fbpx
الرأي

قبل أن يتبدد الحلم ببسيون موطنا للأخلاق

        بقلم الكاتب الصحفى

            محمود الشاذلى

  نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية

عضو مجلس الشعب السابق “حزب الوفد”

     
بصراحه .. نحن نعيش فى تيه وتغييب متعمد للعقول ، وقصور فى الفهم لانظير له فى الوجود ، تلك حقائق يقينيه نلمسها فى واقع الحياه ، لذا كانت المأساه مانراه الآن فى الواقع البسيونى من صراعات داميه تهدف إلى تكسير العظام ، وترسيخ الخداع ، وإستخدام التضليل ، ونشر الأكاذيب بغية الحصول على مقعد فى البرلمان بات مجهول الهويه ، والطريق إليه مملوء بالأشواك ، تجلى ذلك بوضوح فى التداعيات التى صاحبت مشكلة غلق مطاعم الفول والطعميه ببلدتى بسيون كل يوم وطوال الوقت دونا عن كل المطاعم بكل مدن وقرى ومراكز المحافظه وكذلك غلق محلات الجزارة وبيع الدواجن والأسماك والفاكهة والخضاريومى الجمعة والسبت رغم إدراجهم فى فئة المواد الغذائية ، حيث تصديت لتلك القرارات بقوه وعن حق وبذلت بشأن السماح بفتحهم جميعا جهدا جهيدا بإستخدام المنطق ، والقل ، والحجه ، والموضوعيه ، وكان منطلقى فى هذا المنطق وتلك الحجه بسيط للغايه ويتسم بتحقيق العداله والذى مؤداه إما أن يتم فتحهم أسوة بكل مطاعم مدن المحافظه أو يتم غلق جميع المطاعم بمدن المحافظه وكان الإنتصار لقرار الفتح .
إنقسم المجتمع البسيونى حول البروتوكول الذى وقعه وكيل وزارة الصحه بالغربيه مع وكيلة وزارة التضامن بالغربيه بشأن مساهمة إحدى الجمعيات الخيريه فى تجهيز مستشفى الصدر ببسيون لإستخدامها كمكان للعزل بالنسبه للحالات المخالطه للمصابين بفيرس كورونا ، وظهر على السطح صراع الديكه بين جبهتين مؤيده ومعارضه كل يمزق جسد الآخر حتى يظن البعيد عن المشهد والمتابع له عن بعد أن الدماء سالت أنهارا ، فكان لى رؤيه إنحازت للمنطق وقناعاتى ولم تنحاز لا إلى هؤلاء ولا إلى أولئك والتى تمثلت فى الإحتكام إلى لجنه طبيه محايده تضم كبار الأطباء لدراسة الأمر برمته وإعداد تقرير شامل ووافى يتضمن كافة جوانب هذا الموضوع والرد على كافة التساؤلات والتحفظات والإستفسارات من الناحيه الطبيه ينتهى بطرح رأى يكون منطلقه الناحيه الطبيه التخصصيه ، الأمر الذى ساهم معه فى إحداث حاله مرحليه من فك الإشتباك الذى أستخدم فيه كافة الأسلحة القذره والإغتيال المعنوى .
إرتاب البعض من الذين من المفروض أنهم ذا عقل راجح رشيد ويدركون أن الطريق إلى البرلمان لايمكن أن يكون بقلة الأدب ، والسفاله ، والإنحطاط إلى هذه الدرجه المريبه ، التى لايمكن على الإطلاق أن تكون منطلقا مقنعا للأجهزه أن تطرح أحدا من الرفقاء نواب كانوا أو أفراد يرغبون فى الترشح على هذا النحو بالقائمه ولأنهم قصيرى النظر ضعاف الحجه سلطوا بعض حوارييهم ودراويشهم أن ينالوا من شخصى ويسفهوا الجهد الذى بذلته وذلك عبر صفحات عامه بالفيس بوك إبتليت بها بلدتى بسيون ويتعين على الأجهزه المختصه أن يكون لها موقفا مع القائمين عليها خاصة بعد أن أحدثت إنشقاقا مجتمعيا خطيرا وأصبحت وبالا على كل بسيون لتدنى مستوى الحوار فيها ، وإستخدامها فى تصفية الحسابات دون إحساس من القائمين عليها بعظم المسئوليه المجتمعيه الملقاه على عاتقنا جميعا شعب ومؤسسات دوله وحكومه فى حتمية الإصطفاف حتى نعبر أزمة فيروس كورونا اللعين .
