fbpx
الرأي

محيي النواوي_ يكتب ترميم القوة الناعمة

لقد تطرقت فى مقالي الذي حمل عنوان: “الخطاب الثقافي.. غياب القوة الناعمة فى مواجهة التطرف” إلى حالة الركود التي أصابت القوة الناعمة.. وأتخذت منحني الهبوط بينما أتخذ السفهاء والجهلاء منحني الصعود بأقل الإمكانيات.
وناديت بأنه يجب أن يكون هناك خطاب ثقافي في مواجهة الجهلاء والسفهاء.
ولعلي أتجاسر وأقول: ” إن حال القوة الناعمة فى بلادنا تحتاج إلى الترميم”
إن المشاهد التي ملئت صالات العرض فى الأونة الأخيرة تدل علي محدودية الفكر وفقر الإبداع لا رؤية ولا سيناريو لا قضية ولا هدف.. فقط أغاني ركيكة وألحان أكثر ركاكة! وكأن السينما تحولت فيها الدراما إلى رقص وغناء!
وهنا يتوجب الإنصاف بأن هناك أعمالًا سينمائية قدمت دراما وسيناريو محددين الهدف والأتجاه سيطر عليهم الإبداع.
ولكن مقارنة بالمعروض على الساحة فهو خارج المنافسة لأن من بين عشرة أفلام قد نجد فيلمًا أو إثنين هما الذي يقدمون قضية.. إن صناعة السينما جزء كبير وأحد الأعمدة الرئيسية فى تكوين القوة الناعمة.
إن دور السينما والدراما لهم تأثير كبير قد يفوق القوة الصلبة فقد يؤدي مشهد إلى تغيير فكرة ونقل فكرة إن فيلمًا واحدًا قد يجعلنا ننتصر على فكر متطرف لم يجد من يوقفه سوا الرصاصات.. إن القوة الصلبة مطلوبة بالفعل ولكن القوة الناعمة قد تنتصر على آلاف الرصاصات لإنها تخاطب الوجدان.
لقد باتت القوة الناعمة تقضي أيامها واضحة الإرهاق وظاهرة الإجهاد، وبدلًا من أن تكسوها القوة والعافية كستها ملامح الشيخوخة!
واليوم أجدد النداء: ” لا أحد فى مقدوره أن يخطو فى غير مكان، أو يحيا من غير زمان.. أو يقطع لنفسه مكانًا وزمانًا وأشخاصًا وأشياء ليمضي بهم وحيدًا ظنًا بحكمة التصرف وكفاءة الإختيار لتبدو الأمور من بعد ذلك من صخب الصدي ووهج السراب.. يجب أن يتحد الجميع الكُتاب والمثقفين والأساتذة والفنانون والموسيقيين والسياسيون لإخراج منتج ينافس المنتجات الرديئة التي صدرت أقذر المشاهد!”
فقد تضيقت الجغرافيا بما وسعت، وبارت الأرض مما كانت تطرح!

زر الذهاب إلى الأعلى