fbpx
أهم الأخبارتقارير وملفاتعربي وعالمي

«مايك بينس» في الشرق الأوسط وتضارب حول مصير«القدس»

قالت بعض الصحف الأمريكية: إنَّ زيارة نائب الرئيس “مايك بينس” المتوقعة إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل، تعتبر معضلة كبيرة ومشكلة للدول العربية التي سوف تستضيفه، مصر والأردن، خاصة أنها تأتي في خضَمّ تصاعد التوترات بين إدارته والقيادة الفلسطينية بسبب قرار دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس.

وأضافت ، أنَّ زيارة “بينس” للشرق الأوسط تشكل معضلة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن عبدالله الثاني، حول كيفية حماية علاقاتهما الحيوية مع واشنطن دون تجاهل المخاوف الفلسطينية؛ حيث يعتمد كلا البلدين على المساعدات العسكرية والاقتصادية الأمريكية، والمحادثات مع مسؤول كبير في إدارة ترامب تتيح فرصة تعزيز تلك العلاقات.

جاءت الزيارة لنائب الرئيس الأمريكي مايك بينس إلى الشرق الأوسط في وقت يشهد خلاف بين إدارته والقيادة الفلسطينية, معضلة لمضيفيه العرب – الرئيس المصري وملك الأردن – حول كيفية حماية علاقاتهما الحيوية مع واشنطن دون أن يظهروا تجاهل للمخاوف الفلسطينية.

ويعتمد كلا البلدين اعتمادا كبيرا على المساعدات العسكرية والاقتصادية الامريكية، كما ان المحادثات مع مسؤول كبير فى ادارة ترامب مثل بينس تتيح لهم فرصة لتعزيز تلك العلاقات.

أن زيارة بينس في وقت يتزايد فية معادية للولايات المتحدة. والمشاعر المثارة  في المنطقة بسبب اعتراف الرئيس دونالد ترامب بالقدس المتنازع عليها عاصمة إسرائيل. حيث تعد المدينة موطنا للمواقع الاسلامية الرئيسية، بالاضافة الى الكنائس المسيحية والمعابد اليهودية.

حذر رجل الدولة المصري الكبير عمرو موسى القادة العرب من تغيير هدفهم الطويل الأمد: دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. وفي مقال نشر مؤخرا، حيث  حذر وزير الخارجية السابق ورئيس الجامعة العربية من ان تقديم تنازلات حول القضية الفلسطينية سيكون “خطأ استراتيجيا كبيرا”.

وقد أظهر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي لعن ترامب علنا على قراره بشأن القدس، مدى عمق الفجوة بينه وبين الولايات المتحدة بعد قرار ترامب. وفى كلمته امام مؤتمر القاهرة يوم الاربعاء، كرر ان واشنطن تخلت عن دورها كوسيط سلام صادق.

واضاف ان “القدس ستكون بوابة للسلام فقط اذا كانت عاصمة فلسطين وستكون بوابة للحرب والخوف وغياب الامن والاستقرار لا سمح الله ان لم يكن”.

وكان من المقرر ان يزور بينس المنطقة في منتصف ديسمبر لكنه اعاد جدولة موعدها لان تحول ترامب السياسي في القدس قبل ايام قليلة ادى الي ادانة عربية واحتجاجات على مستوى المنطقة.

في ذلك الوقت، قال عباس إنه لن يستقبل بنس في مدينة بيت لحم التوراتية، كما كان مقررا، كما ألغى الزعماء الروحيون لمسلمي مصر والمسيحيين الأرثوذكس – الإمام الأكبر للأزهر أحمد الطيب وتوادرس الثاني – اجتماعاتهم معه.

وقد تصاعدت الازمة الامريكية الفلسطينية منذ ان هاجم عباس علنا ترامب هذا الاسبوع حول ما يخشاه من الخطة الامريكية الناشئة لاقامة دولة فلسطينية صغيرة فى بعض الاراضى التى استولت عليها اسرائيل فى حرب عام 1967 بدون اي موطئ قدم في القدس. وفى الوقت نفسه قالت ادارة ترامب يوم الثلاثاء انها خفضت بشكل حاد تمويل وكالة مساعدات للامم المتحدة لخدم الملايين من اللاجئين الفلسطينيين، ووجهت باللوم الى الفلسطينيين لعدم احراز تقدم فى جهود السلام فى الشرق الاوسط.

