الحنين إلي الماضي

هذه الحالة تأخذنا لزمن غير الزمن زمن الأخلاق و الإحترام زمن مليء بذكريات لا تنسي .

و جميع الأجيال تعيش هذه الحالة و لكن زادت و ظهرت مؤخرا بقوة في جيل السبيعينيات و الثمانينات هذا الجيل الذي لعب بالأتاري و أجهزة الكمبيوتر المنزلية و عاصر ظهور الفيديو و استمع إلي الكاسيت و التليفون الاسلكي و من بعده المحمول بل هذا الجيل هو أول من إستخدم الإنترنت .

من منا لا يحن إلي أغاني الثمانينات و التسعينات فمعها كان اول شعور بالحب من منا لا يتذكر هذه الأغاني التي كانت تسمي أغاني شبابية و كان يتم مهاجمتها و أصبحت الأن ( أغاني قديمة ) لهذا الجيل .

من منا لم يحب علي أغاني عمرو دياب و منير و مصطفي قمر ووهشام عباس و إيهاب توفيق و غيرهم من فناني هذه الفترة جنبا إلي جنب مع أغاني العندليب و ام كلثوم .

من منا لا يفتقد طعم و رائحة رمضان في هذه الفترة و لمة العائلة و صوت الشيخ محمد رفعت قبل أذان المغرب و المسلسل الإذاعي وقت الإفطار و فوازير نيللي و شيريهان و الفخراني و عمو فؤاد و جدو عبده و يا تليفزيون يا و غيرها و غيرها.. ياه كانت أحلي الأيام و فعلا نحن الأن نفتقد رائحة رمضان وطقوسه .

نحن الجيل الذي تربي علي برامج الأطفال التي أصبحت تراثا منسيا هذه البرامج التي شكلت وجداننا و شخصياتنا و علمتنا الكثير . ماما نجوي  و عروستي و بابا ماجد و الكثير و الكثير.

من منا لم يستمع إلي أغاني الأطفال التي اختفت تماما الأن فالأن الاطفال تستمع إلي المهراجانات و حمو بيكا .

نحن الجيل الذي تربي علي إحترام الكبير و توقيره و احترام البيت و الأسرة و تبحيل الأب ليس خوفا و لكن حبا و احتراما اما الأن فحدث و لا حرج .

نحن الجيل الذي عندما يتذكر و لو للحظة عن طريق اغنية او اعلان قديم هذا الماضي تترغرغ عيناه بالدموع و يبتسم إبتسامة حنين لكل شيء جميل في هذه الفترة .

نحن الجيل الذي يعيش زمنا لم يتبقي فيه سوي ذكريات تشده و تربطه بأيام الزمن الجميل .

نحن الجيل الذي سيظل متمسكا بالأخلاق و المباديء التي تربي عليها و سيظل يصارع مجتمعا اصبح غريبا فيه .

هذا الجيل هو أخر الأجيال المحترمة و لا أبالغ في هذا الوصف فيكفينا ما نشاهده و نسمعه و نقرأه و نعيشه يوميا.

لن يرجع الزمان الي الوراء و سيظل الحنين إلي الماضي هو الفرحة اللحظية الوحيدة التي تساعدنا علي مواصلة الحياة .

الحنين إلي الماضي أجمل من البكاء عليه .