محمد الجدعان وزير المال السعودي يؤكد تحصيل عقارات وأموال تسويات لقضايا فساد
أكد وزير المال السعودي محمد الجدعان تحصيل أرصدة ومبالغ، نقداً أو عبر المصارف، كتسويات، وذلك بعد توقيف متهمين في قضايا فساد مالي، فيما أكد الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز أنه لن يغادر السعودية وأن ولاءه «ليس مطروحاً على الطاولة»، وذلك قبل ساعات من خروجه من توقيف دام نحو شهرين في إطار حملة حكومية ضد الفساد.
وأشار الوزير الجدعان، في تصريحات نقلتها «سي أن أن»، إلى أن «غالبية» الأرصدة المحصلة عبارة عن «عقارات ويحتاج تسييلها وقتاً»، وذلك بعد نحو شهرين من إيقاف رجال أعمال ومتورطين في قضايا فساد.
وقال إن المدعي العام «أعلن قبل بضعة أسابيع أن التحقيق يدور حول اختلاس مبالغ تصل إلى 100 بليون دولار»، وذلك رداً على سؤال عن حجم المبالغ المتوقع استردادها من الموقوفين.
وأضاف: «المدعي العام لم يعلن عما أبرمه من تسويات إلى الآن»، وتابع: «عوضاً عن التكلم عن أفراد، يمكنني أن أقول لكم إننا نتأكد من أن رسالة الدولة واضحة جداً، وهي أننا لن نتساهل أبداً في قضايا الفساد»، مشيراً إلى اهتمام الدولة بإنشاء بيئة استثمار، تتميز بالجودة والأسعار.
وبسؤاله عن الطريقة غير التقليدية التي تم اتباعها مع الموقوفين، قال الجدعان إن هناك الكثير من الطرق للتعامل مع مثل هذه الأمور، والحكومة تحقق في القضية منذ سنتين. وأضاف أن الدولة «أعلنت جدياً أنها حققت وجمعت معلومات، ولم يكن الأمر مفاجئاً». ولفت إلى أن الموقوفين «يتواصلون مع محاميهم يومياً».
وأكد الوليد بن طلال تأييده «مساعي الإصلاح التي يبذلها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان»، وأضاف: «لا توجد اتهامات، هناك بعض المناقشات بيني وبين الحكومة، وأعتقد أننا على وشك إنهاء كل شيء».
وكانت مصادر أبلغت «رويترز» أمس، أن الأمير الوليد خرج من التوقيف بعد نحو شهرين، في إطار حملة المملكة في التحقيق في قضايا الفساد. ونقلت الوكالة عنه قوله في شريط بُث أمس، إنه يتوقع «الاحتفاظ بسيطرته الكاملة على شركته المملكة القابضة من دون مطالبته بالتنازل عن أي أصول للحكومة»، وأكد أنه يتوقع تبرئته من ارتكاب أي مخالفات. وأضاف: «ليس لدي ما أخفيه على الإطلاق. أنا مرتاح جداً»، وزاد في إشارة إلى توقيفه في فندق «ريتز كارلتون»: «أعيش هنا كأنني في بيتي وقلت للحكومة سأبقى للفترة التي تريدها لأنني أريد أن تنكشف الحقيقة في شأن كل تعاملاتي».
وقال الأمير إن أحد الأسباب الرئيسة لموافقته على إجراء المقابلة، هو تفنيد إشاعات حول إساءة معاملته ونقله من الفندق إلى السجن، وأشار إلى وسائل الراحة المتاحة له في جناحه في الفندق من مكتب خاص وغرفة طعام ومطبخ امتلأ بمخزون من وجباته النباتية المفضلة.
وفي أحد أركان مكتبه كان يوجد حذاء رياضي قال الأمير إنه يستخدمه لممارسة الرياضة بانتظام. وكان التلفزيون يبث برامج إخبارية كما كان على مكتبه كوب طبعت عليه صورته.
ورداً على سؤال عن استمرار احتجازه على رغم خروج موقوفين آخرين، قال: «هناك سوء فهم يجري تبديده، لذلك أود البقاء هنا إلى أن ينتهي هذا الأمر تماماً وأخرج وتسير الحياة».
وتابع :«لدينا قيادة جديدة الآن في السعودية ويريدون فقط تقصي كل التفاصيل. وقلت: حسناً، وهو كذلك، لا مشكلة لدي على الإطلاق. تفضلوا». وأكد أنه يعتزم البقاء في السعودية بعد إطلاق سراحه والعودة إلى إدارة أعماله في العالم. وتابع: «لن أغادر السعودية بالقطع. هذا بلدي، وهنا أسرتي وأبنائي وأحفادي. هنا أملاكي. ولائي ليس مطروحاً على الطاولة».
وأعلنت السلطات السعودية إنها تهدف للتوصل إلى تسويات مالية مع معظم المشتبه بهم وتعتقد أن بوسعها جمع نحو 100 بليون دولار للحكومة بهذه الطريقة وهو ما يمثل مكسباً كبيراً للمملكة بعد تقلص مواردها المالية بفعل انخفاض أسعار النفط. وظهرت في الأيام القليلة الماضية دلائل على أن الحملة توشك على الانتهاء. وقال مصدر رسمي لـ «رويترز» إن السلطات أطلقت سراح عدد من كبار رجال الأعمال.