مدرسة وطنية فرنسية لتعليم الحمير
في جنوب فرنسا الغربي، توجد مدرسة يأتيها الناس من كل مناطق البلاد، ليتدربوا على طرق استخدام الحمير في الأنشطة التي تتم في البساتين المخصصة لإنتاج مواد الزراعة العضوية وشبه العضوية.
وفي كثير من الأحيان، تَخدع اللوحات الموضوعة أمام هذه المؤسسة أو تلك بشأن حقيقة الخدمات التي تُؤمنها لطالبيها، ومن هذه اللوحات – في فرنسا على سبيل المثال – تلك التي تُكتب عليها الجملة التالية “هنا مصحة للشَّعَر”، بيد أن من يدخل إلى مثل هذه المصحات يكتشف أنها دكاكين للحلاقة ليس إلا.
لكنْ في فرنسا أيضا لوحات توضع أمام محلات وتُعبر بصدق عن طبيعة خدماتها، ومنها مثلا واحدة وُضعت أمام مبنى وراءه بستان في قرية ” فيلنوف سور لوت”، الواقعة في جنوب فرنسا الغربي، التابعة لإقليم “لوت إي جارون”، وصيغ مضمونها على النحو التالي “هنا المدرسة الوطنية للحمير المتخصصة في زراعات البستان”.
وتتولى هذه المدرسة، الفريدة من نوعها في فرنسا بحق، تدريب كل الذين يرغبون في إطلاق مشاريع زراعية حسب نظام الإنتاج العضوي أو شبه العضوي على طرق استخدام الحمير في هذا الشأن.
ويقصد هذه المدرسةَ فتيان وفتيات يأتون من كل مناطق فرنسا، لتلقي دورات تدريبية قصيرة، لا تتجاوز عموما الأيام الثلاثة، يتعلمون خلالها طرق استخدام الحمير في كثير من الأنشطة الزراعية التي تتم في البساتين المخصصة للخضر والنباتات العطرية، أو الحبوب التي يتم زرعها بكميات قليلة.
ومن هذه الأنشطة حرثُ تربة هذه البساتين، بواسطة آلات تجرها الحمير، أو نقلُ المحاصيل منها إلى المستودعات بعد أن تَيْنع.
والملاحظ أن الميكنة كانت قد وضعت حدا منذ زمن بعيد لاستخدام الحيوانات في هذه الأغراض، وقد صُنعت منذ عقود كثيرة جرارات وآلات أخرى تعوض بالكلية الحيوانَ، وتُستخدم حتى في الضياع الصغيرة الحجم، إلا أنه لوحظ أن إعادة استخدام الحمار في المساحات الصغيرة الحجم والمخصصة مثلا لزراعات البساتين تُكلف البستاني مصاريف أقلَّ، وتخلصه من ضجيج محركات الآلات الميكانيكية، وتُساعد في الوقت نفسه على الحد من الانبعاثات التي تتسبب في ظاهرة الاحترار، المتأتية من الأنشطة الزراعية.
بل ان أصحاب البساتين – من الذين يستخدمون اليوم حميرا بدل الآلات الميكانيكية – اهتدوا إلى أنهم قادرون بواسطتها على تحسين دخولهم، من خلال فتح بساتينهم أمام الأطفال وأسرهم خلال العطل المدرسية، ليطلعوا عن كثب على تجارب الزراعات العضوية وشبه العضوية في الأوساط الريفية وشبه الحضرية.
وقد أصبحت المدرسة الوطنية الفرنسية للحمير المتخصصة في زراعات البساتين تأخذ في الحسبان كل هذه المعطيات في المعارف التي تقدمها إلى مُرتاديها.