كيف تتعاملين مع طفلك الغضبان.. وهل تتعرضين لمواقف محرجة؟
كيف تتعاملين مع طفلك حينما يغضب؟ قبل الإجابة على هذا السؤال هناك أسباب متعددة لغضب الطفل عليكى معرفتها أولا وهى:
الجوع أو الغيظ
عندما يكون طفلك مرهقاً، جائعاً، أو متضايقاً من شيء ما، فلأنه لا يعرف أى طريقة أخرى للتعبير عن تلك المشاعر، فهو يشعر بالغضب فيبدأ فى الصراخ والضرب بقدميه، وكل ما عليكى فعله هو أن تحاولي معرفة سبب غضبه أولاً، فإن كان مرهقاً، حاولي أخذه إلى الفراش لينام، وإن كان جائعاً أعطيه وجبة خفيفة، أما إذا كان متضايقاً من شيء فاطلبي منه أن يشرح لك بهدوء ما يضايقه وحاولى تهدئته وحاولي أن تظهري له أنك فاهماه ومتعاطفة معه.
الرفض أو الامتناع عن أمر معين
في مرحلة معينة من مراحل عمر الطفل تكون كلمة “لا” هي الرد الدائم عنده، فعندما تقولين له أن الآن “وقت الطعام” أو “وقت الذهاب إلى المدرسة” أو “وقت الحمام” ستواجهين دائماً بكلمة “لا”. بعد قليل، كلمة “لا” ستصبح هي الرد على أى طلب أو اقتراح.
وفى هذه الحالة توضح د. سعاد موسى أستاذ مساعد الطب النفسي بجامعة القاهرة: “الطفل يتعلم قول “لا” قبل قول “نعم”، فالطفل يسعى إلى التفرد ويحاول أن يجعل لنفسه كياناً مستقلاً عن أبويه.” تجنبي المواقف التي تستدعي قول “نعم” أو “لا” وذلك بالتمهيد مسبقاً لما تريدين.
على سبيل المثال، عند وقت النوم قولى لطفلك، “بعد قليل يا حبيبي ستدخل لتنام، يبقى وقت لدور واحد فقط تلعبه،” بدلاً من قول: “هيا! حان وقت النوم.” بهذه الطريقة سيكون الطفل سعيداً بأنه لا يزال يستطيع اللعب لبعض الوقت، وعندما ينتهي الوقت وتخبرينه أن الوقت قد حان لدخول الفراش لن يشعر بضيق شديد.
مجرد الرغبة فى لفت الانتباه
إن طفلك يحتاج إلى انتباهك له ويريد هذا الانتباه في الحال. على سبيل المثال أنت مشغولة تفعلين شيئاً أو لديك ضيوفاً على العشاء وطفلك مصر على أن تلعبي معه في الحال، أو أنت فى السوبر ماركت وطفلك يريدك أن
أن تشتري له شيئاً في التو واللحظة. هذه النوعية من نوبات الغضب تشمل “الزن” والتمرغ على الأرض.
وكل ما عليكى فعله قولي “لا” فقط وارفضي الاستسلام لطلبه، وغالباً سيبكي طفلك ويصرخ ويضرب الأرض بقدميه. فحاولي البقاء هادئة وابتسمي وأخبريه أنك تحبينه، ثم خذيه ودعيه يجلس فى مكان هادئ إلى أن تنتهى نوبة غضبه وعندما يهدأ اعرضى عليه أن تتحدثا سوياً فأنت تحتاجين لقضاء وقت أطول معه، وبهذه الطريقة سيتعلم طفلك أن ما فعله ليس هو الأسلوب السليم للفت الانتباه.
الغضب المحرج
هذه النوعية من نوبات الغضب تظهر عادةً في الأماكن العامة أو أمام الناس.. حيث يقوم الطفل بالصراخ الشديد وضرب الأرض بقدميه والقذف بالأشياء وتكسيرها. يزداد شعور الطفل بالغضب إلى أن ينفجر في الآخرين. في هذه الحالة يكون مطلوب منك رد فعل فوري لكي لا يؤذي الطفل نفسه أو الآخرين.
والحل الأمثل هو اتباع طريقة “الوقت المستقطع” وهي وضع الطفل بمفرده في مكان هادئ (لكن تذكري، دقيقة واحدة فقط لكل سنة من عمر الطفل)، مع الاطمئنان بأن باب الغرفة مفتوحاً.
إذا كنتم فى مكان عام، خذيه واخرجي من المكان أو خذيه إلى سيارتك علمي طفلك أن سوء السلوك لن يجد قبولاً منك أو من الآخرين وأنه لن يكافأ أبداً على سوء سلوكه، لكن من أجل حل بناء طويل المدى، حاولي الاستماع إلى طفلك لكي تعرفي سبب غضبه.
