fbpx
الرأي

وداعًا “الجولان وحلم الدولة الفلسطينية”

الكاتب الصحفي

  صبري الديب

 

 

لا أدري، هل سيستمر الصمت العربي تجاه الاستفزازات والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للأراضي العربية المحتلة، وهل ستظل الحكومات العربية تكتفي ببيانات “الشجب والإدانة” وترك سلطات الاحتلال تمارس سياساتها التوسعية يوما بعد يوم، أم سنرى تحركا عربيا حقيقيا وجادا يحدّ من الأطماع الإسرائيلية في القريب العاجل؟.

فخلال الاجتماع الاسبوعي للحكومة الإسرائيلية منذ أيام، أعلن “بنيامين نتنياهو” عن البدء في بناء مستوطنة جديدة على “هضبة الجولان” السورية المحتلة، تحمل اسم “دونالد ترامب” وفاء بالوعد الذي قطعه رئيس الوزراء الإسرائيلى على نفسه، عقب اعترف الرئيس الأمريكي بسيادة إسرائيل على المرتفعات السورية في 25 مارس الماضي.

الغريب ان القرار الإسرائيلى مر دون أدنى تعليق او تحرك عربي، حتى من الحكومة السورية ذاتها، على الرغم مما تمثله “الجولان” من موقع الاستراتيجي خطير، يمكن سلطات الاحتلال من توجية ضربات مباشرة لكل من “سوريا والأردن ولبنان وكامل الأراضي الفلسطينية المحتلة” نظرا لاطلال الهضبة بشكل مباشر على كل تلك المناطق، من خلال مساحة تبلغ 1200 كم مربع، وارتفاع يصل إلى 2.814م، وامتداد يصل إلى 74 كم.

ولأن الموقف العربي معروف مسبقا للجميع، فلم تكتف إسرائيل بما ستفعله في “الجولان” بل أعلنت هذا الأسبوع على مشروع لشق “شارعين جديدين” لربط مستوطنات معزولة بجنوب وشمال الضفة الغربية، بالمستوطنات الكبرى في الشمال والجنوب، مما سيجعل تلك المستوطنات تشكل طوقا يعزل القرى والمدن الفلسطينية، ويمكن إسرائيل من التسريع بمخطط ضم أراضي الضفة الغربية، ونسف حل الدولتين، والقضاء على حلم قيام الدولة الفلسطينية.

ولعل السؤال الذي يطرح نفسة الآن، هل سيستسلم العرب للبلطجة “الأمريكية – الإسرائيلية” ويتركون “الجولان والضفة الغربية” لسياسة الأمر الواقع التي يفرضها “ترامب ونتنياهو” اما سيكون هناك واقعا اخر؟.

اعتقد ان الواقع العربي الحالي يقول، ان إرادة “الأمريكان والاسرائيليين” سوف تنتصر، وخلال شهور قليلة سوف يفتتح الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلى مستوطنة ” ترامب” الجديدة على أرض “الجولان السورية” ومعها الشارعين الجديدين في الضفة الغربية، وفرض أمرا واقعا لن نجد معه سوي التسليم بواقع القضاء بشكل كامل على حلم الدولة الفلسطينية، أو الرضوخ لشروط “صفقة القرن” التي سيطرحها الأمريكان في وقت لاحق.

 

زر الذهاب إلى الأعلى