fbpx
الرأي

الجمهورية الجديدة بين اخفاقات الماضى واستشراف الحاضر ورؤية المستقبل

بقلم : عبدالباقى عزوز

التنمية والتطوير والتحديث والإهتمام بالاإنسان وضمان الحياة الكريمة ودعمة بالفكر والتعليم والبحث العلمى هدف يسعى اليه العديد من دول العالم ، وقد يختلف تحقيق هذة الرؤية الحديثة لتحقيق هذا الهدف الأسمى من دولة الى أخرى وذلك نتيجة لظروفها الاقتصادية وعلاقتها الخارجية ووضعها على خريطة الدول الآمنة عالميا وتمتعها بالسلام والأمن والأمان ، وأيضا يلعب موقع الدولة الجغرافى دورا هاما فى مساهمتة فى تحقيق هذة الاهداف .

تاريخ مصر هو أطول تاريخ مستمر لدولة في العالم لما يزيد عن 7000 عام قبل الميلاد، حيث تميزت مصر بوجود نهر النيل الذي يشق أرضها والذي اعتبر عامل مساعد لقيام حضارة عريقة بها، كما تقع مصر بموقع جغرافي متميز يربط بين قارتي آسيا وإفريقيا ويرتبط بقارة أوروبا عن طريق البحر الأبيض المتوسط. كل هذا أدى إلى قيام حضارة عرفت بأنها أقدم حضارة في التاريخ الإنسانى ، مصر بلد تتمتع بموقع استراتيجى على خريطة الكرة الأرضية به كل مقومات النجاح لضمان أفضل سبل لحياة الانسان.

مرت مصر بظروف اقتصادية صعبة على مر التاريخ وخاضت العديد من الحروب وتوالت قيادتها بعصور وحكومات وسياسات مختلفة وحيث تغير مؤشرها الاقتصادى من الصعود والهبوط ولكن لمجرد التعايش فقط بدون تحقيق العدالة الاجتماعية التى تضمن حياة كريمة للانسان ، والتى بدونا لن يستطيع التقدم والرقى والتحضر بما يتلائم مع قدراته الأساسية ، فكيف يستطيع الانسان فى أن يبدع أو يبتكر أو يقدم حلول لمشكلات البيئة عن طريق البحث والتطوير والاطلاع وهو لا يملك سوى التفكير فى العيش فقط ؟!! ظل الحال هكذا طوال السنوات الطويلة الماضية ما بين رقى على استحياء وما بين اخفاقات اقتصادية وتدهور فى البنية التحتية وتأخر فى مستوى التعليم وانعدام مواكبتنا مع دول العالم المتقدمة وخاصة فيما يتعلق بما يشغل العالم الآن وهو تعرض كوكب الارض لبعض المشكلات البيئية التى تهدد حياة الانسان وكافة الكائنا الحية وظهور وانتشار العديد من الأزمات والأوبئة التى تجتاح العالم وتحتاج الى الامكانيات الاقتصادية والعلمية لمواجهتها .

منذ عام 2014 م تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى حكم مصر والذى اعتبره المصريون الإنطلاقة الحقيقية لوصول مصر الى الريادة وذلك إيمانا منهم برؤية الرئيس السديدة و الذى أبهر العالم بطرح أفكارة ورؤيته التى تهدف إلى لبناء وطن قوى وآمن وضمان حياة كريمة لكل أبناء هذا الوطن ولا سيما فى شخصيته القوية التى فرضت نفسها بالتقدير من حكماء العالم ، حيث لاقت رؤيته عند البعض بأنها أحلام وقد يكون تحقيقها شبه مستحيل ولكن ما حدث ومازال يحدث بمصر ويشهده القاصى والدانى أزهل الجميع ، فمنذ ذلك التاريخ وبدأت مصر تغلق باب الجمهورية الأولى لتسطر ملامح الجمهورية الثانية ( الجمهورية الجديدة ) وبداية لعصر الإنجازات والبداية الحقيقية لاطلاق المشروعات والمبادرات والتنمية والتحديث والتطوير لنبهر العالم كله بما تحقق خلال الثمانى سنوات الماضية وهو ما لم يتحقق منذ أكثر من 50 عام سابقة.

وبالرغم من تزايد عدد سكان مصر والذى وصل الان الى 102 مليون مواطن

إلا أن الرؤية الحديثة للدولة المصرية تسطر وتخطط وتنفذ لأن تكون مصر من دول العالم العظمى فى الزراعة والصناعة والتجارة وتحسين مستوى المعيشة والقضاء على الأمراض وتغيير نظرة العالم لمصر .

الجمهورية الجديدة :
المصطلح الذي أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسى على مصر حينما انصرف أذهان الكثير من المصريين إلى العاصمة الإدارية الجديدة، وربطوا بين هذا الحدث المهم والتاريخي، في حياة مصر والمصريين، وبين هذه الجمهورية التي تم الإعلان عنها لتعمل كل مؤسسات الدولة المصرية على مدار الساعة كخلايا النحل لاصغاء المعنى الحقيقى لهذا المصطلح على أرض الواقع .

