الافريكم والفاغنر والصراع على أفريقيا
بقلم الدكتور عامر رمضان أبوضاوية
أستاذ العلوم السياسية كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة طرابلس، ورئيس حزب المحافظين–لبياافظين–لبيا
الم يُتخذ القرآن – الذي أقسم به اللهُ إحدى عشرة مرة – كأداة للتضليل والخداع من قبل البعض برفع المصاحف على رماح السيوف؛
ألم تُترجم هذه الخدعة فيما بعد إلى عبارة “التقية” عند تنظيم الإخوان المسلمين بأتباع أستراتيجية اللعبة المزدوجة، التي تتصف بالكذب من خلال أسلوب الإقناع والتلاعب ؛
ألم تتضح لنا الأمور بأن “فكرة ربيع الثورات العربية”كانت عبارة عن منتج فكري غربي تم إعداده في مراكز التفكير الكوني، أى مراكز الدراسات الاستراتيجية الكونية الغربية . وقد أثبتت الأحداث بأن تنظيم الإخوان(خاصة في مصر وليبيا)، هما من تبنى تنفيذ الفكرة تحت شعار: “الثورة المباركة”..الله اكبر الله اكبر..”ثورة التكبير”؛
من الذي لقنهم هذا المكر وهذا الخداع السياسي ؟
الانجليز، فمن ضمن شيم الانجليز المكر والخداع وذلك من واقع طبيعتهم كقراصنة يتعايشون على ركوب البحر .
الانجليز هم من أقنع الشريف حسين سنة 1916م بأشعال فتيل الثورة ضد الدولة العثمانية بأطلاق رصاصة واحدة من بندقيته في مكة المكرمة، التي كان لها صدى وأمتداد بأسم الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين حتى تم إجلائهم من الجزيرة العربية . وبعد تنفيذ المهمة بنجاح تم إزاحة الشريف حسين نفسه عن الحكم .
من هذا المنطلق يمكن لنا ربط الأسباب بالمسببات للوصول إلى التفكير المنطقي السليم ألا وهو أن العقل الانجليزي هو مؤسس ومهندس أستراتيجية التسلل واللعبة المزدوجة لتنظيم الإخوان العالمي سنة 1928، وذلك بالعودة إلى فكرة رفع المصاحف على رماح السيوف، واستحضار تاريخ اخوان الصفا وحرقهم لتراجم الفيلسوف الاندلسي المسلم إبن رشد، التي استفاد منها الغرب بدل العرب…
التاريخ يعيد نفسه فالعقل الإنجليزي يسعى هذه الأيام إلى توظيف الإخوان في ليبيا ومن معهم لمواجهة الفاغنر ؟ .
ومن هنا يبزغ السؤال:
لماذا لا تقوم الافريكم بهذا الدور .
ألم تقم الافريكم بعدة ضربات استباقية في ليبيا ؟
فالافريكم والفاغنر جارتان في ليبيا ويتنافسان على مناطق النفوذ في أفريقيا.
أم أن القوة الانجلوسكسونية تتحاشى في الوقت الراهن المواجهة مع القوة الأرثوذكسية بقيادة الاتحاد الروسي الجديد وحليفة الصين .
التاريخ يذكرنا بنذالة الغرب عندما كان يتقاتل ويضع الجنود الأفارقة والاسيويين أمام افواه المدافع، أثناء الحرب العالمية الأولى وكذا الحرب العالمية الثانية .
والتاريخ يذكرنا ايضاً نحن شعوب العالم الثالث كذلك بنذالة الغرب فيما بينهم .
فقد خان تشرشل ميثاق التحالف ضد هتلر قبل أن توقع المانيا النازية على وثيقة الاستسلام بأيام قليلة .
ففي نهاية شهر أبريل سنة 1945 شرع تشرشل سراً في تكوين تحالف مع الفيالق الألمانية الأسرى لدى الانجليز للهجوم على الإتحاد السوفيتي، وقد اكتشف ستالين هذه النذالة .
هذا النوع من العقلية التآمرية يدعونا إلى الحيطة والحذر مما يخطط لبلادنا ليبيا الآن، ولا نستبعد أن يكون الأمر يتعلق بالأعداد لحرب أهلية شاملة في ليبيا، كى يتم تقسيمها بين روسيا وأمريكيا كما حصل بالنسبة لشبه الجزيرة الكورية، التي جُزت في حرب أهلية بين عامي 1950– 1953 وعلى اثر ذلك تم تقسيمها إلى دولتين: دولة كوريا الشمالية تحت رعاية الإتحاد السوفيتي ودولة كوريا الجنوبية تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية .