كانت أهم مراكز التجارة العالمية بين دول العالم القديم … “الصومال”
هل تعرف شيئاً عن الصومال ، البلد التي تسمع عنها يومياً ، وتضربها المجاعات من كل حدب وصوب ، البلد التي صعد رئيسها من عدة أيام وأعلن رسيماً ان بلادة دخلت المجاعات، مناشداً كل أهل الأرض وحكام الدول للتبرع لإنقاذها من ما هي فيه .
الصومال هي دولة عربية تقع في منطقة القرن الأفريقي في شرق أفريقيا ويحدها من الشمال الغربي جيبوتي، ومن الجنوب الغربي كينيا، ومن الشمال خليج عدن ومن الشرق المحيط الهندي ومن الغرب إثيوبيا،تملك أطول حدود بحرية في قارة أفريقيا. تتسم تضاريسها بالتنوع بين الهضاب والسهول والمرتفعات ويعد مناخها صحراوي حار على مدار السنة مع بعض الرياح الموسمية والأمطار غير المنتظمة.
كان شمال شرق الصومال قديماً أحد أهم مراكز التجارة العالمية بين دول العالم القديم، حيث كان البحارة والتجار الصوماليون يتاجرون في البخور واللبان (المستكة) ونبات المر والتوابل والتي كانت تعتبر من أقيَم المنتجات في المنطقة الجنوبية من جزيرة العرب وسقطرى بالنسبة للمصريين القدماء والفينقيين والمايسونيين والبابليين، الذين ارتبطت بهم جميعاً القوافل التجارية الصومالية وأقام الصوماليون معهم العلاقات التجارية. وبالنسبة للعديد من المؤرخين ومدرسي التاريخ.
ويرجح أن يكون شمال شرق الصومال خصوصاً علولا ومحيطها التي زرعت بها شجرة البخور تدخل في مناطق مملكة البنط القديمة التي تمتد من موطن شجر البخور واللبان الأساسي في الساحل العماني والحضرمي وجزيرة سقطرى والتي كانت تربطها علاقات وثيقة مع مصر الفرعونية خاصة في عهدي الفرعون “ساحو رع” من ملوك الأسرة الخامسة عصر الدولة القديمة، والملكة “حتشبسوت” من ملوك الأسرة الثامنة عشر عصر الدولة الحديث .
كانت الصومال لها تاريخ موغل في القدم . شكلت الصومال مركزاً تجارياً حيوياً مع باقي أنحاء العالم القديم، ووفقاً لمعظم الباحثين فإن أرض ما يُعرف الآن بالصومال هي أحد أكثر المواقع التي يُرجح أن بلاد البنط القديمة قامت عليها وبدأت .
تحكمت عدة ممالك صومالية قوية بالتجارة الإقليمية خلال العصور الوسطى، ومنها سلطنة أجوران وسلطنة عدل وسلطنة ورسنجلي وسلطنة غلدي وسلطنة مجرتين وغيرها منذ نشأتها .
نجح البريطانيون والإيطاليون خلال أواخر القرن التاسع عشر في السيطرة على أجزاء مختلفة من الساحل الصومالي من خلال المعاهدات التي أبرموها مع هذه الممالك وأسسوا الصومال البريطاني والصومال الإيطالي. أما في المناطق الداخلية من البلاد فقد استطاع قائد دولة الدراويش محمد بن عبد الله حسن من صد الإمبراطورية البريطانية أربع مرات وأجبر قواتها على الانسحاب شرقاً نحو المنطقة الساحلية.
ولكن تمكن البريطانيون في نهاية المطاف من هزيمة الدراويش عام 1920 بعدما لجؤوا إلى القوات الجو البريطانية. بسطت إيطاليا سيطرتها الكاملة على الأجزاء الشمال شرقية والوسطى والجنوبية من البلاد بعد نجاح حملة السلطنات التي شنتها على سلطنة مجرتين وسلطنة هوبيو الحاكمتان. واستمر هذا الاحتلال حتى اُستعيض عنه بإدارة عسكرية بريطانية عام 1941.
وظل شمال غرب الصومال محمية، بينما أضحت الأجزاء الشمال شرقية والوسطى والجنوبية إقليماً تحت الإدارة الإيطالية يتبع للأمم المتحدة بتاريخ 1 أبريل عام 1950 بعدما تُوصِلَ لإتفاق يضمن للإقليم نيل استقلاله بعد مضي عشرة سنوات. وتوحدت المنطقتان كما كان من المقرر لهما يوم الأول من يوليو عام 1960 ليُعلن عن قيام جمهورية الصومال تحت سقف حكومة مدنية. وواقفت الجمعية الوطنية الصومالية برئاسة حاجي بشير إسماعيل يوسف على قانون يوحد الصومالان البريطانية والإيطالية ويعلن عن قيام الجمهورية الموحدة.
كان البدء مع قدوم قوافل الاحتلال البريطاني للجزء الشمالي من الصومال المعروف حاليا بجمهورية أرض الصومال غير المعترف بها في الأوساط العالمية سنة 1884 م والتي استقلت في 26/6/1960.
