“مع كورونا … كلنا راعٍ وكلنا مسئول”
الدكتور_ كريم عادل
الخبير الاقتصادي ورئيس مركز العدل
للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية
بعد قرار السيد الرئيس بتعليق الدراسة في المدارس والجامعات لمدة اسبوعين بهدف الحفاظ على سلامة ابناءنا الطلاب والحد من انتشار فيروس كورونا، ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي المطالبة بقرار لغلق السناتر التعليمية وقرار لغلق المساجد وقرار لغلق الكنائس وقرار لغلق الحضانات وغيرها من مطالبات بإصدار قرارات .
فقررت أن اكتب هذه الكلمات إلى كل أب وأم وطالب ومصلي … ليس كل أمر في حياتنا اليومية يحتاج إلى قرار جمهوري أو وزاري حتى نقوم بتطبيقه، فالدولة لديها أولويات في ضوء هذه الأزمة التي قد تمس أياً منا لا قدر الله، وبالتالي فمن واجبنا أن نساند مؤسسات الدولة والقائمين عليها والعاملين فيها ولا نفتعل ازمات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتعبئة الرأي العام وزعزعة الأمن والاستقرار، فنحن أمام أزمة تتعلق بصحة وسلامة كل فرد داخل هذا المجتمع، والأمر يتطلب مسئولية مجتمعية مشتركة بالتعاون مع مختلف مؤسسات الدولة حتى ولو كان بالالتزام وتطبيق ما تم صدوره من قرارات وتبعاتها بما في ذلك منع التجمعات او خروج الاطفال او التواجد بالأماكن المزدحمة والعامة .
وقرار عدم ذهاب الأبناء الى السناتر التعليمية هو قرار يصدر من رب الأسرة حفاظاً على سلامة ابناءه وابناء الأخرين.
والأمر كذلك بالنسبة للمساجد والكنائس والحضانات … فكل منا لديه من الوعي ما يكفي لتقدير الأمور والتعاون مع الدولة واسرته واقاربه وجيرانه وزملاءه في عبور هذه الازمة .
فكل منا راعٍ وكل منا مسئولٌ عن رعيته، وادارة مثل هذا النوع من الازمات لا يقتصر على مؤسسات الدولة بل هو مسئولية كل منا بداية من الالتزام بإجراءات الصحة والوقاية، وصولاً إلى الالتزام بما يصدر من قرارات أو عمل ما يلزم بدون قرار ما دام يحقق المصلحة الخاصة والعامة في إطار ما هو معلن ومتبع في مثل تلك الأزمات، حفظ الله مصر وحفظ شعبها العظيم .