أحمد صبري يكتب:الإستروكس القاتل
رغم وجود هذا المخدر اللعين منذ سنوات و لكننا بدأنا نسمع عنه بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة بسبب إنتشاره المفزع بين الشباب و المراهقين بصفة خاصة حتي قام صناع الدراما بعمل مسلسل تليفزيوني عنه و هو مسلسل ولد الغلابة .
فجأة كل الناس في مصرنا المحروسة أصبحت تتكلم عن مخدر الإستروكس من جربه و من لم يجربه حتي الناس التي لا تعلم ما هو الاستروكس و كانوا يعتقدون انه لبوس اطفال و انا شخصيا أعرف ناس كانت تعتقد ان الإستروكس ده كافيه مثل ستارباكس و يريدون الذهاب إليه!!!
إذا ما هو الإستروكس ؟ و كيف إنتشر بهذه السرعة؟ ما هي قصة هذا المخدر ؟القصة بدأت عندما قرر احد العلماء و هو العالم ( جون هوفمان) انه يعمل فيها يحيي الفخراني في فيلم ( الكيف ) و يبدأ أبحاث عن تخليق مواد كيميائية تعطي نفس تأثير حمض THC الموجود في مخدر الحشيش و الذي يسبب الشعور بالإنتشاء بمعني إنه كان يريد أن يكتشف مادة مصنعة تعطي نفس تأثير المخدرات النباتية الطبيعية و جلس هوفمانوفي معمله مع أنابيب الإختبار و المواد الكيميائية و حيوانات التجارب و استغرق سنوات في هذا الموضوع و كان غرض ( هوفمان ) عرض بحثي بحت بمعني إنه لم يقم بهذه الأبحاث بغرض تصنيع مادة من أجل الإستخدام الأدمي و لكنه لم يكن يعلم انه بعد سنوات من أبحاثه سوف يقوم ملايين البشر بتعاطي هذه المادة المميتة بل و قاموا بتطويرها بشكل مفزع و خطير و إلا كان السيد (هوفمان) قام بسكب حمض كبرتيك مركز علي ابحاثه و علي نفسه ايضا.المهم أن الأخ (هوفمان) وقف امام السبورة و مسك الطباشير و هات يا كتابة معادلات حتي انتهت السبورة و الطباشير و بعد أربعمائة معادلة كيميائية خرج (هوفمان)بتركيبة تأثيرها ليس فقط كتأثير النباتات الطبيعية المخدرة و لكن أقوي خمس مرات!!
و للأسف لم يقف الموضوع عند هذا الحد و لا نعلم كيف وصلت هذه التركيبة الكيميائية المخلقة إلي يد المتعاطين و تم رصد اول إستخدام أدمي لها اعتمادا علي معادلات (هوفمان) في ألمانيا عام ٢٠٠٢ تحت إسم مشتق من إسم (جون هوفمان) و هو JWH العقار او التركيبة التي إنتشرت كانت تشبه البانجو و يقوم المتعاطي بخلطها بالتبغ و تدخينها.و انتشرت بسرعة كبيرة و سبب إنتشارها في هذا الوقت ان هذه المادة لم تكن مجرمة و لا يعاقب متعاطيها و لا حاملها حتي بعد تجريمها في بعض الدول ظلت هذه المادة تتميز بميزة دون غيرها و هي إنها لا تظهر في إختبارات كشف المخدرات و لها ميزة أخري للمدمن و هو تأثيرها الفوري عكس الحشيش و البانجو لان تأثيرها صادم و مفاجيء..بمعني أن مخك كده يكون قاعد في أمان الله لا بيه و لا عليه يلاقي خزان دوبامين اتفتح عليه و غرقه.
