نداهة الـ «البيتكوين».. تغوي أكثر من 2000 مصري
بدأت عام 2009 ببضع سنتات وتجاوز سعرها 19 ألف دولار وخسرت 20% من قيمتها في يومين
«البيتكوين ».. تلك العملة الإفتراضية المجنونة التي خسرت أكثر من 20% من قيمتها خلال اليومين الأخيرين ، لا تزال تحظي بإقبال كبير على شرائها في مناطق كثيرة من العالم .. والمفاجأة التي كشفتها مصادر مصرفية لـ «الديوان» هي أن أكثر من 2000 مصري يضاربون في تلك العملة المجنونة التي هبط سعرها في ساعات من 20 ألف دولار إلى 13 ألف دولار فقط ، وهي نفسها التي كان سعرها بضع سنتات وقت ظهورها لأول مرة في فبراير عام 2009 !
والمعروف أن «البيتكوين» هي عملة إلكترونية، افتراضية ليس لها وجود مادي،ويتم تداولها بين الأشخاص والمؤسسات عن طريق الإنترنت، فمن يرغب في المضاربة فيها ليس عليه سوي الدخول على شبكة الإنترنت وعبر افيزا كارد ، يتم تسديد قيمتها – حسب السعر المحدد لها في بورصتها اليومية –
وحسب موقع «كوين ديسك» الأميركي، المتخصص في المعاملات المالية ، فإن حجم التجارة في البيتكوين تجاوز90 مليار دولار في نوفمبر الماضي ، فيما قدرت شركة “كريبتوكورب” الأميركية المتخصصة في تداول البيتكوين، حجم تداول هذه العملة في منطقة الخليج وحدها بحوالي 12 مليار دولار.. وقال الموقع أن عدد المتعاملين في البيتكوين يتزايد يوما بعد آخر ، حيث أنها تحقق أرباحا تفوقت على جميع أدوات الاستثمار العالمية سواء ذات الفائدة الثابتة أو تلك ذات الفائدة المتغيرة.. ولهذا يتهافت على شرائها الشباب في الخليج ،حيث ترتفع شهية الاستثمار في هذه العملة، لدى المتداول الأقل سنا باعتبارها مصدرا لتنامي ثروته الصغيرة في فترة قصيرة، ويكفيه في هذا الخصوص أن يسمع إحدى القصص الأسطورية التي تتحدث عن أحد المتداولين الذي صار مليونيرا في بضعة أشهر بفضل تعاملاته في البيتكوين
ويتزايد الإقبال على شراء البيتكوين رغم تحذيرات البنوك الرسمية من التعامل مع هذه العملة الإفتراضية التي وصفتها وكالة بلمبرج الإقتصادية بأنها فقاعة فارغة لن تلبث إلا أن تنفجر وتنهار وتضيع في الهواء ..
وأدي تزايد الإقبال على البيتكوين في الخليج إلى تحذير جميع الموسسات المالية من السقوط في فخ هذه العملة الإفتراضية ، فحذرت الكويت عملاء البنوك من استخدام البيتكوين، بعد أن إنتشر شراؤها في الكويت لدرجة أن المصادر الإقتصادية تؤكد أن الكويتين إشتروا بيتكوين بمبلف مليار دولار
وفي الإمارات، حذر المصرف المركزي من مخاطر استخدام العملة الافتراضية، مشيرا إلى أنه لم يصدر أي تراخيص للعمل بها في السوق المحلية، ولا يمكن الرقابة عليها بشكل كاف، وليس لها مرجع معروف.
وفي البحرين، حذر المركزي البحريني من أن العملات الافتراضية لا تعد عملة قانوني ، ولا يوجد أي التزام على أي بنك مركزي في العالم أو أي حكومة لتبديل قيمتها مقابل نقود صادرة عن هذه الدول أو مقابل سلع عالمية متداولة أو الذهب.
كما حذرت مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) من تدول العملة لانه يعرض متداوليها لعواقب سلبية، وأن هذا النوع من العملات الافتراضية لا يعد عملة معتمدة داخل المملكة
فيما أكد مصدر بالبنك المركزي المصري أن القطاع المصرفي لا يتعامل بالعملات الافتراضية الـ”بيتكوين”، وحذر المتعاملين بها من الوقوع ضحية لعمليات نصب يخسرون فيها مبالغ ضخمة .. ورغم ذلك يسعي البعض إلى الحصول على موافقة البنك المركزي المصري لإنشاء بورصة مصرية للمضاربة على البيتكوين , وكانت وكالة رويترز قد نقلت قبل أسابيع عن رامي خليل، أحد مؤسسي البيتكوين المصري قوله، «ما زلنا في انتظار أن تضع الحكومة المصرية قواعد تنظيمية، ففي غياب الإعتراف بها فإن بيتكوين لن تكون نقودا مقبولة قانونا في مصر»