fbpx
الأخباردنيا ودين

هل سورة عبس كانت موجهة لرسول الله؟.. أمين الفتوى يجيب

آمال طارق

طرح شخص سؤال على الدكتور علي فخر، أمين الفتوى ومدير عام الإدارة العامة للفتوى الشفوي بدار الإفتاء المصرية، بشأن تفسير سورة عبس.

وكان نص السؤال: “هل تفسير سورة عبس كانت موجهة للرسول؟ قرأت جميع التفاسير ووجدت ذلك، ولما تناقشت مع أحد أقربائي لم يقتنع وقال كيف لرسول الله أن يعبس وينصرف عن شخص أعمى جاء طالبا المعرفة، وحجته نحن البشر العاديون لا نفعل ذلك خصوصا مع شخص أعمى فما بالنا برسولنا المنزه عن أخطاء البشر، فأرجو تفسير مقنع.”

سورة “عبس” من الآيات الدالة على صدق رسول الله

أجاب الدكتور علي فخر، بأن سورة عبس وتولى من الآيات الدالة على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه لو كان يفتري القرآن أو هو الذي يؤلفه كما ادعى بعض الكفار في عهده، لما ورد في القرآن بعض الآيات التي تتحدث عن معاتبته من ربه، فمثلا في سورة الأخزاب يقول تعالى لنبيه “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ”.

وأضاف “فخر” عبر ڤيديو له منشور على القناة الرسمية لدار الإفتاء المصرية على موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب، فلو كان الرسول هو الذي يؤلف هذا القرآن على هواه أو أنه يظهر ما يريد ويخفي ما يريد، هل كان أظهر قول الحق ” يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ”، كذلك نفس الأمر سورة عبس وتولى.

سورة “عبس” جاءت كعتاب رقيق وجميل للرسول

وأوضح، أن سورة “عبس” جاءت كعتاب رقيق وجميل للرسول صلى الله عليه وسلم من ربه، ورسول الله ما كان يعبس ويتولى عن الصحابي الجليل بالهوى، وإنما كان يتوسم الخير في من جاءه من الكفار المعاندين، وكان الرسول يريد أن يرقق قلب هذا الكافر إلى الدخول في الإسلام فانصرف عن هذا الصحابي لا من هوى وإنما أيضا لمتابعة الدعوة الإسلامية في مكان أو في وجهة أخرى.

وتابع أمين الفتوى: فترك الرسول هذا الرجل الأعمى، حتى ينصرف كليا إلى الآخر الكافر، ليستميل قلبه إلى الإسلام، فالذي فعله رسول الله لصالح الدعوة إلى الله وليس للهوى أنه كان يريد أن يحدث هذا الغني الرفيع في قومه ويترك هذا الأعمى الفقير.

ونوه: هكذا نفهم هذه السورة، على أنها موقف تعرض له رسول الله، ولكن أراد الله أن ينبهه إليه وأن الأمر كله بيد الله، حيث قال تعالى “إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ”(القصص:56).

هل سورة عبس كانت موجهة لرسول الله؟

واستطرد: وعلى هذا فسورة “عبس” موجهة إلى الرسول وفيها من العتاب الرقيق الجميل المعلم للرسول صلى الله عليه وسلم من رب العزة.

لا داعي أن نقارن بين أفعالنا وأفعال رسول الله

واختتم “أمين الفتوى” حديثه مؤكدا أنه لا داعي أن نقارن بين أفعالنا وأفعال رسول الله، فإذا فعلنا شئ قد نفعله بالهوى والتشاهي، إنما رسول الله كان فعله بسبب آخر، وهو أنه كان منصرف لدعوة غيره ممن كان يريد أن يدخلوا إلى الإسلام حتى يقوى الإسلام بهم.

زر الذهاب إلى الأعلى