fbpx
الرأي

“كورونا.. والعالم (١)”

محيي النواووي
إن العنوان العريض الآن الذي يصف حالة العالم فى حقبة “كورونا” هو: المعقول واللامعقول.. هو اليقين واللايقين.. هو المنطقية واللامنطقية.. فهناك كثير من المجهول وقليل من المعلوم!
كان المعقول فى ظهور “كورونا” أنه فيروس سيمر مرور الكرام مثل أخواته من العائلة التاجية سواء كان “سارس أو إيبولا أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية أو إنفيلونزا الطيور أو الخنازير”.
لكن كانت المفاجئة: أن اللامعقول سيطر علي المعقول ذهب “كورونا” إلى أبعد من حدود النظر من حيث سرعة الإنتشار وسرعة الوفيات مما جعله أشرس أخواته فتكًا بالإنسان!
بل ذهب اللامعقول فى صياغة مصطلحًا مروعًا وأكثر فزعًا للبشرية وهو “محرقة كورونا” على غرار “محرقة هتلر” فقد كانت “محرقة هتلر” تختص طائفة بعينها وهم “اليهود”.. أما “محرقة كورونا” فلا تستثني أحدًا بإمكانها حرق جميع الطوائف!
كان المشهد صادمًا ومفزعًا حين تم بث فيديو “حرق جثث ضحايا كورونا فى إيطاليا”.
إن “كورونا” أثبتت أنها ليس بإمكانها فقط تدمير “الجهاز التنفسي”.. بل بإمكانها “حرق الجسد بأكمله” ليتبقى منه رفات فقط.. يتم وضعها فى كيسًا بلاستيكيًا!
كان اليقين يشير إلى أن اللقاح سيظهر سريعًا.. ولكن مابين سرعة ظهور اللقاح وسرعة الإنتشار كان اللايقين هو المسيطر فما بين “سارس” بكين فى خريف (٢٠٠٢) إلى “كورونا” ووهان فى شتاء (٢٠١٩).. وما كان بينهم فى المنتصف من أوبئة متشابهة.. كان اللقاح هو “تحذيرات منظمة الصحة العالمية، والإجراءات الوقائية”.
إنتهي “سارس” بالوقاية دون ظهور اللقاح.. ثم ظهرت “متلازمة الشرق الأوسط التنفسية” وأنتهت بالوقاية دون ظهور اللقاح!
-ثم ظهرت “كورونا.. كوفيد ١٩” أحدث فيروسات العائلة التاجية.
فهل سيكون اليقين فى علاج “كورونا” هو لقاح له تركيباته الكيميائية التى تقتل الفيروس؟.. أم سيكون اليقين فى علاج “كورونا” هو إتباع الإجراءات الوقائية مثل ما حدث مع أخوات “كورونا” فى الماضي؟.. ومن ثما سيكون فى المستقبل فيروس _مولود_ جديد فى العائلة التاجية.. تكون مجابهته “بالوقاية” دون غيرها؟!..
إن اللامنطقية طغت على المنطقية فى معادلة “كورونا”
إن الكثير من المجهول عن “كورونا” فى طريقة فى الإنتشار وقليل من المعلوم تحت أيدينا عن كورونا.. يبقي المعلوم “كورونا من أين؟.. وإن كان يسيطر عليها بعد النظريات” ويبقي المجهول “كورونا إلى أين؟..
زر الذهاب إلى الأعلى