زعم هؤلاء المدفوعين من آخرين للأسف الشديد عن عمد وسوء قصد وتعمد مشبوه بأن فتح مطاعم بسيون سيؤدى إلى كورونا رغم أنهم يعرفون جيدا منطلق عرضى الذى أوضحته فى الفقره السابقه من هذا المقال فى محاولة منهم للتقليل من الجهد الكبير الذى بذلته خشية أن يكون ذلك أحد آليات دعمى فى الإنتخابات البرلمانيه القادمه دون فهم منهم أو وعى أو إدراك بأنه طبقا للمنطق لايمكن لى أو لأى أحد إتخاذ قرار الترشح الآن قبل صدور قانون الإنتخابات والذى سيتم بمقتضاه إتضاح النظام الإنتخابى وتقسيمة الدوائر ، إنطلاقا من ذلك حاولوا تسفيه ماطرحته من رأى بشأن قضية مستشفى الصدر التى شغلت الرأى العام البسيونى رغم الحياديه التى تمسكت بها وأن تلك الحياديه كانت سببا جوهريا فى إنقاذ بسيون من مواجهات قد تكون داميه وذلك بعد إنتقال الصراع من الفيس بوك إلى الشارع دون إدراك من كل الرفقاء أنهم يرتكبون جريمة التضليل المتعمد وهى أبشع جريمه يمكن أن يرتكبها أى إنسان فى حق شعبنا العظيم الواعى والفاهم والمدرك .
ولكل هؤلاء يتعين أن يدركوا جيدا أن التصدى لأمراض المجتمع المصرى عامة والبسيونى بصفة خاصه ، ومواجهة السلوكيات المشينه التى يتبعها بعض الناس فى هذا الوطن سيظل هدفا وغايه بالنسبه لى طالما بقيت لى أنفاس فى الحياه ، وطالما ظلت تلك الموبقات موجوده ، أو هناك من يرعاها ويزكى ترسيخها ، ويبقى جهدى ماهو إلا محاولة إيجابية منى لإحداث تغييرا فى سلوك الناس للأفضل ، وتعديلا فى نمط تفكيرهم للأحسن ، ورفع مستوى الفهم عند تناولهم للقضايا ، وتبنيهم للموضوعات .
ليس هذا من قبيل الرفاهيه او المنظره ، أو البحث عن دور لسبب بسيط أن الطبل والزمر وحتى الصمت هم أقصر الطرق الآن للبحث عن دور فى هذا البلد ، وأن ماأسلكه من طريق لاشك أن له ضريبه قد تكون قاسيه ومؤلمه ، وقد يتبعه بالضروره الكثير من المشاحنات ، والمواجهات ، والضغائن ، أنا فى غنى عنها .
كان قرارى بالسير فى هذا الطريق الصعب حينا ، والشاق أحيانا ، لأننى جزء من كيان هذا المجتمع الذى إذا إنهار بالطبع سيطولنى هذا الإنهيار ، ولأننى صاحب رساله أخلاقيه ساميه ، ومنهج سياسى أجتهد أن يتسم بالأخلاق ، وأمتهن مهنه الصحافه التى هى رساله قبل أن تكون وظيفه ، وأتمسك بالسير فى دروب حزبيه على نهج من تعلمت على يديهم من الزعماء والقادة والرواد والرؤساء من أمثال آخر الزعماء التاريخيين فؤاد باشا سراج الدين زعيم الوفد ، وأساتذتى الأجلاء العظيم مصطفى شردى وإبن بسيون المفكر جمال بدوى ، وقبل كل هذه الأطروحات ، وتلك التوجهات ، التمسك بقيم المجتمع وثوابته التى تنطلق من ثوابت ديننا الإسلامى الحنيف الذى يتعين أن ننطلق منها قبل أن يتبدد الحلم ببسيون موطنا للأخلاق .
زر الذهاب إلى الأعلى