fbpx
أهم الأخبارعربي وعالمي

«الحرس الثوري» يجهز لمهام دموية جديدة في الوطن العربي

يبدو أن الحرس الثورى الإيرانى ستكون له «مهام» دموية جديدة فى العالم العربى فقد أعلن أنه «يستعد لحرب» فى المنطقة، وأن الجيشين السورى والعراقى يشكّلان «عمقًا استراتيجيًا» لطهران، خاصة فى سياستها لـ«الاشتباك مع العدو من بُعد».
ونقلت وكالة «تسنيم» للأنباء عن الحسين سلامى نائب القائد العام لحرس الثورة الإسلامية قوله: «من غير المنطقى أن يحصر أى بلد نطاق أمنه داخل حدود بلده ونحن نعتبر الجيشين السورى والعراقى العمق الاستراتيجى لنا، وأفضل استراتيجية للاشتباك مع العدو تكون عبر الاشتباك معه عن بُعد».
وأضاف نائب قائد الحرس الثوري، أن بلاده أجرت تقويمًا لكل نقاط القوّة والضعف لدى جبهة الاستخبار مضيفًا: «نحن على اطلاع كامل على كل القدرات الجوية والبحرية الأمريكية المحيطة بإيران، ونعتبر أن خيار الحرب واقعى ونستعدّ له».
وأشار إلى أن «واحدًا من خيارات مواجهة أساطيل أمريكا وحاملات طائراتها، لم يكن ببناء أساطيل مشابهة، بل بزيادة نسبة الدقة فى الصواريخ الباليستية واستهداف هذه القطع البحرية فى شكل دقيق ومحكَم، إذا اقتربت طائراتها من تنفيذ عمل عسكري».
وأضاف «لقد استطعنا إنتاج طائرات استطلاع بدون طيّار قادرة على التّحليق لمدة تتجاوز الـ ٣٦ و٤٨ ساعة كما تستطيع الطيران لحوالى ألفى كم وهى قادرة على حمل مختلف أنواع الأسلحة وتنفيذ العمليات العسكرية». وبين الجنرال الإيراني، أن بلاده «تملك حزمة متنوعة من القدرات الدّفاعية والقدرات الصاروخية هى واحدة من هذه الحزم، وأضاف: «نحن ندافع بصواريخنا عن مصالحنا». بدوره، علّق الرئيس الإيرانى حسن روحانى على «العقيدة النووية» الأمريكية الجديدة، قائلًا: «تهدد الولايات المتحدة روسيا بوقاحة بأسلحة ذرية جديدة، الذين يُفترض أنهم يعتقدون بأن استخدام أسلحة الدمار الشامل جريمة ضد الإنسانية، يتحدثون عن أسلحة جديدة لتهديد منافسيهم بها، أو لاستخدامها ضدهم». وسأل «فى هذه الظروف، هل يمكن دولة أن تقول إننا فى مرحلة سلام ولا نحتاج إلى قدرة دفاعية»؟، وتابع: «يجب أن نعزّز قدراتنا الدفاعية، ما دام هناك تهديد يواجهنا، يجب أن نكون أقوياء إلى حدّ سلب العدو الجرأة».

وقال الكاتب والصحفيّ السورى فايز سارة إنه مما لا شك فيه، أن سوريا كانت الساحة الأكثر أهمية فى نشاط الحرس الثورى فى السنوات الأخيرة؛ إذ لم يقتصر دوره فيها على إرسال قوات من فيلق القدس فحسب، إنما نظم مجيء الميليشيات، التى يرعاها ويدعمها من «حزب الله» اللبنانى إلى ميليشيات «زينبيون» الباكستانية وشقيقتها «فاطميون» الأفغانية، إضافة إلى ميليشيات عراقية أبرزها أبوالفضل العباس، وجميعها تقاتل تحت لواء «فيلق القدس» بقيادة قاسم سليمانى الذى وسع حدود نشاط فيلقه فى اتجاهات عدة بينها الإشراف على تشكيل «حزب الله» السورى الذى يتخذ من المنطقة الجنوبية قاعدة له، ودعم الميليشيات التابعة لنظام الأسد ولا سيما قوات الدفاع الوطني، وإنشاء شبكة علاقات مع أركان النظام فى المستويات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، إضافة إلى تشيع السكان السنة فى المناطق التى يسيطر عليها النظام فى إطار المساعى المتواصلة لتوفير حاضنة اجتماعية لنفوذ إيران فى سوريا. لقد أحكمت إيران، على نحو ما فعلت فى العراق، قبضتها على نظام الأسد وشددتها فى السنوات الست الماضية.

وكان الحرس الثورى أداتها الرئيسية فى مساعيها عبر عملية معقدة ومتشابكة، كانت واجهتها عسكرية – أمنية، لكنها فى الخلفية سياسية اقتصادية واجتماعية وثقافية، تجاوزت فى استهدافها النظام وأجهزته إلى المجتمع الواقع تحت سيطرة النظام. مما سبق نستطيع التأكيد على أنه يبدو أن الحرس الثورى الإيرانى ستكون له «مهام» دموية جديدة فى العالم العربى وأنه كما قال «يستعد لحرب» فى المنطقة، سوف يورط فيها جميع حلفائه قبل خصومه بالمنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى