fbpx
الرأي

ماذا بعد حادث التذكرة ؟.. هل ماتت ضمائر الأمة؟

بقلم _أيمن غانم

أتساءل كل يوم.. أين ذهبت ضمائر الأمة؟!، كل صباح يستيقظ المصريون علي فاجعة كبري تفتك قلوبهم، وأصبح كل شيء متاح، القتل والنهب وإلحاق الأذى بالآخرين، وكأننا نتصارع في سباق دموي لمن ينتصر .
مما لا شك فيه.. أن السبب الرئيسي في تدني المجتمع إلي مرحلة صعبة للغاية، هو موت الضمير، فأصبحنا جلادين لبعضنا البعض لا يرحم أحد الآخر.

منذ ساعات مضت.. وقعت كارثة حقيقة، قُتل شاب وانفصلت رأسه عن جسده، عندما قفز من قطار متحرك بسرعة، وأصيب آخر وفقد ساقه، وذلك تنفيذًا لأوامر الكمسري بالنزول لعدم توافر الأجرة.

لن ألقي اللوم علي أحد ولكن شاهد معي من منظور آخر، ولنتعرف ما سبب حدوث تلك الكوارث التي يسمعها ويشاهدها المصريون يومياً وكأننا نعيش في غابة في جزيرة نائية، لو كان هذا الشاب ابن لهذا الكمسري وبالفعل لم يكن معه مبلغ من المال، هل سيأمره بمغادرة القطار؟.. بالطبع لا! .

زاوية أخرى.. أين كانت ضمائر الجالسين علي كراسيهم داخل عربة القطار عندما سمعوا وشاهدوا كل تفاصيل الواقعة؟.
ببساطة واختصار أصبح ينظر المصريون لبعضهم البعض علي أنهم أعداء أو ببساطة خارج دائرة المعرفة ولا تربطنا أي روابط إنسانية، ولأصبح السائد في مجتمعنا أنا ثم نفسي؛ بل وصل بنا الحال داخل كل أسرة من بيوت مصر نفعل نفس الشيء ولا نكتفي بالغرباء فقط.

لو استيقظ ضمير هذا الكمسري ما كان ليلفظ للشاب – انزل من القطار- وما حدثت تلك الكارثة التي شاهدها سكان الكرة الأرضية، لو استيقظ ضمير أحد الركاب وأمر الكمسري بالسكوت أو اتخاذ إجراء آخر، أو ساعد أحد الركاب الشاب ودفع له الأجرة بنفسه لما حدث شئ.

يا سادة إن الضمائر الحية هي اكبر سند لوطننا هي من تعبر كل الأزمات ،هي من تفجر ينابيع الحياة هي من تصلح كل فاسد، نحتاج أن نعيد ما فقدناه من ضمائر لان بدونها نحن لا نملك أي شي؛ الضمير يا سادة هو العقل الذي يحرك ابن ادم تجاه كل خير.

نهضة مصر ليست في مواردها المادية “بترول أو ماس أو ذهب أو غاز؛ وإنما تتمثل في موارد بشرية تمتلك ضمير حي وعقول تحتوي الآخرين في إنسانيتهم بذكائهم ونفوس أبية تفكر وتعمل للغير لا للنفس.

الضمير.. هو الدافع والمحرك المهم في سفينة النجاة وهو المنسق الأصلي لكل الموارد بل وهو أعظم الموارد علي الإطلاق إذا كان الضمير حياً أحيا من معه وإذا كان ميتا أمات كل من حوله.

الحقيقة أننا نحتاج إلى ثورة لإحياء ما فقدناه، ثورة لإحياء الضمير ما أحوجَنَا إلى وخْذِ الضمير وإيقاظه عندَ الرجل والمرأة، عندَ الشاب والفتاة، عندَ الحاكم والمحكوم، عندَ الغنيِّ والفقير، عندَ القويِّ والضعيف!

زر الذهاب إلى الأعلى