الإعدام لا يكفي
بقلم
الإعلامية _كريمة الحلفاوي
جاء خبر ترحيل هشام عشماوي على اذني ليطرح ألف تساؤل، لاضع نفسي موقع كل أم فقدت إبنها بسبب عملية إرهابية أشرف عليها وخطط لها عشماوي، وضعت نفسي مكان كل زوجة فقدت حبيبها ، مكان كل إبنه فقدت ابيها بسبب تخطيط رأس الشيطان المريد عشماوي، لأجد نفسي وبكل وضوح لا يكفيني إعدامه مرة واحدة،ولا يكفيني فقط رحيله عن الدنيا، فحياته ليست بأهمية حياة من رحلوا،ولن يشفي غليلي وغليل ذويهم أن يحكم عليه بالإعدام، يجب أن يشعر بحجم ما اقترفه من ذنب وما خلفه من آلام وآهات ،الله وحده اعلم بها ، وأن يعيش الم يعادل آلامهم بطول أيامها ولياليها .
تساؤل آخر قفز إلى ذهني ،ما الذي كان يدور في ذهن عشماوي حين خان وطنه وباع نفسه للشيطان،ماهي طموحاته التي كان ينوي تحقيقها ،كيف استبدل حياته وغيرها رأسا على عقب ،باع استقرار عائلته وعرضهم للخطر وباع استقرار وطنه ، لم استوعب يوما عقلية هؤلاء الذين اشتروا الوهم وتبنوا التكفير نهج حياتهم،فكفروا المجتمع ونصبوا أنفسهم آلهة تحاسب غيرهم بالتفجير والذبح والعنف،لم يقفوا يوما عند آيات الله في كتابه الكريم التي نهى عن قتل النفس ونهى عن مجرد إيذائها حتى ولو بمجرد كلمة .
سؤال آخر ،ماذا يدور في عقل عشماوي الآن،بعد أن أصبح رهن السلطات المصرية ، هل جاء على خاطرة ولو لمرة واحده الشعور بالندم والخطأ،هل شعر بالأسى عمن تسبب في رحيلهم،وربما كان من بينهم شريك له اقتسم معه كسرة خبز يوما ما ، أو خدما سويا تحت لفحة الشمس وقسوتها،او ذاقا معا برودة الشتاء القارس في الصحراء،كانا شريكان في الدفاع عن تراب الوطن .
سؤال آخر أثار فضولي الإنساني،كيف يستطيع من حوله التعامل معه وهم يعلمون أنه تسبب في إيذاء الوطن ووجعه، إلى أي مدى يمكن أن تمتلك ضبط النفس وأنت تتعامل مع مجرم بمثل عشماوي؟!!!
وماذا عن الآخرين من أمثال عشماوي،هل شعروا بالهزيمة ويرغبون في الثأر لرجلهم ،أم انكشفت الغمامة عن أعينهم ،لماذا يفكر هؤلاء كفريق ليس من أبناء الوطن،ولا اتحدث هنا عن المرتزقة من الأجانب أو العرب الخائنين لأنفسهم المنتمين للإرهاب،بل أتحدث عن كل مصري ترك صف الوطن وباع عقله وضميره لأفكار متطرفة لا تنتمي للدين ولا تبني وطن .
وأخيراً ، عشماوي كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي جاء للحساب عما اقترف من ذنب ، لتزداد معه ثقتنا في قواتنا المسلحة وفي رجال الوطن ، وقبل ذلك نزداد يقينا بأن الله يحمي مصر دوما من كيد الكائدين ،ودما، تحيا مصر.