محيي النواوي يكتب:إنتصار اللاعلم.. تنظيمات الإسلام السياسي نموذجًا!”
قد يُصدم البعض من عنوان هذا المقال ومن الكلمات التي تندرج تحته.. ولكن الخريطة الإجتماعية.. قبل الجغرافية والسياسية.. تشير إلى أن ثمة أزمة حقيقية أحدثتها هذه التنظيمات المتطرفة.. وصاح الجهل بأعلي صوت ليعلن إنتصاره في “المبارة الفكرية” التي جمعت بينه وبين العلم.. في وسط أجواء من الصمت للعلم!
يا لبؤس التاريخ الذي نري فيه “الجهلاء” يسطرون و “المثقفون” لا مكان لهم.. فقط مجموعة من الأحاديث والأقوال.. دون جدوي “صفر تحصيل”!
وكانت جدوي الجهل تساوي الكثير.. فقد صنعت هذه التنظيمات مناهج دراسية خاصة بها.. وأطلقت لأنفسها صحف وقنوات.. لكي تروج لمشروعها الفكري الذي يحمل رسالة تحت عنوان: “الدم.. والقتل”.. وكان علي الصعيد الآخر يواجه المثقفون كل هذا بكلمات ركيكة! .
– إننا لسنا بحاجة لدراسة هذه التنظيمات أو الحصول علي دكتوراه في دراسة المتمركزات الفكرية لهذه الأفكار المتطرفة.. فإن ما تم كتابته وما تم عرضه من مراكز الدراسات.. يكفي ليجعلنا نقف على ما يسعي إليه هؤلاء المتطرفون.. فقط كل ما نريده هو المواجهة.. إنها أشبه بحالة طالب قرأ المنهج الدراسي وفهم ما بداخله ولم يضع إجابة في ورقة الإمتحان!.
إذًا إين المواجهة بعد كل ذلك؟.. فقط رؤي وتحليل دون جدوي “صفر تحصيل” آخر.. في نتيجة هذه “المبارة الفكرية”.. بين “الجهل” و “العلم”..
إنهم نجحوا في أن يكونوا مثلًا وقدوة لغيرهم.. فتنظيم “القاعدة” كان تنظيمًا ملهمًا “لكبار المتطرفين”.. وبات اليوم تنظيم “داعش” أكثر إلهامًا لمن هم في “سنة أولي تطرف”!.
– قد يري البعض أنني مبالغًا.. ولكني بحاجة إلى توجيه سؤالًا لكثيريين ممن نراهم في وطننا العربي يطلقون على أنفسهم أنهم “محللين سياسيين.. ومحللين إقتصاديين.. ودُعاة إسلاميين.. وخبراء عسكريين وإستراتيجيين.. وباحثين في علم النفس والإجتماع.. وأنهم فلاسفة العصر.. وما إلي ذلك..”
ماذا قدمتم للوطن في أزمته؟.. الإجابة: “لا شيء”! إذًا “صفر تحصيل” آخر في تلك “المبارة الفكرية” بين “الجهل” و “العلم”.
فشل من يدعون أنهم سياسيين في حل “الأزمات السياسية” في الوطن العربي!
فشل من يدعون أنهم إقتصاديين في حل “الأزمات الإقتصادية” في الوطن العربي!
فشل من يدعون أنهم دُعاة وشيوخ في جعل الدين الإسلامي هو الدين السيد.. وحمايته من التطرف والإرهاب!
فشل من يدعون أنهم باحثين في علوم النفس والإجتماع في منع الإنسان من “الجريمة.. والإنضمام إلي تنظيمات متطرفة”!
وفي المقابل نجح “الجهلاء” في كل شيء.. فقد قدم “الجهل”.. ما لم يقدمه “العلم”!
نجح “الجهل” في الإنتصار علي “العلم” بأقل الإمكانيات.. في “معركة فكرية.. أو مبارة فكرية” كانت جميع المؤشرات تتنبأ وتشير إلي أن الإنتصار “للمعرفة” علي “الجهل”.. لكن فشل هذا التنبؤ.. وحدث ما لم يكن متوقع.. فقد نجح المتطرفون في بناء جمهورية خاصة بهم تندرج تحت عنوان “الدم”.. ونجحوا في إزدراء “المعرفة” وأستثمار “الجهل”.. وأزدراء “الفضيلة” وأستثمار “الرذيلة”.. وأزدراء “الأمان” وأستثمار “القلق”.
فقد تصدر المشهد “الجهلاء” الذين تحولوا -فجأة- من “الجناية” إلي “الدعوة” ومن “الجريمة” إلي “الجهاد”!
وكانت الجدوي أن “الجهل” إتخذ منحي الصعود.. و “العلم” إتخذ منحني الهبوط!