” سعد حشيش ” على خطى” العقاد” لم يكمل تعليمة .. لكنه كتب المصحف كاملا ٌ في ثلاث سنوات

تقرير: محمد ناصر
سعد محمد حشيش مواليد 1959 قرية بلقينا مركز المحلة بمحافظة الغربية ، لم يحصل على الابتدائية ، لدية محل ملابس ، بسيط الكتابة ، وبسيط القراءة ، يعيش فى منزل مكون من ثلاث طوابق في شارع ضيق المساحة ، يستغرق ساعات الليل راكز على ركبتيه فى الأرض حتى طلوع النهار ثم ينام ساعتين ويعاود العمل مرة أخرى في كتابه المصحف وكتابه كتب أخرى، اعتبر نفسه ليس موجود في الحياة ، زهد أصدقاءه، يرفض الجلوس على المقاهي وحضور المناسبات ، مقتنعا أن أهم شيئان في الحياة هما التعليم والوقت ، صرف كل ما يملكه بعد رحله عمل طويلة في دوله العراق وجمع أموال لينفقها على الكتب والمجلات وأدوات الزخرفة والتجليد ، لا يمتلك موبيل ولا اى وسيله عصرية ، إنما يفضل البحث علن الشيء والكد فيه حتى يكتسب معلومة وخبرة .
” حشيش ” ترك التعليم في صغره ، بسبب ظروف أسرته المادية في ذلك الوقت ، كباقي أي طفل رأى أن العمل أفضل من التعليم لمساعده أسرته على مواجه مصاعب الحياة وتوفير قوت يومه .
” سعد محمد حشيش ” بدأ يتعلم من خلال القراءة البسيطة وكتابه الحروف كطفل في أولى ابتدائي ليستطيع بعد ذلك قراءة المجلات والكتب ، وتطور الأمر ليتعرف على أصحاب المكتبات وبائعي الجرائد ليأخذ منهم أحسن الكتب التي يجب قراءتها .
يضيف حشيش أنه في 1980 بدأ يخرج من مرحلة التعليم إلى مرحلة التثقيف ، موضحا أن حبة للتعليم والتثقيف ، جعل يحمل الكتاب ذهاباُ وإياباٌ ، مؤكد كان يجب على الإنسان أن يتعلم مشيراُ أن زملائه الذين أصبحوا أطباء ومدرسين وعلماء الدافع الرئيسي في التعليم والتثقيف حتى لا يكون أقل منهم ، وقال: «كان نموذج العقاد أمامي دائماً، وهو الرجل الذي حصل على الابتدائية فقط، وأصبح فيما بعد من أكبر مفكري مصر .
وأضاف ” حشيش ” أن أغلبية المجتمع العظمى ليس لديهم إرادة التثقيف ، والتعليم كباقي المجتمعات العربية ، لافتاٌ أن الموهبة تحتاج إلى صبر للنجاح ، والمجتمعات العربية ليس لديهم اى صبر بل يريدون الأمر أن يكون كضغطه الزر .
وكشف ” حشيش ” أنه واجه كثير من المصاعب في أسرته حيث أن أسرته كانت تلومه على ما يفعله من شراء كتب وتكاليف مالية ضخمه كان من الأولى أن تنتفع بها أسرته كما يرون ، لكنه كان يفضل شراء الكتب والمجلات والأحبار وأدوات التجليد والزخرفة ، أفضل من شراء الطعام والشراب ومستلزماته الشخصية .
مارس ١٩٩٦.. تاريخ دونه “حشيش” على أول مصاحفه، وهو تاريخ بداية كتابته لأول مصحف: «لم أكن أعرف أن الأمر سيكون بهذه الصعوبة، كتابة المصحف الواحد تستغرق حوالي ٣ سنوات، كما أنها عمل شاق جداً وتحتاج إلى تركيز كبير لأنه لا يحتمل أى خطأ سواء في الحروف أو العلامات، أكثر من مرة أصابني اليأس والإحباط لأنه في حال وقوع خطأ ولو في حرف واحد أو علامة واحدة أضطر إلى كتابة الصفحة من جديد».
كتب “حشيش” عدداً من المصاحف، كان أكبرها مصحف مساحته ٧٥ x ٥٠ سنتيمتراً، ومصحف مساحته ١٠٠ x ٧٠ سنتيمترا، الذي بدأ فى كتابته منذ 7أعوام ، أستغرق عاما كاملا فى كتابته وعاما آخر أو يزيد قليلاً في زخرفته ، لافتا أن كتابه المصحف يختلف عن اى كتاب من حيث الإطار والصفحة وأماكن الربع وبداية السور وأماكن الوقف .
“حشيش” لم يتعلم “الخط العربي” في المدارس، لم يتعلم أيضا الزخرفة، وكانت بدايته معها عندما حاول عمل زخرفة لهوامش أكبر مصحف انتهى من كتابته، وقتها ذهب إلى مركز كمبيوتر، فطلبوا منه ٨٠٠ جنيه، فقرر تعلم الزخرفة عن طريق بعض الكتب الخاصة بهذا الشأن.
أرجع “حشيش” التكلفة العالية لكتابة المصحف إلى “عدم المعرفة”: «كنت أشترى كل شيء، أما الآن فقد تعلمت طرق صناعة الحبر، عن طريق خلط مواد أحصل على بعضها من عند العطارين، واستغنيت عن الأقلام وتعلمت حالياً الكتابة بالبوص»، وهو الأمر الذي خفض من تكلفة المصحف الذي أكتبه حالياً ،مشيراُ أنه يستخلص بعض الألوان من الأطعمة وبعض المستلزمات الطبية ، موضحا أن اللون الأحمر مع ارتفاع سعره بدأ يحل محله ” الميكركروم ” وأيضا اللون الأخضر بدأ يحل محلة شربة الملوخية .
“حشيش” لم يكتفي بالعمل في كتابه المصحف فقط بل قام بكتابه عدد من الكتب مثل كتاب مشايخ الأزهر مساحته 100 × 70 سنتيمترا ، وكتاب عن المحلة الكبرى مساحته 70 × 50 سنتيمترا ، وكتاب عن المبشرين بالجنة والنار مساحته 70 × 50 سنتيمترا ، وكتاب عن الأقوال المأثورة مساحته 110 × 90 سنتيمترا