fbpx
الرأي

في ذكرى رحيله الثانية.. آراء وأحداث هامه في حياة الراحل صبور شيخ العقاريين

بقلم عبدالناصر محمد
في مرحلة استيشفاء الراحل المهندس حسين صبور شيخ المهندسين العقاريين عام 2016 تواصلت معه لزيارته للاطمئنان عليه فرحب بي أشد ترحيب وكان في انتظاري في الساعة السابعة مساء في منزله بالزمالك وتحولت الزيارة إلى عدة حوارات صحفية استمرت ما يقرب من اسبوع من الساعة السابعة مساء ولمدة ساعتين يومياً وتم نشرها في مواقع وجرائد محلية وعربية
ونتناول في ذكراه الثانية رحمة الله عليه عدد من آرائه وأحداث هامة حدثت معه فقد رحل عن عالمنا إلى عالم الحق في مثل هذا الشهر شهر فبراير في يوم 25 لعام 2021
بداية كيف تمكن الراحل المهندس حسين صبور من عدم الوقوع في إحراج مع القيادة السياسية وكيف تمكن بحنكته أن يرفض الترشح للوزارة ؟ حينما علم رحمة الله عليه بموعد حلف اليمن وكان ابنه عمر يلعب إحدى الألعاب الفردية الجودو فقرر الراحل صبور الذهاب مع ابنه عمر ليشجعه في لقاءه بإحدى بطولات الجمهورية التي كانت تقام في إحدى مدن القناة وكان من الصعب التواصل معه حيث لا توجد وسيلة إتصال غير التليفون الأرضي وقتها وبالتالي تم تكليف وزير آخر بالوزارة
وبعد فترة قصيرة تغيرت الوزارة و أشيع في الأوساط السياسية أن الراحل المهندس حسين صبور هو وزير الإسكان القادم و انتشر في الأوساط القريبة من هذا المجال معلومات تقول انه في المرة الثالثة لم تفلت من صبور الوزارة
وقال لي الراحل صبور : وهنا بدأت تحدث خلافات كبيرة وبعد أن كنت الاستشاري المفضل في هذا المجال صدرت تعليمات بقرار وزاري تنال من مصالحي وبدأ الحصار حول مكتبي وبدأت المتاعب تتوالى علينا حتى قابلت الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتب الرئيس للمعلومات وقال لي إيه الحكاية فحكيت له تفاصيل فاتصل بالوزير المسؤل وقال له الرئاسة عايزة تحل مشكلة المهندس حسين صبور وكنت في هذا الوقت رئيس المجلس المصري الامريكي فقال له المسؤل حاضر ولكني مسافر السودان وقال لي الدكتور مصطفى الفقي عند عودته من السودان سيطلبك لحل المشكلة و أرجوك ألا تتشدد فلا يصح ان يكون المصري المسؤل عن جذب الاستثمارات الأمريكية يواجه مشاكل مع حكومة بلده
ويقول الراحل صبور : فخرجت من عند الفقي ولم يصلني من الوزير المسؤل أي اتصاثل لمدة طويلة فاتصلت بالفقي وقلت له لم يحدث شيء ففهمت أنه لم يفعل أكثر من ذلك
ويضيف الراحل صبور : فقمنا بالاتصال بعدة جهات وكان آخرها الأمن القومي فقام احد شركائي بالمكتب بمقابلة اللواء محيي الدين الوسيمي رئيس الأمن القومي وحكى له عن المشكلة فبدأ الوسيمي عن طريق رجالاته في التحقيق فيها وبعد أكثر من شهر طلب مني شريكي أن أذهب لمقابلة سيادة اللواء فقال لي أننا حققنا في الموضوع وأنتم لكم حق ولا يصح أن تعامل شركة وطنية بهذا الأسلوب فانفجرت اساريري وقلت متشكر يافندم ولكن الحل إيه فقال الحل أسرع مما تتصور فإن رئيسي يقابل رئيس الجمهورية كل أسبوع ليقدم