كان كل تفكيرها كيفية سداد إيجار الحجرة التي تقطن بها حتى لا تلقى في الشارع في هذا البرد القارس، وبعد معاناة في البحث عن ضامن لها من الجيران لسداد المديونية، حصلت على قرض قدره 3000 جنيه كانت بالنسبة لها طوق نجاة من الطرد ومد اليد للناس التي لم تعد ترحم وتشعر بآلام غيرها.
أمنت للدنيا وغدرها.. رغم أنها أعطتها دروسا قاسية كان أقلها طرد زوجها لها في الشارع ورفضه إعطائها نفقة بسبب عدم إنجابها، وأخذت تتحدث في فرحه عامرة مع جيرانها عن كيفية حصولها على القرض دون أن تدرك أن هناك شيطان صغير يستمع لحديثها ويكيد لها المكائد لسرقه الأموال التي بحوزتها، فلم تكن تتوقع يوما أن جارها الذى ولد على يديها وكانت تعتبره مثل ابنها بعد أن حرمت من الإنجاب سيكون هو قاتلها.
«علبة سجائر يا خالة مديحة».. عبارة قطع بها الجانى الذى مازال طالبا في الصف الثانى الثانوى الصناعى حديثها مع جارتها، فردت عليه قائله «حاضر يا بنى من عينى» ثم ودعته بعد أن حملته السلام لوالدته دون أن تدرك ما تحويه نفسه من غدر وخسة.
ومع حلول الليل عاد القاتل الصغير إليها متعللا بحاجته لعلبة سجائر أخرى، لينتهز إدارتها لظهرها والتفاتها ويقوم بغلق باب الحجرة عليهما وينهال عليها 22 طعنة بالسكين لتسقط جثة هامدة غارقة في دمائها.
سارع القاتل في البحث عن الأموال التي بحوزتها فلم يجد سوى خمسمائة جنيه هى كل ما تبقى معها بعد سداد ديونها، فأخذ الأموال وهاتفها المحمول وسارع في الهروب للتخلص من ملابسه التي تلطخت بالدماء.
وقام الجانى بإلقاء سلاح الجريمة في أحد مصارف القرية، وأشعل النيران في ملابسه لإخفاء جريمته.
نجح فريق البحث فى كشف غموض العثور على جثة السيدة “م.ف.م” 51 سنة مقتولة داخل منزلها بقرية حنون مركز زفتى بمحافظة الغربية، فى أقل من 24 ساعة على ارتكاب الجريمة.
وتبين من خلال السير فى خطة البحث أن مرتكب الحادث”م.م.ف.ع”” 17سنة طالب بالصف الثانى الثانوى الصناعي جار المجنى عليها، حيث إنه كان يتردد عليها باستمرار لشراء الحلوى والسجائر، ويعلم أنها مطلقة وتعيش بمفردها وتقوم ببيع الحلوى داخل منزلها، وتوجه إليها يوم الواقعة وطلب منها شراء سجائر وفور دخولها قام بالدخول خلفها وأخرج مطواة من بين طيات ملابسه وسدد لها 22 طعنة بالبطن والصدر ولم يتركها إلا جثة هامدة ولطخت دماؤها الأرض وملابسه وقام بسرقة 500 جنيه وهاتف محمول.
وتم تتبع هاتف المجنى عليه وضبطه وأرشد عن مكان إلقاء المطواة وتم إخراجها بمعرفة قوات الإنقاذ النهرى، كما أرشد عن مكان حرق ملابسه الملطخة بدماء القتيلة، وتحرر محضر بالواقعة، وقررت النيابة حبسه 4أيام على ذمة التحقيق.
