هل ترك العمل لأجل تربية الأطفال عليه ثواب؟ الإفتاء تجيب

تلقت دار الإفتاء المصرية، خلال البث المباشر عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي”فيسبوك” سؤالا من مواطنة يقول: عندي طفل رضيع، هل لو تركت العمل من أجله ومن أجل أن لا أهمل تربيته تربية صالحة من كافة ما يحتاج إليه، هل ينطبق عليه قوله صلى الله عليه وسلم (من ترك شَيْئا لله عوضه الله خيرا مِنهُ)؟
من جانبها، أجابت الدار قائلة:” جاء عَنْ أَبِى قَتَادَةَ وَأَبِى الدَّهْمَاءِ قَالاَ أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَقُلْنَا هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا قَالَ نَعَمْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ (إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ بَدَّلَكَ اللَّهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْه) أخرجه الإمام أحمد في مسنده.
أوضحت الدار أن أنواع العوض مختلفة، وأجلّ مَا يعوض بِهِ الإنسان هو الْأنس بِاللَّه، ومحبته وطمأنينة الْقلب بِهِ وقوته ونشاطه وفرحه وَرضَاهُ عَن ربه-تَعَالَى- وعليه إذا كان هناك من يعول هذا الطفل من مأكل ومشرب وملبس وعلاج، ويتولى الإنفاق عليه-كوالده فلا حرج عليك في ترك العمل والتفرع لتربيته، ويشملك الحديث في هذه الحالة.
وتابعت: إذا لم يكن هناك من يعول هذا الطفل فلا بأس من الجمع بين العمل اللازم للنفقة، وبين تربيته الولد تربية صالحة، ولك في هذا الجمع مزيدا من الأجر والثواب، قال الإمام السيوطي-رحمه الله- في”الأشباه والنظائر”:[الْقَاعِدَةُ التَّاسِعَة عَشْرَة: مَا كَانَ أَكْثَرَ فِعْلًا كَانَ أَكْثَرَ فَضْلًا، أَصْلُهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَائِشَةَ «أَجْرُكِ عَلَى قَدْرِ نَصَبِكِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ].