fbpx
الرأي

محيي النواوي_يكتب “سينما الديمقراطية والحرية الأمريكية”

علي إمتداد تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية كان الحديث دائمًا عن “الديمقراطية” التي تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية، ومدي تحضر مواطنيها، ومدي الحرية التي ينعمون بها.
حتي باتت الولايات المتحدة الأمريكية طيلة تاريخها عنوانًا “للديمقراطية، والحرية” معًا.
لكن من خلال الأحداث التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية فى السنوات الأخيرة.. أتضح لنا أن “الديمقراطية، والحرية، وحقوق الإنسان” ما هي إلا مشاهد سينمائية بارعة.. فاقت فى براعتها مشاهد سينما “هوليود”!
إن الولايات المتحدة الأمريكية التي نراها دائمًا تتحدث وتطالب بحقوق الإنسان، وتلوح به كسلاح تجاه الأخرين، يوجد داخل طرقاتها وشوارعها إضطهادًا واضحًا وحاصلًا بالفعل.. فمشاهد العنصرية، والتي كان أخرها مشهد مقتل الشاب “چورج فلويد” صاحب البشرة السوداء فى شهر مايو من العام الماضي.. دليلًا قاعطًا علي أن هناك عنصرية واضحة، وأنه لا وجود لحقوق الإنسان فى الولايات المتحدة الأمريكية وخاصَّة تجاه ذوي البشرة السوداء، والتي تكررت أكثر من مرة علي مدار السنوات الماضية!
فعندما أرادت الولايات المتحدة الأمريكية أن تغلق ملف إضطهاد ذوي البشرة السوداء صاغت مشهدًا سينمائيًا رائعًا كان بطله هو “باراك أوباما” فكان وصول “أوباما” إلى ردهات البيت الأبيض.. بمثابة رسالة فحواها “أن هناك شخصًا أسود بات رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية”.
لكن إذا تمعنا وقمنا بالتدقيق فى ذلك سنري أن تلك الخدعة السينمائية سقطت مع مقتل (ستة أشخاص) من ذوي البشرة السوداء فى عهد “أوباما”!
فعندما تكرر الأمر فى عهد “دونالد ترامب” بمقتل “جورج فلويد” وجدنا هجومًا واضحًا من “أوباما” تجاه إدارة “ترامب” للولايات المتحدة الأمريكية.. فالرئيس السابق الذي تم فى عهده مقتل (ستة أشخاص) من ذوي البشرة السوداء.. بات مهاجمًا للرئيس الحالي الذي قُتل فى عهده شابًا أسود بنفس الطريقة مع أختلاف الزمان.. يالها من مفارقات مذهلة!
ولعل الهجوم هنا كان هجوم “حزبي” من “أوباما” الذي ينتمي للحزب الديمقراطي.. ضد “ترامب” الذي ينتمي للحزب الجمهوري، وفى مصلحة “چو بايدن” المرشح الرئاسي الديمقراطي!
إن مقتل “چورج فلويد” تم إستغلاله من الحزب “الديمقراطي” من أجل إظهار فشل الحزب “الجمهوري” الذي يمثله “ترامب”، وكان من قبلها إستغلال فشله فى أزمة “كورونا”، ومن قبلها إظهار فشله “إقتصاديًا”..إن الحزبين “الجمهوري، والديمقراطي” تحولت سياستهم إلى إظهار نواقص بعضهما البعض من أجل الوصول إلى “البيت الأبيض”!
وعن مشاهد التحضر الأمريكي.. فمثلها مثل المشاهد الأخري.. فالأحداث الأخيرة التي شهدتها الولايات المتحدة من فوضي، ومن إقتحام لمبني “الكونچراس” أثبتت لنا أننا إزاء الحقيقة.. فالشعب الأمريكي قام بتكذيب كل النظريات التي تؤكد أنه الأكثر تحضرًا، “فالسرقة، والتخريب، والفوضى” أثبتت يقينًا وبما لا يدع مجالًا للشك أن مشاهد التحضر.. هي مشاهد سينمائية تم صناعتها بإحتراف، وأن باطن الحقيقة هو ما ظهر لنا علي شاشات التلفاز.
إن الولايات المتحدة الأمريكية ليس بالمدينة الفاضلة، وليست بالدولة التي يتم تداول السلطة فيها بشكل ديمقراطي.. فإن “المشهد الديمقراطي المصطنع” تم كشفه بالمشهد الحقيقي الذي رأيناه بعيوننا وهو: “إقتحام مبني الكونچراس”!
إن المشاهد السينمائية الأمريكية المصطنعة عن “الديمقراطية، والحرية” كشفتها المشاهد الحقيقية من “اللاديمقراطية، واللاحرية!”

زر الذهاب إلى الأعلى