مرصد الإفتاء : ارتفاع معدلات انتحار شباب “الإخوان ” في تركيا بسبب الظروف الاقتصادية
محمد ناصر
قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية: إن وحدة الرصد والمتابعة كشفت إقدام عدد كبير من شباب الإخوان الهاربين في تركيا على الانتحار بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها نتيجةَ عدم وجود موارد مالية وعدت قيادات الإخوان بتوفيرها لهم من خلال صناديق الدعم التي تقوم قيادات الجماعة الإرهابية بتوفيرها من التبرعات التي تجمعها من المراكز والجمعيات الخيرية التابعة لها في دول مختلفة تحت أسماء وهمية.
وأشار المرصد إلى أن هناك حالة من الشعور بالاغتراب للشباب المنضم إلى جماعة الإخوان الإرهابية بتركيا بعد انكشاف الحقائق عن زيف ادعاءات الجماعة؛ الأمر الذي يدفعهم نحو الانتحار عندما لا يجدون قوت يومهم، بينما تنفق قيادات الجماعة الإرهابية عشرات الآلاف من الدولارات لإحياء ذكرى تأسيس الجماعة وغيرها من المناسبات التاريخية في أذهان تلك القيادات، متجاهلين العناية بشأن الشباب الذين أقدموا على التضحية بأنفسهم ومستقبلهم إيمانًا بذلك الوهم الذي خدعهم به قيادات الجماعة الإرهابية.
وتابع المرصد تقريره فذكر أن وقائع الانتحار بين شباب الإخوان تؤكد التصريحات التي أدلى بها الإخواني الهارب “أمير بسام” في يوليو الماضي بأن قيادات من جماعة “الإخوان” أنفقت أموالًا باهظة على عائلاتهم من بينها ما كشف عنه بأن نجل القيادي الإخواني “محمود حسين” قام بشراء سيارة فارهة بملبغ 100 ألف دولار في الوقت الذي يعاني فيه شباب الجماعة من الشح المالي.
وهو الأمر الذي نتج عنه الدخول في صدامات بين قيادات الجماعة وعدد من الشباب بتركيا في الوقت الذي تخصص فيه الجماعة عناصرها في الخارج لجمع تبرعات مالية تحت شعارات دعم الشباب، إلا أن هذه التسريبات تؤكد تخلي القيادات عن الشباب وبأن المصلحة الشخصية هي الغالبة عليهم.
وأوضح المرصد أن هناك تهديدات من عناصر الجماعة بنشر الكثير عن وقائع الفساد والاختلاسات داخل جماعة الإخوان، وهو ما يمثل دليلًا قاطعًا على الكثير من أوجه التلاعب المالي والإداري بداخلها، حيث سبق أن أكد شباب الجماعة أن لديهم الكثير من التسريبات والتسجيلات حول اختلاسات واعترافات من قادتها بأن الأموال التي بحوزتهم تنفق لأغراض شخصية وليس لصالح الجماعة، من بينها ما تردد حول وجود ما يفوق الـ 130 مليون دولار تم إنفاقها دون معرفة أوجه ومصادر الإنفاق.
وأفاد المرصد أن الأوجه المالية ومصادر حصول الجماعة على أموالها متعددة، ومع ذلك فهناك الكثير من التستر والغموض حول أوجه إنفاق هذه الأموال، فقد كشفت أحداث سابقة أن هناك تلاعبًا في أموال التبرعات والتمويلات، هذا في الوقت الذي يحرض فيه قادة الجماعة الهاربون إلى الخارج الشبابَ على حمل السلاح ونشر العنف، إلا أن هذه الخلافات بين قيادات الجماعة والشباب تعكس حجم المعاناة التي يعاني منها شباب الجماعة بالخارج، وأن الكثير منهم يريد التخلص من الانتماء الفكري لهذه العقيدة المشوشة خاصة مع تصاعد حدة الاستخفاف والاستهانة بهم وبظروفهم من قادتها، وعلى رأسهم القيادي بالجماعة “إبراهيم منير” الذي خرج في أغسطس الماضي ليقول بأن الجماعة لم تجبر أحدًا على الانضمام إليها، في إشارة إلى نهج التخلي المتبع من قادة الجماعة عن شبابها.