fbpx
الرأي

نيڤين عصام تكتب : “مصر 2028 وجهة السياحة الثقافية العالمية”

تُعتبر السياحة واحدة من أهم الركائز الاقتصادية في مصر، حيث تلعب دورًا حيويًا في توفير فرص العمل وتعزيز الإيرادات القومية. تمتلك مصر تاريخًا ثقافيًا يمتد لآلاف السنين، مما يجعلها وجهة فريدة من نوعها تستقطب السياح من جميع أنحاء العالم. مع خططها الطموحة للوصول إلى 30 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2028، تسعى مصر إلى تطوير استراتيجيات مبتكرة تساهم في تعزيز السياحة الثقافية والبيئية.

تعود بدايات السياحة في مصر إلى أوائل القرن التاسع عشر، عندما بدأ المسافرون الأجانب في اكتشاف الكنوز الثقافية والأثرية التي تميز البلاد. ومنذ ذلك الحين، شهدت السياحة تطورًا كبيرًا، حيث أصبحت مصر وجهة مفضلة للسياح بسبب معالمها السياحية الفريدة، مثل الأهرامات، معابد الكرنك، ومدينة الأقصر. وفقًا للإحصاءات، استقبلت مصر حوالي 14.9 مليون سائح في عام 2023، مما يعكس الطلب المتزايد على الثقافة المصرية والآثار التي تمتد عبر العصور الفرعونية والقبطية والإسلامية. يُتوقع أن يرتفع عدد السياح إلى 18 مليون سائح في عام 2025، وذلك بفضل استراتيجيات الترويج الفعالة والتوسع في الأسواق الجديدة مثل آسيا وأمريكا اللاتينية.

تُعد السياحة الثقافية في مصر من أبرز الأنواع التي تساهم في جذب السياح. تقدم مصر مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية، بما في ذلك المهرجانات الفنية والموسيقية التي تعكس التراث المصري. علاوة على ذلك، تُعتبر السياحة الثقافية فرصة لتعزيز الوعي بالتاريخ المصري الغني، مما يساهم في الحفاظ على التراث الثقافي. تسعى مصر إلى تطوير برامج سياحية تركز على تقديم تجارب ثقافية مميزة للسياح، مثل ورش العمل للحرف اليدوية، والجولات في المواقع الأثرية، مما يعزز من التجربة السياحية ويُعمق العلاقة بين الزوار وثقافة البلد. تعتبر هذه الجهود جزءًا من استراتيجيات طويلة الأمد لتعزيز السياحة المستدامة التي تحافظ على البيئة وتدعم المجتمعات المحلية.

لتحقيق هدفها المتمثل في استقطاب 30 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2028، وضعت مصر مجموعة من الاستراتيجيات المبتكرة. تشمل هذه الاستراتيجيات استخدام التكنولوجيا الحديثة، حيث يُتوقع أن تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز تجربة الزوار. يمكن استخدام تقنيات الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR) في المواقع الأثرية، مما يتيح للسياح تجربة فريدة من نوعها. مثلًا، يمكن للزوار استكشاف المعالم الأثرية بشكل تفاعلي، مما يُحسن من فهمهم للتاريخ المصري.

تسعى الحكومة إلى تحسين البنية التحتية السياحية، بما في ذلك الفنادق ووسائل النقل. يُعتبر تحسين وسائل النقل عاملاً مهمًا في تسهيل حركة السياح بين المدن المختلفة، مما يُعزز من تجربة السفر داخل البلاد. تُركز الحملات التسويقية على إظهار تنوع التجارب الثقافية التي يمكن للسياح الاستمتاع بها في مصر، وتهدف هذه الحملات إلى استقطاب السياح من مختلف الجنسيات، مع التركيز على الأسواق الجديدة.

تنظيم مهرجانات وفعاليات ثقافية سنوية تُعزز من جاذبية السياحة، حيث يُمكن أن تسهم في جذب السياح الراغبين في تجربة الثقافة المصرية الأصيلة. تشكل السياحة المستدامة أيضًا جزءًا أساسيًا من رؤية مصر لعام 2028، حيث تهدف الحكومة إلى تقليل الأثر البيئي للسياحة وتعزيز التعاون مع المجتمعات المحلية. تُعتبر السياحة المستدامة وسيلة لتعزيز الوعي البيئي بين السياح والمجتمعات المحلية. من خلال تعليم الزوار حول أهمية الحفاظ على البيئة والتراث الثقافي، يمكن تحقيق توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية.

تتوقع الحكومة المصرية أن تصل إيرادات السياحة إلى نحو 18.9 مليار دولار بحلول عام 2025، كما يُتوقع أن تزداد أعداد السياح بشكل مستمر في السنوات المقبلة، مع تزايد الاهتمام بالثقافة والتاريخ المصريين. تسعى الحكومة المصرية إلى استغلال هذه الفرص لتحقيق طفرة سياحية متكاملة تجعل من البلاد وجهة مفضلة للسياح من جميع أنحاء العالم، مما يعكس التزامها بحماية التراث الثقافي وتحقيق التنمية المستدامة. مع استمرار هذه الجهود، يبدو أن مصر تسير على الطريق الصحيح لتحقيق رؤيتها السياحية لعام 2028.

تُظهر هذه الجهود أن السياحة الثقافية في مصر ليست مجرد زيارة للمواقع الأثرية، بل تجربة متكاملة تجمع بين التعلم والاستمتاع. مع التركيز على الابتكار، وتحسين البنية التحتية، وتعزيز التفاعل مع المجتمعات المحلية، يمكن لمصر أن تحقق هدفها المتمثل في جذب 30 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2028. إن الحفاظ على التراث الثقافي والاستدامة البيئية سيعزز من قدرة مصر على أن تكون وجهة سياحية مفضلة ومُستدامة للأجيال القادمة.
تُعتبر السياحة واحدة من أهم الركائز الاقتصادية في مصر، حيث تلعب دورًا حيويًا في توفير فرص العمل وتعزيز الإيرادات القومية. تمتلك مصر تاريخًا ثقافيًا يمتد لآلاف السنين، مما يجعلها وجهة فريدة من نوعها تستقطب السياح من جميع أنحاء العالم. مع خططها الطموحة للوصول إلى 30 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2028، تسعى مصر إلى تطوير استراتيجيات مبتكرة تساهم في تعزيز السياحة الثقافية والبيئية.

زر الذهاب إلى الأعلى