مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بحركة صحراويون من أجل السلام ينظم لقاءً لشرح خارطة الطريق نحو حل مقبول ونهائي لحل قضية الصحراء
لازالت قضية الصحراء منذ نصف القرن الماضى حتى الآن، تقع بين حالة من المد والجزر في بحر لجي عاتي الموج تارة، و تارة اخرى في هدوء، يسبق كما يقال عاصفة دون الجزم والحزم، بإيجاد حل نهائي، ينهي صراعًا في ظاهره بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية؛ وفي باطنه صراع بين ايديولوجيتي المعسكرين الغربي والشرقي، منذ بداية سبعينيات القرن الماضي، صراع تطور لحرب دامية كادت تستمر لتكون شرارة حرب مغاربية شاملة، لكن الحرب وضعت اوزارها في بداية تسعينات القرن الماضي وحل السلام بإشراف أممي، لكن حالة السلم انتهت. وعادت إلى الواجهة قبل سنتين وبالتحديد منذ العام 2020 مناوشات مسلحة بين الطرفين ولا زالت مستمرة لكن بوتيرة لم ترقى بعد إلى وضع يدعوا الى القلق من انفجار الوضع وتحول المنطقة إلى بؤرة توتر وحرب شاملة .
ولأن التغيير يحتاج إلى شجاعة ورؤية وخطة للوصول إلى المبتغى، تأسست على يد قياديين سابقين في جبهة البوليساريو وصحراويين من داخل الاقليم حركة سياسية في بدايتها جاءت نتاجًا لرغبة في تغيير نهج قيادة البوليساريو، في ظل مشروعها، بتحقيق حلم دولة صحراوية، على أرض الاقليم المتنازع عليه مع المغرب، لكن الرغبة في التغيير تلك اصطدمت بنظام شمولي لا يعترف بالتعددية، ولا بالمعارضة، كما أن النهج ذاته آمن باستحالة فكرة قيام دولة صحراوية لاعتبارات جيواستراتيجية وايديولوجية، مع تنامي قوة طرح المملكة المغربية، المتمثل في حل سياسي، اقترحه المغرب سنة 2007م، ولا زال يروج له دوليًا، وهو حكم ذاتي لإقليم الصحراء.
في ابريل من سنة 2020 ولدت “حركة صحراويون من أجل السلام” ، وولد معها حلم وأمل للصحراويين شرق الجدار العازل، في مخيمات تيندوف، ولحمادة، وغربه، في اقليم الصحراء والهم المشترك هو وطن يجمعهم في سلام وأمان، وتوفير ظروف عيش كريم، على أرض تزخر بخيرات جمة، برا وبحرًا، وقد توالت أنشطة الحركة وتحركاتها دوليًا ترويجًا لطرحها في محاولة من قيادييها الحصول على اعتراف دولي، ومحليًا، في سبيل إقناع ساكنة الاقليم، بمشروعية مشروعها.
هي إذاً نهج ثالث بين خياري جبهة البوليساريو، و نهج المملكة المغربية، فالأولى تقاتل لأجل تحرير أرضها، وتنادي بتقرير مصير الشعب الصحراوي، حسب ما تدعيه، والثانية في دفاع مستمر عن وحدتها الترابية للمملكة من طنجة إلى لكويرة، هذا النهج الثالث، الذي تتخذه “حركة صحراويون من أجل السلام” طريقًا للحل هو حكم ذاتي موسع، بضمانات دولية يعطي للصحراويين؛ حرية اوسع، في تدبير أرضهم سياسيًا، واجتماعيًا، واقتصاديًا، في حدود سقف يضمن للملكة المغربية، سيادة على على الاقليم ، من هنا؛ انبثقت وثيقة خارطة طريق الحركة، التي جاءت كمقترح قدمه السيد السكرتير الأول للحركة “الحاج احمد بارك الله” في مداخلته التي القاءها في ” ملكى اهل الصحرا ” في نسخته الثانية بالعاصمة السنغالية داكار، في الفترة ما بين 27 و 28 اكتوبر سنة 2023م، وهو ملتقى لأهل الصحراء من شيوخ قبائل، وفعاليات أخرى اجتمعت بحضور ساسة من رؤساء حكومات وديبلوماسيين، ووزراء سابقين، من أفريقيا وأوروبا ،وأمريكا اللاتينية ، حيث تضمنت الخارطة 54 بنداً كمسودة لحكم ذاتي موسع .
ومن أجل تقريب الجميع من خارطة طريق حركة صحراويون من أجل السلام، داخل الاقليم، نظم مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالحركة، برئاسة بقادة محمد فاضل، لقاءا تواصليًا مع فعاليات المجتمع المدني وشيوخ القبائل الصحراوية يوم 30 من نوفمبر2023 م، بمدينة العيون عاصمة الاقليم، حيث شكل هذا اللقاء التواصلي فرصة لشرح مضامين ما جاءت به خارطة الطريق، وكذلك شرح مفصل لكل البنود التي تتجلى في رئيس الاقليم منتخب من طرف ساكني الاقليم، وبتزكية من جلالة الملك، وسلطة برلمانية من غرفتين ونظم اقتصادية واجتماعية تسهم في ادماج للعائدين حال التوافق على هذا المقترح، من مخيمات تيندوف ولحمادة، كما تخللت هذا اللقاء مداخلات في ذات الاطار وتكريمات لفعاليات من داخل الحركة وخارجها.