محيي النواوي يكتب_ فيلم الممر.. هو الممر من السفه إلى الرسالة
شاهدت فيلم الممر ذات مساء.. وندبت حظى كثيرًا بأننى لم أشاهده منذ أن تم عرضه فى دور العرض.
إن هذا العمل السينمائي -في تقديري- قد أعاد للسينما المصرية مكانة كانت قد غابت عنها لكثير.
إن صناعة السينما “مضمونًا وإبداعًا” أمرًا مرهقًا للغاية فتلك الصناعة بعيدة كل البعد عن من يصنعون سينما مضمونها هو “الرقص” وإبداعها هو “جمع الأموال”!
إن أحداث الفيلم تجعلك فى كل مشهد تقف أحترامًا لما يقدمه كل مشهد من رسالة.
منذ خطة الإنسحاب الغير مدروسة والتي أدت إلى ضياع الأرض وأهدار أروح.. والآلم النفسي الذي بات الضباط والجنود آسره له.. نتيجة ما شاهدوه فى تلك الأحداث التي لا تصلح أن يطلق عليها معنى “النكسة”، ولا ترتقى إلي معني “الهزيمة” بل هي عشوائية في القرار!
إن أحداث الفيلم قد نقلت حالة المجتمع المصري بعد الإنسحاب بنقل حالة عائلات الضباط والجنود وحالة الشعب فى الشوارع.
فدور هند صبري “الزوجة المصرية” وأصالتها التي ظهرت فى مواقف كثيرة بوقوفها بجوار زوجها أحمد عز “نور” فى أزمته وتحفيزه على إعادة الأرض.. صدمة الضابط من تعامل الناس معه فى تلك الظروف فالجميع منشغل بأمور حياتية بسيطة والنصيب الأكبر هو توجيه السخرية للضابط!
الفيلم قدم الجندي المصري المعروف بشجاعته وتمسكه بأرضه في الدور الذي قدمه الفنان أحمد فراج فى شخصية “هلال” الجندي الصعيدي الذي ظل متمسكًا بسلاحه فى مواجهة طائرات العدو
دور الفنان أحمد زرق والذي جسده فى شخصية “إحسان” الصحفي الذي تعاون مع الراقصات لشهرتهم من أجل المال.. ثم تحول من الفشل إلى النجاح ومن إنسان فارغ إلى إنسان ناجح.
دور بدو سيناء وتضحياتهم ووقوفهم جنبًا إلى جنب مع الجيش.
فجميع الفنانون الذين أشتكركوا فى هذا العمل قدموا صورة رائعة قدموا تضحيات الجيش المصري الذى لديه “دولاب” من البطولات يجعلك تفتخر كل يوم بهذا الجيش العظيم..
“الممر” هو الممر من السفه إلى الرسالة.