11 يناير 1904 م (20 شوال 1321 هـ) قوات الاحتلال البريطاني تهاجم قوات الدراويش (معظم قوات الدراويش من السكان الأصليين من قبائل الداروت حيث أنهم القادة العسكريون المحنكون التابعة للزعيم الصومالي «سيد محمد بن عبد الله» الذي كان يلقبه البريطانيون ب«الملا المجنون»، وتوقع إصابات بالغة بين قواته. وقد استمر الملا في محاربة الاستعمار البريطاني للصومال حتى سنة 1920 عندما لجأت بريطانيا إلى الطيران لقصف مواقع الثوار، ثم جاءت وفاة الملا لتضع حدا لثورته الإسلامية.
فيما استقل الشطر الجنوبي المحتل من قبل إيطاليا منذ عام 1889 م في 1/7/1960 م أي بعد خمسة أيام من استقلال الشطر الشمالي برغبة من الجماهير المتعطشة للوحدة الكبرى التي استبشرت خيرا باستقلال جيبوتي(الصومال الفرنسي) في 1/7/1977 م .
والتي ضربت بآمال الشعب الصومالي عرضت الحائط وآثرت الاستقلال (خارج نطاق الصومال) فيما ظل الشطر الغربي تحت سيطرة إثيوبيا بتنازل من الحكومة البريطانية لها حسب اتفاقيتي 1948 و 1954 وأقصى الجنوب الصومالي (وهو الشمال الشرقي بالنسبة لكينيا والمسمى ب ENFD اختصار للمقاطعة الشمالية الشرقية) الذي وضع تحت الوصاية الكينية لمدة عشر سنوات بدءا من عام 1948 م ولكنه لم يعد إلى باقي الصومال كما كان مقررا وبعد الوحدة الصومالية عام 1960 م ثار الشعب الصومالي ضد الحكومة الكينية لتنفيذ ما كان متفقا عليه.
وبعد المماطلة الكينية من جهة والبريطانية من جهة أخرى كونها هي التي الحقت هذا الجزء بكينيا تقرر إقامة استفتاء شعبي سنة 1963 م وبطبيعة الحال وافق الشعب الصومالي في تلك المقاطعة على الانضمام إلى الوطن الأم ولكن للأسف لم تقم كينيا وبمساعدة من بريطانيا على تنفيذ القرار وقامت الشرطة الكينية بقمع المظاهرة المناوئة للاحتلال الكينية وعدم اتخاذ الخطوات اللازمة لضمها للصومال مما حذا بالقوات الكينية على مرأى من العالم بارتكاب مجزرة في مدينة واجير حاضرة المقاطعة الشمالية الشرقية راح ضحيتها الآلاف.
القرن 7 إلى 19: حكمت الصومال سلسلة من السلطنات، المتنافسة أحيانا، منذ وصول الإسلام إلى الصومال في القرن السابع الميلادي.
القرن 19: دخلت القوى الاستعمارية الأوروبية تدريجيا ضمن الدول الإقليمية المتنافسة على الصومال، وخضع الجزء الأكبر من الصومال للحكم الإيطالي بينما بسط البريطانيون السيطرة على الجزء الشمالي الغربي.
عام 1960: استقلت الأراضي الصومالية التي كان تحت الاستعمار الإيطالي والتي كانت تحت الاستعمار البريطاني واندمجتا لتشكلان ما يعرف بـ “جمهورية الصومال المتحدة”.
عام 1969: قاد محمد سياد بري انقلابا عسكريا في البلاد بعد اغتيال الرئيس المنتخب عبد الرشيد شارماركي، وأعلن الصومال دولة اشتراكية وأَمم معظم اقتصادها.
عام 1991: أُطيح بمحمد سياد بري عام 1991 واندلعت حرب أهلية، دامت عقودا، بين أمراء الحرب من العشائر المتنافسة والسلطة المركزية المفككة. وأعلنت أرض الصومال، التي كانت تحت الاستعمار البريطاني سابقا، الاستقلال من جانب واحد.
عام 1991 إلى عام 2005: فشلت جهود الأمم المتحدة لحفظ السلام، التي قادتها الولايات المتحدة، في إعادة السلام للصومال. وأعلنت منطقة بونت لاند الشمالية الحكم الذاتي عام 1998.
عام 2005 إلى عام 2012: شكل القراصنة، الذين يعملون بشكل رئيسي خارج بونط لاند، خطرا كبيرا على شحن البضائع في الساحل الصومالي، قبل أن يتحول إلى تهديد لخطوط الملاحة نتيجة لعملية بحرية دولية.
عام 2006: سيطرت الميليشيات الموالية لاتحاد المحاكم الإسلامية على مقديشو وأجزاء أخرى من الجنوب بعد هزيمة أمراء الحرب من العشائر، قبل أن تطردهم القوات الإثيوبية.
عام 2007 إلى 2011: بدأت قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي (أميسوم) في الانتشار بينما انسحبت القوات الإثيوبية عام 2009. وتقدمت حركة الشباب المتشددة، المنشقة، عن المحاكم الإسلامية إلى جنوب ووسط الصومال، ما دفع كينيا إلى التدخل المسلح.
عام 2012: أحرزت الجهود المبذولة لاستعادة سلطة مركزية منذ عام 2000 تقدما ملحوظا في نهاية المطاف، حيث أدى اليمين الدستورية أول برلمان رسمي منذ أكثر من 20 عاما، وفاز حسن شيخ محمود في أول انتخابات رئاسية منذ عام 1967. كما حققت القوات الموالية للحكومة تقدما رئيسيا ملموسا ضد حركة الشباب.