8 ديسمبر مهرجان الأضواء في فرنسا يدخل مواجهة تحدي السترات الصفراء

كتب سيد العبيدي
في ظل مشهد متوتر سياسياً وامنيا نتيجة لتظاهرات “السترات الصفراء”، التي تجوب العاصمة الفرنسية باريس للأسبوع الرابع علي التوالي، تستعد مدينة ليون الفرنسية للأحتفال بمهرجان “الأضواء” والذي يوافق يوم 8 ديسمبر من كل عام.
ويعود تاريخ المهرجان إلى عام 1852 عندما هاجم الطاعون المدينة الفرنسية، ووعد أعضاء المجالس البلدية بالاحتفال بذكرى مريم العذراء، إذا ما نجت المدينة من الوباء، ومنذ ذلك الحين يسير سكان المدينة بموكب رسمي طريقه إلى كنيسة فورفيير،ليصبح ذلك اليوم مهرجانًا شعبيًا يحتفل به كل عام.
ويبدأ الاحتفال عندما تسير الجموع حاملة الشموع والقناديل حتي كنيسة فورفيير ،فإذا كنت تريد أن ترى حدثًا فريدًا لن تشاهده في أي مكان آخر في العالم، لالتقاط صور “سيلفي” مع أكثر مكان مضاء في العالم، فلا تفوت زيارة “ليون” الفرنسية في ديسمبر من هذا العام.
ويضاء في هذا اليوم من كل عام أكثر من 250 مَعلمًا سياحيًا في المدينة، على مدى 4 ليالٍ ابتداءً من 6 ديسمبر، ويطلق عشرات من الفنانين العنان لخيالهم من أجل الإبداع والتفنن في أعمال الإضاءة التي تظهر بأشكال جمالية في الأماكن العامة ووسط المدينة.
كما يمكن للزوار مشاهدة الأضواء المبهرة، وكاتدرائية القديس جان الرائعة وهي تصطبغ بالأنوار الساطعة، وتُزين بالأزهار الكثيرة، ويعكف فنانون برتغاليون على رسم لوحات فنية بالإضاءة عبر أشعة الليزر، لتقديم لوحات جدارية شاعرية وتأملية.
والأحتفال بالمهرجان قائم منذ أكثر من 150 عامًا دون توقف وكل عام يشهد العيد تناغم الشموع مع آخر صيحات الفنانين التي تجعل المدينة كلوحة فنية مضائة بالأنوار.
وتشهد مدينة ليون إشعال الشموع والأضواء على المعالم والطرقات وفي كل أماكن المدينة في مشهد ساحر حيث تضاء الشوارع وتشهد عروضا مبهرة، مما يخلق نوعا من البهجة في مختلف الأحياء، كما تقام عروض الليزر الضوئية في مختلف معالم المدينة والمباني.
ويأتي الناس إلى جانب عائلاتهم للاستمتاع بالأنوار وألوانها الخلابة ومشاهدة الإسقاطات الضوئية الرائعة التي تحول المباني إلى أعمال فنية غير عادية.
وبينما ينتظر المواطنون الأحتفال بالمهرجان، تواصل السترات الصفراء تظاهراتها بالعاصمة باريس بعد انضمام الشرطة الفرنسية تأييدها لمطالب المحتجين الأمر الذي قد يعيق تنظيم ذلك المهرجان السنوي.
وأعلنت نقابة الشرطة الفرنسية “Vigi”، أمس، إضرابا مفتوحًا يبدأ السبت تزامنا مع الإضراب الذي أعلنت عنه حركة “السترات الصفراء”، التي تنفذ احتجاجات منذ 17 نوفمبر.
وصرح نقيب الشرطة ألكساندر لانجولا لوكالة “نوفوستي” الروسية، بأن أفراد الشرطة لن ينضموا إلى الاحتجاجات التي تنظمها “السترات الصفراء” لكنهم يريدون تقديم الدعم لهم.
وقال رئيس الحكومة الفرنسية، إن 65 ألف عنصر من الأمن الفرنسي سينتشرون في البلاد غدا السبت، تحسبا لموجة احتجاجات جديدة.
يذكر أن اشتباكات اندلعت بين متظاهرين محتجين على زيادة الضرائب المفروضة على الوقود وقوات الشرطة بوسط باريس وألقى المتظاهرون الحجارة وبنوا حواجز على الطرق، فيما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه بالقرب من منطقة الشانزليزيه لتفريقهم، وبدأت الاحتجاجات بتظاهر سائقي السيارات ضد زيادة الضرائب المفروضة على الوقود إلا أنها تتضمن الآن سلسلة واسعة من المطالب تتعلق بارتفاع تكاليف المعيشة.
ونقلت وسائل إعلام منذ قليل، إن الشرطة الفرنسية اشتبكت مع حركة السترات الصفراء بالقرب من محيط قوس النصر أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على المحتجين.