fbpx
الرأي

هبه مصطفي تكتب:- الشيخوخة والحلم

أن أجمل سنين العمر هي تلك التي لم تأت بعد . مقولة يؤمن بها العالم المتقدم عدا نحن فدائما خائفون من الغد ولا نتفائل أبدا وخاصة كلما أسرعت دقات ساعة العمر وكبرنا وحملنا لقب ( علي المعاش) والمأساة انها تأتي في عمر الستين سن النضوج والخبرات المتراكمة وللاسف نقول لصاحبه يا عزيزي (بدأت طريق الشيخوخة ).مع انني من اجمل ما قرأت عن تعريف الشيخوخة انها ليست تساقط الايام بل تساقط الاحلام فهي لسيت بعدد السنين فنحن نري وفقا لقانون الحياة رجل في التسعين يخطط للغد وشاب في العشرين أصابته الشيخوخة الذهنية والنفسية فيتوقف الحلم والامل في الغد
ويتوقف حلم بلاده في استثمار هذا الشاب لخدمة وطنه .
ومن هنا نجد أن الركيزة الاساسية لقانون الاستثمار البشري هو الاستعانة بخبرة السنين مقترنه بالالتزام والتوافق والتحدي والتوجه الي الاتجاه الصحيح والدليل علي ذلك ان بعض المنظمات الدولية حين تستدعي خبير من احدي الدول المتقدمة الكثير منهم لايقل عن سبعين عاما ، ونجد في أخطر المهام التي تعتمد علي صحة العقل والجسد ( الطيار) منظمة الطيران المدني الدولي ( الإيكاو) وبعض المنظمات الدولية الاخري أصدرت في مكاتبها الخاصة بالسلامة الجوية (مد سن التقاعد للطيارين إلي خمسه وستون عاما) وكذا السادة القضاه التقاعد بعد سن السبعين وخير مثال للتطرق الي الاستثمار الستيني هو دولة اليابان التي يشهد لها في مجال تطوير التنمية البشرية لكل الإعمار
فلا تترجم كلمة معاش لانه يهبط منحني العمل عند المواطن الياباني حين ينتهي العمر .ومن الجدير بالذكر في هذا الموضوع ان هناك جزيرة كامله في اليابان تدعي (أوكيناوا) حيث يبلغ متوسط الأعمار في تلك القرية إلي تسعين عاما أدام الله عليهم العمر والصحة .
من هنا نجد أن هناك ارتباط بين عقل يفكر متطور وجسم يتحرك فيجب المحافظة علي قوة النشاط العقلي من اجل التمتع بعمر طويل وسعيد .هكذا ثقافة النجاح الأمل في اليابان …..وهكذا الصين وألمانيا وسنغافورة وغيرها من الدول التي تهتهم ببناء الانسان وإعاده صياغته لاستثماره في الاصلاح التنموي.
انا لا أنكر قانون الحياة و الذي يؤكد ( استحالة الأستدامة ) ولكني علي يقين بأهمية إستثمار الخبرات للاجيال السابقة في شتي مجالات الحياة ودمجها مع العقول الشبابية الإيجابية والمستنيرة من القيود السلبية للزج بها الي هدف التوازن البيئي والمجتمعي والا لما تطرقنا إلي ما يطلق عليه (المنظومة الخبيرة ) لتحقيق التوازن الوظيفي فلا أقبل استدامة المدير وإغتيال كفائتي وخبراتي وجهد السنين ولكني ارحب ان احصل علي محصلة خبراته ووفقا لاستراتيجيات التأقلم فيتم الدمج بين القيادة وسطية العمربخصائصها المتطورة ومنظومة الخبرات المتنوعة من خلال عمل وليكن أكاديمي وتدريب القيادات الشابة وارتوائها بخبرات ومواقف عمر بأكمله .فعندما أقوم ببناء فريق فإني .. أبحث دائماً عن الدمج بين الإعمار والخبرات المتنوعة شريطة تحقيق الفوز والإنجاز في كواليس الهدف منها .كره الهزيمة وتكمن عظمة القائد على التدريب على القوة والفعالية والتأثير من خلال فريق العمل المتعدد الإعمار والخبرات.إن الخالق عز وجل منح الحياة لأستمرار الحلم وتحقيقه والتوافق هكذا القانون السماوي للبقاء ،فعلا لو بطلنا نحلم نموت .
فتجربتي في الحياة والعلم قادتني للاعتقاد بامتلاكنا لحياة واحدة غير محددة بعمر معين، فعلا لدينا فرصة واحدة لنعيشها ولنساهم في مستقبل مجتمعنا وفي مستقبل أجيال تدرك ..أن الإنجازات العظيمة تحتاج إلى تعاون الكثير من الأيدي الوطنية لا تكفي وحدها .. ينبغي ألآ نضمر حقدا أو مرارة تجاه أياً كان وإن الإجابة الوحيدة على الهزيمه هي الإنتصار علي تحديات الحياة .

زر الذهاب إلى الأعلى