HearMeToo).. ويهدف الى تكريم هذه الأصوات وتضخيمها، سواء أكان صوت زوجة فى بيتها، أو طالبة تتعرض لإساءة على يد معلمها ، أو سكرتيرة فى المكتب ، أو امرأة رياضية، ومن هنا جمع هذه الأصوات عبر المواقع والقطاعات ضمن حركة تضامن عالمية ، تعتبر دعوة للاستماع للناجيات وتصديقهن ، وإنهاء ثقافة الصمت ووضع الناجيات فى مركز الاستجابة.
ويأتي هدف الأمم المتحدة من خلال هذه الحملة الـ16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة، لرفع وعى المجتمعات من خلال الفعاليات المتخلفة التى من تساعد على توعية المجتمع بشأن خطورة العنف الممارس ضد الإناث، إضافة الى حشد الناس فى الأماكن العامة وتوعيتهم فيما يخص هذا الأمر كذلك، كما قد أطلق بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة منذ 8 سنوات، دعوة تحت شعار “اتحدوا لإنهاء العنف” وتم تدشين ما يسمى باللون البرتقالى، رمزًا لمحاربة العنف ضد المرأة
وقد جاء الاحتفال هذا العام 2018 تحت شعار مختلف وهو “لنجعل العالم برتقالياً: اتحدوا لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات”، حيث تعتبر حملة #Hear Me Too# هى الأعلى لأصوات النساء والفتيات الناجيات من العنف ولأصوات المدافعين عن حقوق المرأة كل يوم، ممن يعملون ببعد كبير عن الأضواء أو وسائل الإعلام.
تهدف تلك المبادرة لتوفير استثمارات والتزامات متجددة بهدف تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة كشرط مسبق وقوة دافعة وراء تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة، إضافة الى أن تكون فى طليعة نهج جديد ومشترك لصياغة شراكة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة بصورة متكاملة وبما يتمشى مع ولاية كل منهما.
فيما تتصدى المبادرة لجميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات مع التركيز بوجه خاص على العنف المنزلى والعنف داخل الأسرة، والعنف الجنسى والممارسات الضارة من قبيل قتل الإناث والاتجار بالبشر والاستغلال الجنسى والاقتصادى فى مجال العمل..وتمشيا مع خطة التنمية المستدامة لعام 2030، فإن المبادرة سوف تدمج تماما مفهوم “ألا يتخلف أحد عن الركب”.
وعلى الجانب الاخر تنطلق بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اليوم الأحد، “حملة الـ16 يومًا”، لمناهضة العنف ضد المرأة في اليوم العالمي الذى يوافق يوم 25 نوفمبر، وتنتهي في يوم 10 ديسمبر المقبل الموافق لليوم العالمي لحقوق الإنسان واطلاق فعاليات مبادرة “قصتها” لتطوير المعرفة عن إنجازات المرأة في الوطن العربي.
فيما وقد أكد بيان مشترك صادر عن جامعة الدول العربية وفريق الأمم المتحدة الإقليمي المعني بالمرأة والمساواة بين الجنسين “إدراكهما بأن العنف ضد النساء والفتيات يشكل انتهاكًا جسيمًا لحقوق الإنسان، ويترتب عليه كذلك تكاليف صحية واجتماعية واقتصادية هائلة، كما أنه يقوض مساهمة النساء في التنمية والسلام والأمن، ويقف حائلًا دون تحقيق المساواة وحصول النساء والفتيات على حقوقهن الاساسية والنهوض بأوضاعهن مما يشكل تهديدًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.
والعنف فى صورة أشكال جسدية وجنسية ونفسية فيما تشمل: عنف العشير (الضرب، الإساءة النفسية، الاغتصاب الزوجي، قتل النساء)؛ العنف والمضايقات الجنسية (الاغتصاب، الأفعال الجنسية القسرية، التحرش الجنسى غير المرغوب فيه، الاعتداء الجنسى على الأطفال، الزواج القسري، التحرش فى الشوارع، الملاحقة، المضايقة الإلكترونية)؛ الاتجار بالبشر (العبودية والاستغلال الجنسي)؛ تشويه الأعضاء التناسلية للإناث؛ زواج الأطفال.
وتفيد تقارير منظمة الأمم المتحدة للمرأة ، أن العنف ضد النساء والفتيات هو أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارا واستمرارا وتدميرا فى العالم اليوم، حيث يؤثر هذا العنف على التقدم فى العديد من المجالات، بما فى ذلك القضاء على الفقر، ومكافحة فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز، والسلام والأمن ويعوق التقدم فى تلك المجالات.
فيما تمثل النساء البالغات 51% من جميع ضحايا الاتجار بالبشر الذين يتم الكشف عنهم على الصعيد العالمي. وتمثل النساء والفتيات معاً 71% ، وتمثل الفتيات قرابة 3 من كل 4 من ضحايا الاتجار بالأطفال. ويتم الاتجار بـ 3 من كل 4 نساء وفتيات يتم الاتجار بهن لغرض الاستغلال الجنسى .
وتؤكد التقديرات على وجود 650 مليون امرأة وفتاة فى العالم اليوم تزوجت قبل سن الثامنة عشرة، وخلال العقد الماضى ، فقد انخفض المعدل العالمى لزواج الأطفال من امرأة واحدة من كل أربع شابات (تتراوح أعمارهن بين 20 و 24 سنة) كأطفال ، إلى واحدة من كل خمس. وفى غرب ووسط أفريقيا حيث تكون هذه الممارسة الضارة أكثر شيوعاً، تزوجت 4 من كل 10 شابات قبل سن الثامنة عشرة . وفى كثير من الأحيان يؤدى ذلك إلى الحمل المبكر والعزلة الاجتماعية ، والانقطاع عن التعليم ، والحد من فرص الفتاة وزيادة مخاطر مواجهتها للعنف المنزلى .