الأجسام والأرواح “ألا له الخلق والأمر”
بقلم _الدكتور كمال عليوة
عالم الخلق هو عالم مستقل بذاته ، ويشمل كل ملموس ، وكل محسوس ، كالأجساد ، والنبانات ، والجمادات …وغيرها . وهى دائما ما تكون ذات كتلة ، ويمكن أن ترى بوسائل الرؤية المختلفة.
وعلية فجسم الإنسان من عالم الخلق ( ألا له الخلق ) .
وأما عالم الأمر فهو كل عالم ليس له وجود مرئى أو محسوس كعالم الجن ، والملائكة، والشياطين ، وعالم الروح . ولذلك كانت إجابة القرآن الكريم عندما سئل عن الروح أنها من أمر ربى – أى من عالم الأمر – (ويسألونك عن الروح : قل الروح من أمر ربى ) . لأن صرف المعنى إلى معانى الشأن والإختصاص والتخصيص يوحى بأن هناك أشياء خارجة عن الشأن اﻹلهى ، وحاشا لله أن يخرج عن أمره وشأنه شيء لأن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا .
فالروح مثلها ككل الأشياء فى خضوعها لله ، ولكنها تنتمى إلى عالم الأمر .
والأجساد هى محل الأرواح ، وإن شئت فقل إن الجسد هو مصيدة للروح ، فإليه تنجذب الروح ، وتتمسك به ولا تنفك عنه إلا فى حالة موت الجسد .ولذلك كان الفراعنة يستنسخون من أجسادهم أصناما لهم ظنا منهم أن الروح تحل فيها مرة أخرى فى حالة تحلل الجسد الميت .
ولما كانت الأجساد هى جاذبات الأرواح ، وأيضا لما كانت الأرواح التى ماتت فى عالمى برزخى ، ويمكنها أن تنجذب إلى الأجساد التى تتناسب معها ومع حالتها من الرقى والسمو ، فإنه يجوز لنا أن نقول باﻷتى :
1- الأجساد السامية والطاهرة تجذب الأرواح الطاهرة كأرواح النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أؤلئك رفيقا .
هذا فى الدنيا كما هو الحال فى الآخرة .
2- الأجساد الملوثة بالمعاصى والذنوب تجذب إليها الأرواح الخبيثة والمذنبة كأرواح شياطين الجن والإنس ( ومن يعش عن ذكر الرحمن ، نقيض له شيطانا فهو له قرين ).
ومن ثم فالنفوس الطاهرة لها أعوان ،والنفوس الشقية لها شياطين أقران .
وبناء عليه أقول فى نهاية مقالى لنفسى وإياكم علينا بطهارة النفس والبدن والروح حتى نستجلب الأرواح المؤمنة الطاهرة لتكون معينا لنا فى حياتنا ،وأن نبتعد عن كل خبث وكل خبيث حتى لا نستجلب الخبث والخبائث وحتى لا نقيض بالشياطين الرجيمة التى هى مليئة بكل طاقة سلبية معطلة عن كل خير.
( يا أيتها النفس المطمئنة ، إرجعى إلى ربك راضية مرضية ، فادخلى فى عبادى ،وادخلى جنتى )