نوبات الغضب العارمة
إذا أصبح الموقف صعباً على طفلك قد يفقد سيطرته على نفسه ويبدأ في ضربك أو في ضرب الآخرين فمن المهم أن تمسكى طفلك إذا سمح لك بذلك لكن ليس بطريقة عنيفة. امسكيه وكأنك تحتضنينه وقولي له: “أنا سأمسكك حتى تهدأ لكي لا تؤذي نفسك أو غيرك،” يمكنك حتى أن تسمي هذا الوقت “وقت الحضن الكبير” وافعلي ذلك كلما فقد طفلك السيطرة على نفسه.
وتذكري عزيزتى الأم أن الأطفال أحياناً يخافون من قوة غضبهم ويحتاجون لوجود شخص آخر للسيطرة على الموقف. طمئني طفلك أنه حتى لو فقد السيطرة على نفسه فأنت لن تفقدي السيطرة على نفسك أو على الموقف.
نصائح للتغلب على غضب الطفل
التغلب على غضب الطفل من المهم للغاية عدم استسلامك لنوبات غضب طفلك لأنها بذلك ستتكرر بشكل أكثر، حتى لو كان ما يطلبه طفلك طلباً توافقين عليه إلا أنه إذا طلب ذلك بدخوله فى نوبة غضب قولي له: “أتمنى أن ألبي لك هذا الطلب ولكني لا أستطيع ذلك الآن لأنك تتصرف بهذا الشكل، ربما فى المرة القادمة أشتري لك ما تطلب.
الدكتورة سعاد ترى أنه حتى لو لم يعبر طفلك عن فهمه لما تفعلين إلا أنك بذلك قد علمتيه شيئاً وفي المرة التالية سيحرص على التصرف بشكل أفضل حتى يحصل على ما يريد.
تخلصي من فكرة أن الغضب دليل على سوء التربية، فالغضب فى الحقيقة شعور بالخوف يعترى الطفل ولا يستطيع السيطرة عليه ولا يعرف كيف يعبر عنه. لا تنسي أن غضب طفلك كما أنه يضايقك فهو أيضاً يخيف طفلك.
إن هدفنا هو أن نعلم أطفالنا كيف يتخذون قرارات جيدة بنفسهم وكيف يتعاملون مع المواقف الصعبة، فعندما ينفجر طفلك من الغضب نتيجة سقوط مكعباته كلما رصها، فهذا يمثل موقفاً صعباً عليه حتى لو لم تلحظي أنت ذلك.
خلال مرحلة الطفولة يتشابه الغضب مع الحزن، ففي نوبة غضب طفلك القادمة حاولي معرفة إن كان شيئاً يحزنه أم يغضبه.
هناك خط رفيع بين الغضب والعدوانية، فالغضب شيء طبيعي لأن طفلك يشعر بالضيق، أما الطفل العدواني كثيراً ما يحاول تدمير الأشياء أو إيذاء الآخرين سواء بالكلمة أو بالفعل.
السلوك العدواني يعنى وجود مشاكل مشاعرية لدى الطفل تحتاج للتعامل معها بشكل سليم باتباع طريقة “الوقت المستقطع” فى كل مرة يسيء فيها الطفل السلوك.
إذا استمر الطفل في سلوكه العدواني وبدا عليه الاستمتاع بإيذاء الآخرين يجب أن يطلب الأبوان مشورة أخصائى نفسي فليس كافياً أن تقولى لطفلك إن هذا سلوك غير مقبول، لكن قولي شيئاً مثل: “دعني أريك طريقة أفضل لفعل ذلك،” ثم ارشديه.
وتذكري أن لكل طفل شخصيته المنفردة، فالأسلوب الذي يصلح مع طفل قد لا يصلح مع طفل آخر. فقد يهدأ طفل من حمله واحتضانه، وقد يهدأ طفل آخر إذا أظهرت له أنك تفهمين مشاعره. من المهم أن تجربي مع طفلك كل الطرق حتى تعرفي الأسلوب الذي يشعره بالأمان حتى تمر لحظات الخوف التي تعتريه.
يوجد خط رفيع بين التربية بالإرهاب والتربية التى تعلم الطفل. إن الضرب أو الصراخ في الطفل سيحط من قدره، ويقلل من تقديره لذاته، أو قد يدفعه للعند. بدلاً من ذلك جربى طريقة “الوقت المستقطع”، عدم استسلامك لنوبات غضبه وتوجيهه خلالها بحسم فذلك يساعد في التغلب على غضب الطفل.
وتقول د. سعاد: “عندما تكونين في مكان عام يكون توجيه سلوك طفلك مسألة أصعب لكن يجب أن تنسي الشعور بالذنب والحرج وضعي فى ذهنك أن ما تفعلتينه هو لصالح طفلك وهو ما سيستمر معه بقية حياته.
الطفل الذي لا يتم التعامل مع نوبات غضبه بشكل سليم، سيصبح عندما يكبر إنساناً يعاني من نوبات غضب في بيته وعمله لأنه لم يتعلم أي طريقة أخرى للتعامل مع المواقف التي تضايقه وتؤثر على مزاجه.