الدكتور أسامه أحمد الطواب_ يكتب “الحب”
بقلم الدكتور/ أسامه أحمد الطواب
( دكتوراه في الكيمياء الحيوية )
الحب بمفهومه الشامل هو شعور ينبع من داخل القلب، حتي إذا ملأه فاض منه وأخذ يتدفق إلي باقي الجوارح ليُطيب ما بها من عطب ويشفي ما ألم بها من سقم ويُذهب ما أصابها من ضعف ووهن فتبرأ بإذن الله من كل العلل، فإذا إمتلأت به الجوارح فاض منها وإنتشر ليعم الدنيا بأسرها فتنتشر الفضائل وتتنحي الرذائل.
الحب يُحدث في العينين بريقاً ولمعاناً فضلاً عن النور الذي ينبعث من القلب والجوارح، فيطلق القلب المُحب سهامه لتصيب قلوب من أحب فيقعون أسري في حبه. الحب شعور متبادل بين قلوب الأحبة، فكن متأكداً وواثقاً من حب من تحب، فخفقان قلبك لشخص معلناً حبه لعلامة واضحة جلية علي خفقان قلبه من أجلك وحبه لك، فذاك حديث القلوب يا سيدي، فالحب لغة لا تفهمها ولا تعيها إلا القلوب الطيبة الطاهرة العفيفة النقية.
فبالحب تستقيم الحياة وترتقي وتزدهر وتزداد جمالاً وبهاءاً وصفاءاً؛إن أسمي وأغلي وأبهي الحب هو حب الله وحب رسله وأنبياؤه، إذ أمرنا سبحانه وتعالي أن نتحاب فيه، فإذا أطعنا ربنا إنتشر الحب بيننا، فتستقيم لنا أنفسنا وتستقيم لنا الدنيا بأسرها، وتتنحي العقبات والعثرات عن طريقنا، إن هذا لهو وعد ربنا، سبحان الله العظيم الذي خلق الحب وأسكنه في قلوبنا.
إن الحب شعور يهذب النفس ويرتقي ويسمو بها فتصير عفيفة طاهرة فترتفع وتترقي حتي تتجاوز أعلي درجات الإنسانية فتأنف وتبتعد عن الصفات الدنيوية الدونية لتحلق بعيداً في عالم خاص من الصفات العلوية الربانية فتصبح نفساً ربانية تزهد فيما في أيدي الناس وترضي وتقنع بما أتاها الله من فضله، تلك هي الحياة السوية .