وقفه أمام السلوكيات المترديه التى تهدد المكونات المجتمعيه
بقلم الكاتب الصحفى
محـمود الشاذلـى
نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية
وعضو مجلس الشعب السابق
فى هذا اليوم الفضيل من أيام رب العالمين حيث الجمعه المباركه يتعين أن نتحدث بصراحه ، بعد أن بات من الطبيعى هذه الأيام أن ينتابنى الذهول مما أرصده يوميا من ظواهر وسلوكيات يتعايش معها المجتمع هى وبحق مؤلمه ، تراشق بالألفاظ ، وسب وشتم بالأب والأم ، ومشاحنات هى بغيضه على أى وجه ، وتهديدات تتسم بالألم ، المأساه أن كل ذلك يحدث أحيانا مواجهة بين طرفين أحدهما لاشك ظالم والآخر مظلوم ، وكذلك على الفيس ، ويرصده القاصى والدانى حتى بات نمط سلوك ، الأمر الذى معه قد يأخذ المجتمع إلى منحنى خطر .
فئات كثيره بالمجتمع فى القلب منهم الزملاء الصحفيين إنتابتهم حاله من الهبل نعم من الهبل الممزوج بالخيلاء حيث فقدوا الرشد وأصبحوا ينطلقون فى التعامل والتعايش مع المنتمين لفئتهم من نظرة عدائيه غير مسبوقه لزملائهم لم يشهدها الأولين ولااللاحقين ، ولاحتى الذين عاشوا فى فترات الظلام الدامس فكرا وسلوكا ومنهجا ، أنت تختلف مع رؤيته ، أو تستفسر منه عن تصرف أتاه تراه مستهجن ، إذن أنت لاتروق له ودمك مستباح ، والتجاوز بحقك لاغضاضه فيه ، والتطاول عليك من المسلمات ، ولنا فى ذلك سلسلة مقالات إنطلاقا من النقد الذاتى تعايشا مع الأحوال التى يشهدها مجتمع الغربيه الذى أنا جزء من مكوناته ، والصحفيين الذين أنا أحد كتيبتهم الرئيسيه بحكم أقدميتى التى جعلتنى أنتمى لجيل الرواد ، أناقش تلك الظاهره بصراحه ، وأتصدى بكل قوه لمن يتعايش مع السوء من القول ، والتدنى فى الفعل ، إنطلاقا من كشف المستور وطرح الحقائق ، لعل ذلك يساهم فى تصويب مسلك الجامحين الذين سيطرت عليهم الأنا ، وبات يتحكم فيهم السلوك البغيض الذى مرجعه تلك النظره العدائيه لكل البشر .
أتصور أن تلك الظاهره تستحق الدراسه بحق ، لأن تركها هكذا بلا تصدى ، أو معالجه وتصويب ، ستأخذ المجتمع لاشك فى ذلك إلى منحنى خطر لأنه من الطبيعى أن يكون لكل فعل رد فعل قد يكون عنيفا ، لذا كان ترشيد السلوك ، وترسيخ الإحترام من الواجبات المقدسه ، لأنه لايمكن أن يقنعنى أحدا كائنا من كان أن هناك من يمكن له أن يصمت أمام مايحدث بحقه من تجاوزات ، أو أنه يسب ويشتم دون سبب ، وسبب ينطلق من كونه مقهور ومظلوم ومفترى عليه دون أن يجد من يردع ظالميه ، ومع رفضى لهذا السلوك البغيض من أى طرف والذى أرى أنه مايجب أن يكون مهما كانت الأمور يجب علينا قبل أن ننعته بأنه من السفهاء الذين يستحقون السحق قبل الردع ، أن نبحث عن السبب الذى أوصله إلى تلك الحاله ، وكيفية التعاطى معها .
عندما نجد شخصا ينهج هذا النهج وهو فى الأساس إنسان سوى ، ووصل للدراسة الأكاديميه لمستوى يجعله من الرموز فى المجتمع ، والمتميزين فى العمل ، يزيد على ذلك أنه منضبط سلوكيا ، وأخلاقيا ، قبل أن يجرفه نهج التجاوزات ، لابد وأن ننتبه إلى أن هناك أمر جلل دفعه لذلك فنعالج السبب حتى نقضى على العرض ، ونسأل أنفسنا ماالذى دفع بهذا الشخص إلى أن يسب ويشتم ويتطاول ، رغم أنه مشهود له بحسن الخلق ، ولأهله بأنهم كرام أفاضل .
بالقطع لايفعل ذلك إلا شخص أدرك أنه بات يتحكم فيه الضياع ، نظرا لما يتعرض له من مؤامرات ، قد تساهم فى تدمير مستقبله ، وسحق إرادته ، وأصبحت دراساته الأكاديميه لاقيمه لها ، بل وقد يكون مطاردا بعد أن يتم حصاره بالممارسات التى خلفها سلوك إنفعالى دون أن يفكر أحدا أنه كان يتعين الإحتواء والبحث عن آليه تعيد هذا الشخص لرشده ، لادفعه دفعا لإرتكاب الخطأ الذى يجعله محل إتهام وإستهجان .
ياأيها الرفاق ، ياأيها الساسه ، ياأيها الزملاء الصحفيين هونا بالله عليكم .. لعنة الله على السياسه ، والصحافه ، الذين يكون منطلقاتهم قلة الأدب ، وترسيخ عشق الأنا ، وتعظيم وتفخيم الذات ، الممزوج بالكيد للرفاق ، والتطاول والتجاوز بحقهم ، أو سحق القيم الإنسانيه ، مزيدا من الحكمه ، كثيرا من التسامح ، والإحتواء ، وضبط النفس وترشيد السلوك ، مزيدا من الإنتباه إلى خطورة هذا النهج على المجتمع ، الذى يتبعه خطيئة ترسيخ التنابز ، والتعالى ، والتطاحنات ، لأن لكل آلياته ومسالكه حتى ولو بدا أمام ظالميه أنه من المسالمين ، ولاأعرف كيف يعيش المجتمع فى أمان وإستقرار وهدوء ، ويحقق تقدما وإزدهارا فى أجواء هذا المناخ الكارثى الذى نصنعه بأنفسنا لأنفسنا . ويبقى من الأهمية إدراك حتمية أن يكون لنا وقفه أمام السلوكيات المترديه التى تهدد المكونات المجتمعيه ، وذلك إنطلاقا من مجتمع الغربيه .