و يبدأ المتعاطي الإنفصال التام عن الواقع و يشعر إنه وحده في المكان و لا وجود للزمان و لكن واجه المتعاطين مشكلة كبيرة بالنسبة لهم مع هذا المخدر و هي ان مفعول الإستروكس يظل وقت قصير فتكاتفت جهودهم في عالم المدمنين لحل هذه المشكلة و فعلا تم حلها بإضافة مادتين تزيد من مدة التأثير و هما الكيتامين و الوارافين. و الكيتامين مادة من المواد التي تستخدم في التخدير داخل غرفة العمليات و الورافين مادة تستخدم في أدوية منع التجلط و أيضا تستخدم في صناعة المبيدات الحشرية.المادتين لم ينجحوا فقط في إطالة مدة التأثير علي المتعاطي و لكن أيضا زيادة حدة التأثير من خمس أضعاف إلي مائة ضعف و بالتالي كان لها تأثير سيء جدا علي المتعاطي و أدت إلي زيادة و حدة حالات الذهان بين المتعاطين و الذهان هو حالة من الإضطرابات العقلية الشديدة التي تسبب خلل شديد في الإدراك بالإضافة الي حالات الغيبوبة السريرية و فشل عضلة القلب و الفشل الكلوي بين المتعاطين. و تم رصد اول حالة وفاة من هذا المخدر في الولايات المتحدة الأمريكية عام ٢٠١١ و توالت بعدهل الحالات و الكوارث الإجتماعية و حالات الإنتحار و القتل و جميع الجرائم مما دفع الكثير من الدول إلي تجريمه .
نرجع بقي لمصر أم الدنيا.و نسأل أنفسنا لماذا إنتشر هذا المخدر اللعين بشكل مفزع بين الشباب و المراهقين بصفة خاصة و بعد البحث و جمع إجابات من المتعاطين انفسهم اجمعوا علي ان السبب الأساسي رخص ثمنه مقارنة بأنواع المخدرات الأخري و توافره و ان الاستروكس كان يأتي في البداية من الخارج مغلف في أكياس و يسمي فودو و لم يكن مجرم او ممنوع في هذا الوقت و السبب الأهم بالنسبة لهم انه شيء جديد و بلغتهم (دماغ جديدة) و مفعوله سريع!!
المصيبة في مفعوله لإن اول ما يبدأ المفعول فإنه يأخد المتعاطي لمكان أخر حرفيا و يخلق حاجز بينه و بين الواقع و كل ما يحدث فيه فيتحول بقي لطائر بطريق في القطب الشمالي او لكنجارو في أستراليا المهم أن المتعاطي يصبح شيء أخر و لا يعرف من هو و لا مكان تواجده و يفقد الزمن و لا يسمع الكلام كما يقال و يفقد السيطرة علي نفسه تماما و يترك ريموت كونترول أفعاله في أيدي الإستروكس يتحكم فيه كيفما يشاء .و الأعراض المصاحبة لتعاطي الإستروكس تتمثل في قيء و ضيق في التنفس و هلاوس سمعية و بصرية و من اسوء أعراضه عرض مخيف و مرعب و هو الشعور بالموت و هذا ليس مجرد شعور أو خوف أو هلع أو هلاوس و لكن كما يقول المعالجين و العلماء أن هذا الشعور شعور حقيقي و ان المتعاطي يعيش تجربة الموت فعلا لان ما يفعله الاستروكس مشابه تماما لما يحدث للإنسان عند الوفاة فتنقبض الأوعية الدموية إنقباض شديد فتمنع وصول الدم للدماغ فيتصرف المخ كما لو كان انقطاع الدم نهائي و يمارس المخ ما يفعله عند الوفاة .
فيا شباب مصر الإستروكس قطار سريع للموت لأن هذه الرحلة تؤدي الي فشل كل وظائف الجسم و قتل خلايا المخ و تقضي علي الوعي و التفكير و الإدراك و تؤدي الي موت محقق..فهل هذه هي (الدماغ)التي تسعون اليها بلغتكم؟؟؟؟ما الجميل فيها؟فكر قبل أن تتعاطاه .. شاهد الفيديوهات الموجودة علي الإنترنت للمتعاطين لتعرف ماذا سيفعل بك هذا الإستروكس القاتل عندما تتعاطاه..شاهدهم ووهم يتحولون لزومبي .. شاهدهم و هم يعينون انفسهم و لا يقووا علي الوقوف وويتممرغون في الأرض ..شاهدهم و هم يهينون أنفسهم.
و يا آباء و آمهات مصر راقبوا أولادكم و صادقوهم.
و يا مصر حافظي علي أولادك بالتوعية و ملاحقة تجار المخدرات .
و أخيرا أدعو الله أن يحفظ شبابنا من المخدرات.