لكن الحقيقة هى أن تغيير جذرى يحدث فى مصر فى كل المجالات وفى كافة الاهتمامات وخاصة فيما يتعلق بتواصلنا مع العالم وتعايشنا فى تحمل المسئولية والمساهمة فى المشاركة فى ايجاد حلول بيئية لمشكلات البيئة فى ظل التغيرات المناخية واثر هذة التغيرات على حياة الانسان ، ولا شك بأن التطوير والتنمية والتقدم العلمى والبحثى الذى تشهده مصر الان هى اهتمامت تساعد وتساهم فى مواجهة التغيرات المناخية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة الذى يسعى لها العالم ، ان كل ما يتعلق بأمن المواطن المصرى لم يكن الأمر مرتبطاً فقط بتطوير المباني والجدران، وإنما كذلك بتنمية البشر والإنسان، فالجمهورية الجديدة هي دولة يتمتع فيها المواطن بكرامته، من حياة كريمة وسكن مناسب وصحة جيدة، لذا أطلق الرئيس العديد من المبادرات التي تمس حياة أهلنا في صعيد مصر والقرى والنجوع، على رأسها مبادرة حياة كريمة، التي جعلت الصعيد المنسي في قلب إهتمام الدولة المصرية، فوفرت لأبنائه سكنًا صحيًا حديثًا يليق بهم بكامل مرافقه الأساسية.

البداية الحقيقية للجمهورية الجديدة هى تحقيق الأمن والأمان لازاحة الستار قبل بدء البناء والتنمية والتطوير وهذا ما تحقق فعليا بعد إعلان مصر القضاء على الإرهاب ، ثم توالت انجازات أخرى عديدة وكثيرة للجمهورية الجديدة فى كافة المجالات مثل الصحة والتعليم والاسكان والطرق والتنمية الشاملة اقتصاديا واجتماعيا وتجاريا وهذا بخلاف مبادرات إحياء ثقافة الأوطان والإهتمام بالمواطن المصري

على سبيل المثال مبادرة حياة كريمة وهى أكبر المبادرات التى نجحت من خلالها الدولة المصرية و حققت طفرة نوعية لتحسين حياة المواطنين لتشمل حوالى 60 مليون مواطن مصرى من خلال خطة قومية لتطوير 4741 قرية ، حيث تم البدء فى تطوير 1000 قرية بريف مصر ليتم الانتهاء منها بشكل كام بحلول عام 2024 ، وغيرها من مبادرات تهتم بصحة وحياة كافة فئات المجتمع ولا سيما طرح الرؤى فى عمل حوار وطنى يشمل كل الطوائف من المجتمع بكل فئاتة ، ولا ننسى ايضا الاهتمام بمجال الاقتصاد وتنظيم المؤتمر الاقتصادى وهذا كله وايام قليلة ويشهد العالم كلة تنظيم المؤتمر العالمي الخاص بالتغيرات المناخية COP27 والذى تنظمه مصر في نوفمبر القادم بمدينة السحر والجمال شرم الشيخ .، وبعد استعراض بعض من القليل لإنجازات الجمهورية الجديدة فى ظل القيادة الرشيدة لفخامة الرئيس / عبدالفتاح السيسى.

من هنا لابد وان تصل رسالتي الي كل أبناء شعب مصر العظيم وهي أن الجمهورية الجديدة تحتاج طريقة تفكير جديدة أيضًا، ليست نمطية كما كان في السابق، تحتاج عقولًا جديدة، تحتاج إلى المشاركة من كل المصريين في الإبداع والابتكار والخروج خارج الصندوق بأفكار تناسب مستقبلنا، تحتاج منا ان لا ننظر الي الوراء وندع قطار التنمية يمر ويستمر الي ان تصل بلدنا لتكون في مقدمات الدول نحتاج إلى وجود تحالفات إستراتيجية جديدة مضادة، لا تقوم على الأيديولوجيات والأفكار وإنما على المصالح المشتركة، التي لا يعرف العالم الآن لغة غيرها، وهذا ما يفسر توجه الدولة المصرية فى الفترة الأخيرة وخاصة منذ عام 2014 ونظرة التغيير الشامل فى الإهتمام بالانسان وبالبيئة التى يعيش فيها والتى جعلتنا كدولة نسارع الزمن لتحقيق شبه المستحيل ، ولذلك أصبح اهتمام مصر كبير جدا فى التعامل مع كافة القضايا وخاصة القضايا البيئية بشكل غير مسبوق بل وباستخدام البحوث والدراسات العلمية الحديثة.
الان دعونا نعلنها للعالم كله بأن مصر قادمة وبقوة وأننا قد تعلمنا الدرس ولا ننظر ابدا الي اخفاقات ماضينا ونؤكد للجميع أننا استطعنا استشراف الحاضر المبهر وأننا نؤمن الان برؤية جمهوريتنا الجديدة.

زر الذهاب إلى الأعلى