” تصرفات بعض المواطنين تبدد جهود الدولة في مواجهة الأزمة “
الدكتور_ كريم عادل
الخبير الاقتصادي
رئيس مركز العدل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية
من المؤسف أن يحاول بعض المستهترين أن يبددوا جهود أجهزة الدولة بأكملها في الحرب ضد فيروس كورونا وما اتخذته من قرارات وإجراءات لمواجهة هذه الأزمة، ففي الوقت الذي تطالب فيه الدولة الجميع بالالتزام وتشديد الرقابة وتجنب الأماكن المزدحمة وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، نُفاجئ بقيام الكثيرين بخلاف ذلك.
نحن أمام أزمة لا يحتمل الخطأ فيها تسبة صفر، مما يعني ضرورة قيام إدارة خلية الأزمات وكما عهدناها دوماً بالوقوف بصرامة على ما يجري من خلل ومحاسبة كل من يقوم ويتسبب في مثل هذه التجمعات والتكدسات من التجار والبائعين الجائلين خاصةً في المناطق والأسواق التجارية والعشوائية .
فعدم الالتزام بتعليمات الوقاية والسلامة التي أعلنتها وزارة الصحة المصرية سيؤدي إلى تفاقم الأزمة وزيادة حدتها وصولاً لوضع يصعب السيطرة عليه مما سيضر بصحة وسلامة الجميع آنذاك .
فمثل هذا النوع من الأزمات لا ينقضي إلا بتضامن الجميع، خاصةً المواطن الذي ترتبط هذه الأزمة بصحته وسلامته هو وأفراد أسرته أولاً والمجتمع ككل ثانياً، فنحن أمام أزمة صحية قبل كونها اقتصادية والدولة المصرية أخذت من الإجراءات والقرارات ما يكفي للحد من تداعيات هذه الأزمة على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والصحية للمواطن المصري، لكن يبقى دور المواطن هو الأساسي والرئيسي للحد من انتشار هذا الفيروس داخل الدولة المصرية .