fbpx
الرأي

الدكتور طارق عثمان رواية الهيولي اول اعمالي وأجهز لمجموعة قصصية

 

أكد الدكتور طارق عثمان والحاصل علي الدكتوراة في الاقتصاد أن رواية الهيولي ليست فلسفية ولكنها اجتماعية ذات اماكن وشخوص واحداث وعلاقات وأدت هذه العلاقات ببطل الرواية الي الوصول بالصدفة البحتة الي هذا المفهوم الفلسفي
والي نص الحوار
عرفنا بنفسك كإنسان أولاً وكروائى ؟
دكتور طارق عثمان دكتوراة فى الإقتصاد ، وعندى بنت وولد فى المرحلة الجامعية
بدأت الكتابة من عمر 7 سنوات فى شكل قصة ساذجة طبعا من ثلاثة أسطر .. وأستمريت فى الكتابة كهاوى حتى حصلت على جائزة عبارة عن شهادة إستثمار بعشرة جنيهات من جامعة القاهرة أثناء دراستى بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية لقصة قصيرة بعنوان الدائرة الضيقة .. وكانت عندى هذه الجائزة تعنى الكثير ..
ثم إنتقلت فى تلك المرحلة لكتابة الزجل بالعامية المصرية وكان يميل طبعاً للإتجاه السياسى نتيجة لتخصصى ودراستى ، وبالتالى كان لا يمكن نشره فى تلك المرحلة ما قبل ثورة يناير ..
إتجهت فى المرحلة ما بعد الثورة إلى التحليل السياسى والإقتصادى سواء فى البرامج التليفزيونية أو المقالات التى تم نشرها فى كثير من الصحف والمجلات المصرية ، وفى نفس الوقت إستمر الإنتاج الأدبى ولكن كان يسير ببطأ نتيجة لإنشغالى بعملى الخاص كمستشار إقتصادى ورئيس مجلس إدارة شركة إيزادورا للإستشارات ..
أليست بعيدة جداً المسافة بين عالم الإقتصاد وعالم الأدب والرواية ؟
فى الحقيقة علم الإقتصاد بالرغم من كونه مبنياً بالأساس على الأرقام الجامدة ، ولكنه يعمل فى مجال قراءة تلك الأرقام وإستيعابها ودراستها والتنبؤ بحركتها فى المستقبل وبناء قرارات على ذلك .. أعتقد أن فكرة التنبؤ بالمستقبل تلك والتى يتحدد بناء على درجة صحتها كفاءة الإقتصادى – أعتقد أن هذا هو الرابط الحقيقى للعالمين .. فعالم الأدب الذى يبنى فيه الروائى خيوطاً وأقداراً لأشخاص من خياله ، ويتنبأ بما ستكون عليه علاقاتهم فى مستقبل الأحداث المروية .. ولعلها فقط منحة آلهيه لا علاقة لها بطبيعة التخصص ..
ما هى أعمالك الأدبية المنشورة ؟
رواية الهيولى التى تم نشرها الشهر الماضى هى أول عمل ينشر لى ، وقد أستغرق كتابتها ثلاثة أعوام كاملة ، وتمكنت خلال نفس الفترة من كتابة مجموعة كبيرة من القصص القصيرة لم تنشر بعد .. وسيكون هناك عملاً جديداً إن شاء الله قبل نهاية هذا العام ..
و ما معنى الهيولى ؟
الهيولى كمفهوم فلسفى معناه الزمن الخام ، او بعبارة أخرى الزمن الخارج عن الثوانى والدقائق والساعات .. ذلك المعيار الذى أخترعه الإنسان ليحدد طريقة زمنية للتعايش ، وطبعاً بالإستعانة بظاهرة الليل والنهار التى خلقها لنا الله سبحانه وتعالى كتقسيم بشرى لليوم الواحد، ولكن الله سبحانه وتعالى أخبرنا فى كتابه العزيز عن أن اليوم عند الله بألف سنة مما نعد كبشر ، وفى آية أخرى خمسين ألف سنة .. وأيضاً نجد لمحة واضحة فى قصة العزير الذى أماته الله مائة سنة ثم بعثه وفى نفس الوقت لم يتأثر طعامه وشرابه خلال المائة عام ، وكذلك أهل الكهف .. وهكذا ، بما يعنى ان هناك زمن مختلف تماماً عن الزمن الذى يمر بنا كبشر .. وهى منطقة لا يدخلها إلا أولئك المتصلون بالله سبحانة وتعالى كالصوفيه ، وفى الحقيقة فقد إتصل علمى بهذا المفهوم الفلسفى من خلال مخطوط قديم جداً لهذه الطائفة ..
