fbpx
الرأي

أيمن غانم يكتب _ سقوط بشار ليس تحريرا لـ سوريا بل احتلال إسرائيلي جديد

العالم يشاهد منذ عدة أيام ويتساءل ماذا يحدث في سوريا؟، هل هناك مقاومة شعبية ضد النظام السوري؟، أم أن تنظيم داعش عاد من جديد ليهدد المنطقة بتوجيهات خارجية لإسقاط سوريا فى الظلام؟!.

لا شك أن النظام السوري منذ أحداث 2011 وثورات العالم العربي التي حدثت ومع مرور الوقت تأكد الجميع أنها لم تكن ثورات حرية للبلاد بل خراب للبلدان العربية بالكامل.

الجميع شاهد وسائل التواصل الإجتماعي والأخبار العالمية وهي تعلن سقوط النظام في سوريا، وما تم تداوله بشأن هروب الرئيس السوري بشار الأسد من دمشق، وركوبه طائرة لجهة غير معلومة، في الساعة العاشرة من مساء السبت، حتى خرج آلاف السوريين مبتهجين في دمشق وغيرها من المدن السورية للاحتفال بالنصر وتحرير الأراضي السورية، ما أشبه الليلة بالبارحة، وكأن السيناريو مرسوم ومطابق لما حدث فى جميع الدول العربية ولكن لا نتعلم منه أبداً.

هل نظام قارب على 50 عاما من إدارة البلاد يسقط في 11 يوم فقط وبسهولة؟

أنظار العالم كانت متجهة لما يحدث فى لبنان بسبب القصف المتواصل عليها من الإحتلال الإسرائيلي والجميع كان متوقع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بينهما ، في تلك التوقيت كانت المعارضة السورية قد أعلنت بدء عملية عسكرية بإسم “ردع العدوان” بقيادة هيئة تحرير الشام التي تتمركز في مدينة إدلب شمال غرب سوريا ، بدأت العملية “ضد القوات السورية والميليشيات الإيرانية” في ريف حلب الغربي، ثم بدأت العملية التي تُدار من قبل مجموعة “إدارة العمليات المشتركة” تتسع لتشمل مدن سورية أخرى بسرعة البرق، بعدها بيومين تقريبا قطعت هيئة تحرير الشام والفصائل التي تعمل معها الطريق الدولي بين دمشق وحلب، عقب وقوع اشتباكات بين مقاتلي العناصر المسلحة وقوات الجيش السوري. وانتصرت الفصائل المسلحة في ريف إدلب الشرقي وريف إدلب الغربي و انسحبت القوات السورية .

استمرت الفصائل المسلحة في عمليات الزحف نحو مدينة حمص، وبعد ساعات أعلنت “تحريرها” من قوات الجيش السوري ، وبعدها بيومين أعلنت السيطرة على مدينة درعا في جنوب البلاد وخلال يوم اخر أعلنت هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع “عن السيطرة على دمشق بالكامل وإسقاط نظام الأسد” ، وسيطرت المعارضة علي سوريا بالكامل ، هذا هو ما يراه الجميع، وهناك من يتوقع أن تنجح سوريا وتستقر وهناك من يتخوف أن تسقط فى الظلام ولا عودة لها من جديد.

المشهد صعب فهمه أو تصديقه عن جيش نظامي قارب من ال 13 عام من القتال أمام عناصر إرهابية مسلحة علي أعلي مستوي من القتال داخل كل مناطق سوريا يجعل قوات نظامية أن تنسحب في 11 يوم وتختفي جميع القوات من البلاد ، والسؤال من أين ظهرت قوات المعارضة الحالية التي اسقطط الأسد ومن أين جاءت بالسلاح والعتاد لإسقاط النظام السوري في تلك المدة الزمنية القصيرة .

هل تكون سوريا الخطوة القادمة للاحتلال من قبل الجيش الإسرائيلي وتحقيق حلم إسرائيل الكبرى.

 

مما لا شك فيه أن إسرائيل تتجه بشكل متزايد نحو التوسع الإقليمي وخصوصا بعد الضربات القاسية التي نفذتها أمام غزة ولبنان خلال الفترات الماضية، ومن المتوقع ما حدث من إسقاط النظام السوري قد تكون الخطة القادمة لإسرائيل لاحتلال أجزاء من سوريا وخصوصا بعد الهجمات الغاشمة التي نفذتها قوات الجو الإسرائيلي علي أماكن عسكرية فى العمق السوري، والهجوم الإسرائيلي الأقوى كان على قاعدة طرطوس وذلك لسعى إسرائيل للحد من النفوذ الإيراني في سوريا. ولربما كان هدف الهجوم الاول هو رسالة واضحة لروسيا، التي تحتفظ بوجود عسكري قوي في تلك المتطقة الحيوية للقوات الروسية والتي تستخدمه كمركز لدعم عملياتها في الشرق الأوسط. ورغم هذا، فإن روسيا لم ترد على الهجوم، ما يثير تساؤلات والشكوك حول طبيعة العلاقات الروسية الإسرائيلية خلال تلك المرحلة .

بالتأكيد أن التوترات التي تحدث داخل الأراضي الثورية الأن من اسقاط النظام تضع المنطقة على حافة صراع جديد قد يكون له تداعيات واسعة النطاق ، وخصوصا إذا استمرت التحركات الإسرائيلية تجاه الحدود السورية و احتلالها بدافع مقاومة المسلحين السوريين علي الحدود وتدمير جميع البنية التحتية لسوريا بدافع انها تأوي مسلحين، فقد نجد أنفسنا أمام مواجهة إقليمية أوسع تشمل دولاً أخرى في المنطقة في اطار مطامع إسرائيل في دول الجوار لتحقيق حلمها في ان تكون دولة كبرى.

زر الذهاب إلى الأعلى