طمأن الرئيس المصري، عبد الفتاح سيسي، عباس يوم الاربعاء لجهود القاهرة المستمرة لضمان قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية ، وفقا لبيان صادر عن المتحدث باسم الرئاسة باسم راضي. وجاء ذلك البيان لتخفيف حدة تداعيات تقرير صحيفة نيويورك تايمز الأسبوع الماضي الذي ادعى أنه في حين أدانت مصر علنا قرار ترامب بشأن القدس، فقد أيدت هذه الخطوة بشكل خاص.

وقد ناشد السيسي مرارا ترامب أن يشارك بشكل أكبر في الكفاح ضد التشدد الإسلامي في المنطقة. مع وجود قوات الأمن التي تكافح لاحتواء التمرد الدولة الإسلامية المنتسبة الي شبه جزيرة سيناء في مصر.

وقال مساعد الرئيس عباس احمد المجدلاني ان الفلسطينيين لا يتوقعون ان تحذو الدول العربية حذوها في الرد القوي على قرار ترامب بشأن القدس. وفي الوقت نفسه، أوضح أنه لا يعتقد أن إدارة ترامب ستحظى بدعم أي خطة سلام تضعف العلاقات العربية بالقدس.

وأيضا، يواجه ملك الأردن عقبة خاصة، مع تدهور العلاقات الأمريكية الفلسطينية. حيث يشكل الفلسطينيون شريحة كبيرة من سكان بلاده.

وتستمد سلالة الهاشمي إلى حد كبير شرعيتها السياسية من دورها التاريخي كخادم  للمسجد الأقصى، وهو ثالث أقدس موقع للإسلام. أي تهديدات محتملة للمدينة، مثل تحول سفارة ترامب الي القدس، ستقوض دورها الحيوي هناك.

على مر السنين، حاول الملك عبد الله تخفيف المعارضة الداخلية المستمرة لمعاهدة السلام الأردنية مع إسرائيل، التي ابرمها والده في عام 1994، جزئيا من خلال تقديم خدماته كوسيط نيابة عن الفلسطينيين، في التعامل مع إسرائيل والولايات المتحدة.

جاء اجتماع بينس مع عبد الله يوم الاحد الذي اعقبه سلسلة من الاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة في المملكة الاردنية، بعضها  منظم من قبل الإسلاميون.

وقال موسى شتيوي مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الأردنية أن بينس بحاجة إلى “الاستماع بعناية” إلى ما يقوله حلفاء الولايات المتحدة حول الخطر الذي ينطوي عليه قرار ترامب في القدس.

وتلقى الأردن 1.5 مليار دولار في عام 2015 و 1.6 مليار دولار في العام الماضي من المساعدات الأمريكية، التي تعطى لتمويل المساعدات الإنسانية ومساعدة الأردن على تحمل عبء استضافة مئات الآلاف من اللاجئين من سوريا والعراق.

و الجدير بالذكر ان الاردن، مع تدهور الاقتصاد وارتفاع البطالة، يستعد لتداعيات التخفيضات فى التمويل الامريكى للوكالة الدولية التى قدمت منذ عقود خدمات التعليم والصحة والرعاية لحوالى 5 ملايين لاجئ فلسطينى وذريتهم فى المنطقة.

وعلى النقيض من ذلك، من المتوقع ان يحظي بينس بترحيبا حارا في إسرائيل، التي تعد حكومتها المتشددة من أكبر مؤيدي إدارة ترامب على الساحة الدولية. وقد اعتمد ترامب سلسلة من القرارات التي اعتبرت متعاطفة مع الحكومة الإسرائيلية، بعيدا عن حل الدولتين الذي يفضله المجتمع الدولي، معربا عن معارضة قليلة لبناء المستوطنات، وفي الآونة الأخيرة اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وسيتم تسليط الضوء على زيارة بنس من خلال خطاب في الكنيست الاسرائيلى او في البرلمان وهو شرف نادرا ما يخصص للشخصيات الزائرة. وعندما اعترف ترامب بالقدس عاصمة إسرائيل، أصر على أنه لا يستبعد المطالب الفلسطينية أو حدود المدينة المستقبلية.

ولكن زيارة بينس للقدس اذا كان سيشير الى المنطقة على انها اسرائيلية، ستعمق الشكوك الفلسطينية بان ترامب يميل الي الجانب الاسرائيل حول اكثر القضايا حساسية فى الصراع الاسرائيلى الفلسطينى.

بواسطة
منة الوزير
زر الذهاب إلى الأعلى