خليفة حفتر فى زيارة غير رسمية لمصر للتنسيق بشأن محاربة “الإرهاب”
أعلن مسؤول ليبي، أن المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الليبي، يجري حاليًا زيارة غير معلنة إلى العاصمة المصرية القاهرة منذ بضعة أيام، وذلك في إطار ما وصفته مصادر ليبية رفيعة المستوى بـ”التنسيق المشترك بين مصر وقيادة الجيش في مكافحة الإرهاب”. وأضاف المسؤول، أن حفتر وصل إلى القاهرة مساء الأربعاء الماضي، وعقد سلسلة اجتماعات مع كبار المسؤولين المصريين لبحث التطورات السياسية والعسكرية في ليبيا، مشيرًا إلى أن المحادثات تطرقت إلى مسألة التنسيق الكامل بين الطرفين في مجال مكافحة الجماعات الإرهابية.
وأبرز المسؤول أن هناك ترتيبات لعمل مشترك على الأرض في هذا الإطار، وقال إن هناك تنسيقًا على أعلى مستوى بين الجيش الوطني الليبي والسلطات المصرية في هذا الصدد، مبرزًا أن جانبًا اجتماعيًا أيضًا هيمن على زيارة المشير حفتر إلى القاهرة، حيث رزق بحفيده الثاني خليفة لابنه بلقاسم.
وقال مصدر مسؤول إن الجيش الوطني بصدد القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق خلال الأيام القليلة المقبلة لبدء تحرير مدينة درنة، التي تعتبر المعقل الرئيسي للجماعات الإرهابية في شرق ليبيا، وأضاف المصدر إن الاستعدادات أوشكت على الانتهاء، وقوات الجيش في انتظار تحديد ساعة الصفر فقط. وفي محاولة للحيلولة دون وقوع مزيد من العمليات الإرهابية، التي تستهدف مساجد مدينة بنغازي في شرق ليبيا، أمر حفتر بنفسه بتركيب كاميرات مراقبة لجميع المساجد بالمدينة.
وقال مكتب حفتر في بيان له، إنه أصدر تعليماته المشددة بتركيب منظومات لكاميرات المراقبة الأمنية في كل مساجد بنغازي فوراً، وعلى نفقة القوات المسلحة بعد تخاذل الجهات التنفيذية في الالتزام بمسؤولياتها في تأمين المواطنين، وحماية ظهر القوات المسلحة. وطبقًا لما قاله حاتم العريبي، المتحدث الرسمي باسم الحكومة المؤقتة في البيضاء، فإن إدارة المشروعات بوزارة الداخلية كان يفترض أن تبدأ، اعتبارًا من الجمعة، في تركيب الدفعة الأولى من كاميرات المراقبة الأمنية لـ30 مسجدًا داخل مدينة بنغازي، بعد أن حصرت المستهدف منها خلال الأيام الماضية.
وكان اللواء ونيس بوخمادة، قائد القوات الخاصة ورئيس الغرفة المشكلة من قوات الجيش والشرطة، قد طالب جميع مساجد بنغازي بضرورة تركيب كاميرات مراقبة خلال أسبوعين. وفي ثاني اعتداء يستهدف مسجدًا في أقل من ثلاثة أسابيع في بنغازي، قتل 3 أشخاص وأصيب 149 آخرين بجروح، بعضهم في حالة خطرة، بعد انفجار قنبلتين في مستهل صلاة الجمعة في وسط مسجد سعد بن أبي عبادة، بوسط المدينة التي تبعد ألف كيلومتر شرق العاصمة طرابلس.
وزرعت عبوة ناسفة في نعش بباحة المسجد، بينما وضعت الثانية في مدخله، في خزانة أحذية، قبل أن يؤدي الانفجار إلى تناثر الحطام على أرضية المسجد، في حين تحطمت النوافذ ولطخت بقع الدماء حيطانه. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة الثني: إن الاعتداء أسفر عن إصابة 149 مصليًا بجروح، لكن مستشفى الجلاء في بنغازي أعلنت عن إصابة 62 شخصًا ومقتل شخص واحد.
وأدانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بشدّة على حسابها على “تويتر” هذا “التفجير الوحشي”، مذكرة أن الاعتداءات المباشرة أو العشوائية ضد المدنيين” تشكل “جرائم حرب”. وقالت البعثة إن هذا العمل الإجرامي البشع ينبغي ألا يوفر مبررًا للأعمال الانتقامية، وعليه يجب أن يتم القيام بالتحقيقات الفورية والنزيهة وتقديم الجناة للعدالة.
وأدان فرانك بيكر، السفير البريطاني الجديد لدى ليبيا، عبر موقع “تويتر” بشدة الهجمات الوحشية في بنغازي، وقال: “تعازينا الحارة لأهالي الضحايا… وبريطانيا تقف صفًا واحدًا مع الليبيين في مكافحة الإرهاب. كما أدانت السفارة الأميركية في ليبيا في بيان لها التفجير، قبل أن تشير إلى أن بنغازي قد تعرضت خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى هجمات مماثلة.
وقال المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في بيان له: إن هذه الأعمال الإرهابية التي تكررت في مدينة بنغازي، تتنافى تمامًا وتعاليم الدين الحنيف، وتتعارض مع القيم والمبادئ الإنسانية، معتبرًا أن هذه الجرائم تتطلب استنفار القوى الأمنية كافة في ليبيا للعمل المشترك على مواجهتها. وبعدما دعا إلى توحيد الصف والجهود لمواجهة الإرهاب وفلوله، وجميع العابثين بأمن واستقرار الوطن وتقديم الجناة للعدالة، لفت إلى أن الحكومة ستتكفل بعلاج جرحى هذا العمل الإرهابي داخل ليبيا وخارجها.
وفي شأن آخر، أعلنت غرفة عمليات سرت الكبرى عن إصابة ثلاثة من عناصرها وحرق سيارتين، بعدما استهدفت سيارة مفخخة استيقاف للكتيبة 165 التابعة للغرفة في بوابة التسعين شرق مدينة سرت. وكشف رئيس اتحاد يهود ليبيا، رفائيل لوزون، النقاب عن إجرائه اتصالات مع السلطات الليبية في العاصمة طرابلس، بما في ذلك أحمد معيتيق، نائب رئيس حكومة الوفاق، بالإضافة إلى عبد الرحمن السويحلي، رئيس المجلس الأعلى للدولة.
وأوضح في تصريح تلفزيوني، أنه على تواصل مع معيتيق، الذي قال إنه طلب منه أن يكون حلقة الوصل مع الجالية اليهودية الليبية في الخارج لفتح الأبواب والمساعدة في عودتهم، لافتًا إلى أنه التقى أيضًا وفودًا من التبو والطوارق.