له المشاكل ويأخذ تعليماته بشأنها وبعد خروجه من القصر الجمهوري يقوم بالاتصال بتنفيذ أوامر الرئيس وحل هذه المشاكل حسب توجيهات الرئيس وبالتالي لن تتأخر مشكلتك عن شهر وأعطاني رقمه الخاص ومر أكثر من شهر ولكن لا حس ولا خبر ومازلنا تحت الضغوط والمتعاب الغير سوية من الوزارة فاتصلت به وقلت له يا سيادة اللواء ألا تتذكرني أنا فلان فقال طبعاً فاكرك قلت له مشكلتي لم تحل رغم مرور الشهر وأكثر فقال لي ولن تحل وقال لي اسمع يا حسين أنا كتبت المذكرة بالظلم الواقع عليكم فاستدعاني رئيسي بعد يومين وقال لي أنت بتحقق في موضوع صبور ليه هذا موضوع لا يخصنا وأمسك بالملف وقطعه ورماه في الزبالة
وبعد فترة صمت قلت له يعني إيه فقال ياصبور أن رئيس الأمن القومي في مصر لايعرف اختصاصاته كيف يقطع موضوع أنا شايف أنه من صميم اختصاصي
قلت له أنا مش فاهم فقال لي المبرر الذي دفع رئيسه إلى فعلته وهذا المبرر لا أستطيع أن أصرح به لأنه قد يكون من الكبائر وعلى كل حال ربنا هيساعدك
ويقول الراحل صبور أنه وبعد هذا الموقف بفترة ليست طويلة خرج صدام حسين من الكويت و أرسلت مصر وفداً رسمي للتهنئة لعودة الحكم لأهل الكويت وكنت ضمن البعثة المسافرة وكان السيد الوزير رئيس لها كما كان مدير الأمن القومي معنا لأنه تم نقله إلى أن يكون سفير مصر في الكويت فكانت سفرية غريبة جداً اجتمعنا فيها نحن الثلاثة …
وبعد ذلك ربنا حل المشكلة لأن عاطف صدقي أمر الوزير التالي في هذه الوزارة بإزاحة هذا الظلم عنا فتم إزاحته .
وكنت وجهة للراحل غ في إحدى حواراتي معه سؤالا له عن أزمة الدولار ؟
فقال الراحل صبور : عندما بدأت عملي في السوق في عام 1957 كان سعر الدولار فيه نحو 38 قرش أقل من نصف جنيه وكما قلت كان سعر الجنيه المصري يساوي جنيه استرليني وشلن وعشت تدهور سعر عملتنا بسبب ضعف الاقتصاد فعندما وصل الدولار إلى 70 قرش كانت كارثة لأن سعره تضاعف تقريباً ثم كان في الفترة الثانية 135 قرش ثم بلغ 170 و180 قرش واستمر إلى أن وصل سعر الدولار نحو 3.30 قرش في بداية حكومة عاطف عبيد وكان هذا سعراً لما عاش رحلة الدولار كأنه مضاعف عشر مرات
ويضيف الراحل صبور و الآن بلغ سعر الدولار في السوق نحو 14.5 وهناك فكرة تطالب بتعويم الجنيه المصري على مرة واحدة أو على مرات حسب قرار البنك المركزي والوزارة فهو قرار اقتصادي وسياسي
ويؤكد صبور أن هذا ليس حظ سيء وانما عدم كفاءة في إدارة الاقتصاد المصري على طول الفترة ففي عهد عبدالناصر شهد الحروب التي تمت في عهد 56 وحرب اليمن وحرب الاستنزاف وبعدها في عصر السادات حرب 73 ولا شك أنها أنهكت الاقتصاد كما ان سوء أداء القطاع العام وامتلاؤه بعمالة زائدة لا شك أنهكت الصناعة وزيادة الموظفيين بالدولة حتى وصل عددهم إلى 7.5 مليون موظف وعامل وهو رقم خرافي ويزيد عن العدد الطبيعي بمرات ومرات والفساد الذي لم يكن قبل ثورة 25 يناير وأصبح الآن هو والبروقراطية من أسباب هروب المستثمرين عن مصر هذه بعض أسباب قفز سعر الدولار
