أحمد علي سليمان: الأخلاق في الإسلام تعد صمام الأمان لحفظ الأمم والمجتمعات
آمال طارق
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف، عُقدت فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع الثقافي بمسجد قاهر التتار بمصر الجديدة بالقاهرة أمس الاثنين 31 يوليو 2023م، بعنوان: “الحياء”.
حاضر فيه الأستاذ الدكتور صابر عبد الدايم عميد كلية اللغة العربية بالزقازيق سابقا، والدكتور أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
وقدم له الأستاذ خالد الزنفلي المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيه القارئ الشيخ محمد عبد الكريم قارئًا، والمبتهل الشيخ محمود صوفي مبتهلا.
وشهده أيضا الدكتور سعيد حامد مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة، والدكتور عبد الله شلبي مسئول المساجد، والشيخ محمود عبد الباقي مدير إدارة أوقاف النزهة بالقاهرة، والشيخ عبد العزيز البنا مفتش بالإدارة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وأكد الدكتور أحمد علي سليمان في كلمته أن الأخلاق في الإسلام تعد صمام الأمان لحفظ الأمم والمجتمعات.
وأكد سليمان أن خُلق الحياء من أفضل الأخلاق وأجلها وأعظمها قدرًا، وأكثرها نفعًا، بل هو خاصة الإنسانية.
وأشار إلى ما قاله صلى الله عليه وسلم: “الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ”.
وأوضح أن الإنسان إذا تخلَّق بخلق الحياء؛ دل ذلك على حسن أدبه، ونقاء سريرته، وكمال إيمانه.
وقال إن الحياء حياء فطريٌّ، وهو الذي يُولَد مع الإنسان متزوِّدًا به، ومن أمثلته: حياء الطِّفل عندما تنكشف عورته أمام النَّاس، وهذا النوع من الحياء منحة أعطاها الله لعباده.
وتابع: وحياء مكتسب، وهو الذي يكتسبه المسلم مِن دينه، فيمنعه مِن فعل ما يُذَم شرعًا، مخافة أن يراه الله حيث نهاه، أو يفقده حيث أمره.
ولفت إلى أن أعظم الحياء شأنا وأعلاه مكانة، وأولاه بالعناية الحياء من الله عز وجل، الحياء من خالق الخليقة ومُوجِدِ البرية.
وذكر أن من الحياءِ؛ الحياءُ من الملائكة: وذلك عندما يستشعر المؤمن بأن الملائكة معه يرافقونه في كل أوقاته، ولا يفارقونه إلا عندما يأتي الغائط، وعندما يأتي أهله قال (سبحانه):” وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ”.
وواصل، والحياء مِن الناس: وهو دليل على مروءة الإنسان؛ فالمؤمن يستحي أن يؤذي الآخرين سواءً بلسانه أو بيده، فلا يقول القبيح ولا يتلفظ بالسوء، ولا يطعن أو يغتاب أو ينم، وكذلك يستحي من أن تنكشف عوراته فيطلع عليها الناس.
وبين أن القرآن الكريم بين لنا من خلال قصصه موقف الرجل الصالح وابنته مع نبي الله موسى عليه السلام حيث وصف القرآن الكريم مشيتها وحديثها بقوله (سبحانه): “فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا”.
واختتم حديثه بأن الحياء أصل الخير والعقل، وتركه أصل الشر والجهل، والحياء يدل على كمال عقل صاحبه، فمتى وجد في الإنسان الحياء وجد فيه الخير كله.