fbpx
الرأي

محيي النواوي يكتب_”كورونا.. نظرية المؤامرة”

هل هي بداية حرب بيولوجية؟.. هل بالفعل هناك مؤامرة؟.. هل هو فيروس مثل باقى الفيروسات؟..
تلك أسئلة وأطروحات تداولت وكان أكثرها أن هناك مؤامرة وحرب بيولوجية على الصين.. من أجل إيقاف الصعود الإقتصادي لها.
جاءت تلك الشكوك والأطروحات بسبب الإنتشار السريع لفيروس “كورونا” الذي ظهر فى مدينة “ووهان” الصينية.. التي باتت مصدر رعب للعالم.
واجه العالم من قبل موجات فيروسية مثل “سارس، وإنفلونزا الطيور، وإنفلونزا الخنازير، ومتلازمة الشرق الأوسط، وزيكا، وإيبولا”.
وأخيرًا “كورونا” الذي يختلف عن ما سبقه من فيروسات من حيث سرعة إنتقاله بين الأشخاص.. مما جعل “تيدروس أدهانوم” مدير عام منظمة الصحة العالمية يقول: “إن الأسابيع الأخيرة شهدت تفشيًا لم يسبق له مثيل، ومبعث قلقنا الأكبر هو إحتمال إنتقال الفيروس إلى البلدان التي تعاني من ضعف النظم الصحية”
أعاد تفشي هذا الفيروس مصطلح “الحرب البيولوجية” من جديد، والذي كان أول إستخدام له منذ قرابة (٥٠٠) عام قبل الميلاد. عندما قام أحد رجال “أثينا” ويدعي “سولون” بتلويث المياة الواصلة إلى مدينة “كيراه” بنبات الزين السام.
مرورًا بالرومان والماغول.. وصولًا للحرب العالمية الأولي وإتهام إيطاليا لألمانيا بأنها تستخدم ميكروب “الكوليرا” فى الحرب ضدهم، وأنها تستخدم ميكروب “الطاعون” ضد الروس، وصولًا بإعتراف اليابان بأنها إستخدمت الأسلحة البيولوجية فى (١٢) محاولة فى الحرب العالمية الثانية.
كانت تلك الأستخدامات الأشهر للأسلحة البيولوجية.. فقد كانت جميعها فى أوقات الحروب.. ومنذ ذلك الوقت لم تستخدم الأسلحة البيولوجية.. التي تفوق الأسلحة النووية.. فالأسلحة النووية دمار وهلاك للمنطقة التي تلقي عليها قنابلها.. أما الأسلحة البيولوجية دمار وهلاك لأكثر من منطقة فيفوق مداها مدي الصواريخ العبارة للقارات والقنابل النووية.
أعاد الفيلم الأمريكي (Contagion) أى “المرض المعدي” والذي تم عرضه فى عام (٢٠١١) نظرية الحرب البيولوجية من جديد.. حيث تدور أحداث الفيلم حول إنتشار مرض معدي ومميت يهدد البشرية نظرًا للإنتشار السريع وتهديد حياة الملايين.
عاد تداول مسمي هذا الفيلم مرة أخري مع ظهور “كورونا” وذهبت الأذهان حول وجود مؤامرة علي الصين وأشارت أصابع الإتهام إلى الولايات المتحدة الأمريكية.. بعد تصريحات وزير التجارة الأمريكي “ويلبر روس” والذي قال: “إن إنتشار فيروس كورونا يمكن أن يساعد فى توفير فرص عمل فى الولايات المتحدة، نظرًا لأن الشركات ستنتقل بعيدًا عن المناطق المتأثرة”.
وجدت تلك العبارات صدي عند مؤيدي نظرية المؤامرة والحرب الإقتصادية بين أمريكا والصين.
أدي إنتشار “كورونا” إلى هبوط فى الإقتصاد الصيني.. كما أدي أيضًا إلى صعود أسهم شركات الأدوية.. بسبب الترويج لوجود علاج جديد للقضاء علي “كورونا”.
وفي الأخير يبقي البحث عن لقاح لعلاج “كورونا” هو الأهم.. وبعد ذلك البحث فى ما إذا كان ذلك الفيروس.. سلاحًا بيولوجيًا أم لا.

زر الذهاب إلى الأعلى