ولكن هل ان معنى هذا أنه لاحل طبعاً ؟ لا
ولو أخذنا الموضوع مأخذ الجدية واشتغلنا أي كل الشعب وأنقصنا ما نشتهيه من المستورد لشهواتنا وزدنا ساعات العمل وزدنا كفاءة الإدارة وتخلصنا من السهر طول الليل مع التليفزيون أو القهاوي يمكن فعلاً إصلاح الحال في سنوات قليلة تعود مصر إلى سابق عهدها الراقي فقد تقدمت في السنوات الأخيرة دولاً مثل كوريا الجنوبية وسنغافورا وماليزيا والآن تتقدم فيتنام واندونيسيا والمغرب ونحن لا نتقدم
 الموضوع محزن ولكن له حلول وتحت رئاسة السيسي يستطيع أن يقودنا ونحن مؤمنون به لحل المشاكل الاقتصادية وغيرها
وعن وضع الاقتصاد الصري العام ؟
قال الراحل صبور: أن القطاع الخاص المصري وأي عاقل في مصر لا يرى بديل عن السيسي رئيساًً للجمهورية الآن ومستقبلاً فكيف هو خاطر بحياته وقام بخطوة استبعاد الإخوان المسلمين من حكم مصر ورئاسة مصر وتعرض هو وتعرضت البلاد إلى كل أنواع الإرهاب ثم بدأ هذا الارهاب يقل وتحمل حكم مصر بعد سنوات من ثورات وحكومات أفسدت الاقتصاد وأفسدت مناخ العمل فأغلق خمس آلاف مصنع وضربت السياحة في مقتل
كما ان حكومة الدكتور عصام شرف قامت بتعين أكثر من مليون موظف في الحكومة المكدسة بالموظفين وقامت نفس الحكومة بزيادة جميع مرتبات العاملين حتى ان اجمالي مرتبات العاملين بالحكومة بلع أكثر من ضعف اجمالي المرتبات وقت قيام ثورة 25 يناير وكل هذا يمثل عبء على الاقتصاد وعلى الميزانية تم لارضاء الموظفيين فقط دون النظر إلى الصالح العام
ويضيف الراحل صبور: لقد تسلم السيسي البلد في هذه الظروف والصادرات تكاد تكون توقفت والواردات زادت واستمر الحال على ما هو عليه حتى انفجرت فجأة أزمة الدولار وقل تواجده والإضطرار للجوء إلى صندوق النقد الدولي رغم أننا أخدنا منح وهدايا وودائع وقروض من منطقة الخليج العربي بعشرات ملايين الدولارات والتي اختفت لأننا استوردنا بها قمح وزيت نزل كله في المجاري فهذه هي الظروف التي تولى فيها السيسي حكم مصر فالتركة ثقيلة ونحن كلنا وراؤه حتي يخرج ببلدنا من هذا النفق
وعن سؤال ما الروشتة التي تقدمها ؟
يقول الراحل صبور: أن نعمل وأن نقلل من رغباتنا في الشراء فما قاله محافظ البنك المركزي الجديد بأن الملابس الداخلية للسيدات المستوردة تزيد عن 100 مليون دولار في السنة هذا مثال للبذخ ليس له داع ولابد ان نعمل وننتج ونصدر ونوقف الاستيراد حتى تتحسن أحوالنا فلايوجد بديل آخر إلا الانتاج
وعن رأيه في العمل بجمعية رجال الأعمال المصريين ؟
قال رحمة الله تعالى عليه أنه قل نشاطي مع الجمعية في إحدى الفترات ولم يقل احترامي لها بتاتاً حيث كنت أرى أنها إحدى المنظمات القليلة التي لا تتأثر برغبة الحكومة ولا تسيير في ركابها وهي الجمعية الوحيدة في هذا الوقت التي لا دخل للحكومة في تعيين رئيسها أو بعض مجالس اداراتها كما يحدث في جمعيات محترمة أخرى موجودة في مجال عملنا
رحمة الله على الراحل المهندس حسين صبور شيخ المهندسين العقاريين وألهم أهله الصبر والسلوان
زر الذهاب إلى الأعلى