نحن نتحدث إذاً عن رواية فلسفية فى الأساس ؟
لا .. الرواية ليست فلسفية ، إنها رواية إجتماعية ذات أماكن وشخوص وأحداث وعلاقات ، وقد أدت ظروف هذه العلاقات والأحداث التى مرت ببطل الرواية الأساسى إلى الوصول بالصدفة البحتة إلى هذا المفهوم الفلسفى وتسمية الرواية بهذا الإسم ، وبالمناسبة فى بداية كتابة الرواية كان إسمها مختلف ، ولكنى رأيت أن أجعلها تحمل هذا الإسم حتى يحدث عصف ذهنى لدى القراء بخصوصه ، فهو كمفهوم غائب عن الثقافة المعاصرة بشدة ، لدرجة أنى لم أجد له موضعاً خلال بحثى إلا فى كتابات دكتور زكى نجيب محمود ، وقد ذكره بإختصار شديد ، إلا أن التعريف موجود فى كتاب التعريفات للجرجانى ، ولكنه إختار التعريف الإغريقى للكلمة ، وهى تنطق بنفس الطريقة بالمناسبة فى اللاتينية القديمة ، وقد إختار الجرجانى ذلك التعريف الذى يجعل الهيولى هو الجوهر فى مقابل الصورة .. بمعنى آخر أصل الأشياء ..
ألا تراه مفهوماً صعباً ويدخل فى منطقة الميتافيزيقا ؟
دعنا نعطى مثلاً يقرب المسألة ويؤكد أن المفهوم لا علاقة له بالصعوبة التى تبدو عليه .. نحن عندما ننام ونحلم ، ماذا يحدث ، إننا نرى أنفسنا أحياناً عدنا إلى مرحلة الطفولة ، وأحياناً أخرى نرى أنفسنا أكبر سناً ، ونتلاقى مع الموتى ونحدثهم ، بل ننتقل إلى أماكن غريبة ونرى أموراً أكثر عجباً .. انه عالم لا يحده زمان ولا مكان أيضاً .. هذا هو الهيولى فى ابسط صورة ..
ولكن هل الرواية تتطرق فعلاً لعالم الموتى ؟
نعم .. هناك من الأبطال المحركين للأحداث أشخاص موتى ، ولكن دخول البطل فى منطقة الهيولى سهل من هذا التمازج بين الأحياء والاموات ، وأؤكد أن البطل الرئيسى قد تخطى عتبة الهيولى تلك بالمصادفة البحتة ، فهو لم يكن متصلاً بالله سبحانه وتعالى بل العكس هو الصحيح ، ولعل ذلك هو العقدة الرئيسية للأحداث فيها ..
وما هو الجديد من أعمال أدبية ؟
أجهز حالياً لمجموعة قصصية بعنوان مبدئى ” إلا أمم أمثالكم ” .. وهى أيضاً مبنية على فكرة غائبة منذ زمن بعيد عن الثقافة العربية ، حيث ستكون المجموعة كلها على لسان غير الإنسان ، فى نموذج مشابه لمزرعة الحيوان لجورج أورويل ولكنها قصص قصيرة وليست رواية .. وقد كان هذا اللون مميزا للكاتب الكبير أحمد بهجت ولكن فى شكل مختلف ، مثل قصص الحيوان فى القرآن و حوار بين طفل ساذج وقط مثقف ، إلا أنها تشبه كليلة ودمنة التى نقلها إلى العربية إبن المقفع .. المختلف فى هذه المجموعة التى أعمل على ظهروها قريباً ، هو أن المتحدث ليس حيواناً فقط ولكن حيوان ومخلوقات أخرى ، ولن أتمكن من الإفصاح الآن أكثر من ذلك ..

زر الذهاب إلى الأعلى