إردوغان ينتصر في انتخابات تركيا ويستعد لإحكام قبضته على السلطة
خرج الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم الاثنين منتصرا من أكبر تحد انتخابي واجهه منذ عقد ونصف مما يمنحه سلطات تنفيذية واسعة كان يريدها منذ فترة طويلة ويجعله يحكم قبضته على البلد البالغ تعداد سكانه 81 مليون نسمة حتى عام 2023 على الأقل.
وتعهد إردوغان بأنه لن يكون هناك رجوع عن مبادرته لقيادة تحول تركيا، البلد المنقسم بقوة الذي ينتمي لحلف شمال الأطلسي والمرشح ولو من الناحية النظرية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وأعلن إردوغان (64 عاما) وحزبه العدالة والتنمية يوم الأحد النصر في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية متفوقين على المعارضة التي اكتسبت زخما كبيرا في الأسابيع الأخيرة وبدا أنها قادرة على قلب النتيجة.
وحصل إردوغان على 52.5 في المئة من الأصوات في السباق الرئاسي بعد فرز أكثر من 99 في المئة من الأصوات فيما حصل حزب العدالة والتنمية على 42.5 في المئة في الانتخابات البرلمانية وتلقى دفعة بحصول حلفائه القوميين، وبخلاف التوقعات، على 11.1 في المئة.
وصعدت الليرة التركية أكثر من اثنين في المئة بعد فوز إردوغان في الانتخابات لتزيد عن مستوى 4.55 ليرة للدولار بعد أن كانت قد خسرت نحو 20 في المئة من قيمتها هذا العام.
وقالت المعارضة يوم الأحد إن من السابق لأوانه الإقرار بالهزيمة. وحصل مرشح المعارضة الرئيسي محرم إنجه على نحو 31 في المئة من الأصوات. ويصف إردوغان مرارا معارضيه بأنهم أعداء الديمقراطية ليلعب على وتر المشاعر القومية التي سادت بعد محاولة الانقلاب في 2016.
وقال يوم الأحد ”من المستحيل بالنسبة لنا التراجع عما حققناه لبلدنا فيما يتعلق بالديمقراطية والاقتصاد“.
وأضاف ”لن نتوقف حتى تصبح تركيا، التي أنقذناها من المتآمرين والانقلابيين والمرتزقة السياسيين والاقتصاديين وعصابات الشوارع والتنظيمات الإرهابية، من بين أكبر عشر اقتصادات في العالم“.
وتؤذن نتيجة الانتخابات بتطبيق نظام رئاسة قوية جديد أيدته أغلبية بسيطة في استفتاء عام 2017 وقال منتقدون إنه سيقوض الديمقراطية وسيرسخ حكم الفرد.
ويشرف إردوغان المتمرس في خوض الحملات الانتخابية على النمو الاقتصادي القوي في تركيا منذ سنوات وفاز بولاء ملايين الأتراك المتدينين من أبناء الطبقة العاملة بفضل إنشاء المدارس والمستشفيات والبنية الأساسية.
لكن الرئيس التركي يشن حملة صارمة على معارضيه شهدت سجن نحو 160 ألفا وإغلاق منافذ إعلامية.