المحافظات

ناقشت كلية الآداب قسم الاجتماع الباحثة ريهام عبد الحافظ رسالة الدكتوراه المقدمة منها

كتبت مرفت مسعود جاب الله

حصلت الباحثة ريهام عبد الحافظ على الدكتوراه في الفلسفة كلية الآداب قسم الاجتماع تخصص الاتصال والإعلام، في موضوع الرسالة المقدم منها :” دور القنوات الإخبارية الدولية فى تناول قضيتي الاستقرار السياسي والأمن القومي فى الشرق الأوسط : حالة مصر مثالاً”

وعنوان الرسالة باللغة الإنجليزية: The Role of News International Channels in addressing The Issues of Political Stability and National Security in Middle East ( The Case Of Egypt an Example)،

وقد اشرف على الرسالة :1. أ.د حسن عماد مكاوي.. أستاذ الإعلام وعميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق.
2. أ.د أحمد سليمان أبو زيد..أستاذ علم الاجتماع السياسي المتفرغ بكلية الآداب – جامعة الإسكندرية.من خلال تحليل الخطاب الإعلامي، يمكن القول إن القنوات الإخبارية الدولية لا تعمل في فراغ، بل تنطلق من سياقات سياسية وثقافية محددة، توجه إنتاجها الإعلامي وخطابها العام. فالخلفية الغربية للقنوات تنعكس على تعريفها لمفاهيم مثل “الاستقرار”، “الحرية”، و”الشرعية السياسية”، مما يؤدي إلى تصادم مفاهيمي مع الرؤى المحلية في الشرق الأوسط.
كما أن معالجة القضايا المحلية من خلال منظور خارجي يؤدي في كثير من الأحيان إلى إضعاف الثقة بين الجمهور المحلي وهذه الوسائل، خاصة عندما يُنظر إلى محتواها كجزء من أجندة دولية تتجاوز الاهتمامات الوطنية المباشرة.
ورغم أهمية حرية الإعلام ودوره في الرقابة والمساءلة، إلا أن استخدام هذا الدور بصورة انتقائية وموجهة يطرح تساؤلات حول مدى استقلالية هذه الوسائل، وقدرتها على التمييز بين النقد البناء والتدخل السياسي.
وتوصلت الدراسة إلى أن هناك تأثير للأيديولوجيا الثقافية والسياسية للدولة مالكة القناة الإخبارية على صياغة الأطر الإعلامية وإنتاجها، والأطروحات الرئيسية، ومسارات البرهنة المقدمة عند معالجة قضيتي الاستقرار السياسي والأمن القومي والتي تؤثر على تشكيل رأى عام. وتبين تسخير الدول المالکة للقنوات الإخبارية الموجهة للقضايا أما لتعزيز الاستقرار السياسي أو لزعزعته وهذا يتوقف على علاقات الصداقة والعداء بين الدول. هناك تركيز في المعالجة على مؤشرات عدم الاستقرار السياسي خاصة، ومنها القضايا الاقتصادية وأداء الدولة والمشكلات الاقتصادية، وتحرير سعر صرف الجنيه ونقص العملة الدولارية، والقروض والديون الخارجية، وارتفاع أسعار السلع الغذائية ومشكلات الطاقة وانقطاع التيار الكهربائي، أما في الجانب السياسي فركزت على قضايا حقوق الإنسان وانتهاكاتها، وضعف دور الأحزاب السياسية والحوار الوطني والانتخابات الرئاسية القادمة والتضيق على المعارضة، وتأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية والتي لحقت بيها عدة تأثيرات على مستوي النظام العالمي والتحالفات الجديدة.
وتوصلت الدراسة أيضاً إلى عدة نتائج أهمها أن القنوات الإخبارية لا تضع مفهوم الأمن القومي في أولويتها عند المعالجة الإعلامية فما تعتبره بعض الدول أمناً قومياً لا تعتبره تلك القنوات كذلك بل تعرض وتحلل تلك القضايا الموجودة بهدف إتاحة المعلومات للجماهير. وأظهرت النتائج أن القنوات الإخبارية الدولية تتبنى مواقف انتقادية للحكومة المصرية والأجهزة الأمنية بشكل خاص، كما أنها في بعض الأحيان تحرض ضدها كما تساهم في زيادة التوتر السياسي في الرأي العام المصري.
خاتمة
تؤكد الدراسة أن الإعلام الدولي الناطق بالعربية يُعد فاعلًا مؤثرًا في تشكيل الوعي السياسي في الشرق الأوسط، من خلال طرح قضايا حساسة مثل الأمن القومي والاستقرار السياسي. ومع أن القنوات الدولية تقدم نفسها كمنابر للشفافية ونقل الحقيقة، فإن معالجاتها في كثير من الأحيان تكون مشروطة بتوجهات الدول المالكة لها، مما قد يُسهم في تأزيم الأوضاع المحلية بدلًا من المساهمة في الاستقرار.
كما تشير النتائج إلى ضرورة تبني مقاربات إعلامية أكثر توازنًا ومسؤولية عند تناول القضايا السيادية، بحيث تُراعي السياقات المحلية ولا تفرض نماذج تفسيرية خارجية على واقع معقد ومتشابك.
في ضوء ما سبق، توصي الدراسة بضرورة تعزيز الإعلام الوطني المستقل القادر على تقديم خطاب مهني وموضوعي بشفافية، إلى جانب أهمية وعي الجمهور بكيفية استقبال وتفسير الرسائل الإعلامية الدولية، ضمن فهم نقدي للأبعاد السياسية والأيديولوجية الكامنة خلفها.
تمنياتي بالتوفيق الدائم والمتميز لدكتورة ريهام عبدالحافظ محمد

زر الذهاب إلى الأعلى