“الجامعات التكنولوجية ..وقطار التنمية”..وزير التعليم العالى يتحدث عن عفريت التخصصات
قال الدكتور خالد عبدالغفار ، وزير التعليم العالى ، إن التعليم الفنى في مصر مظلوم ، خاصة أن من يتم قبولهم في ذلك التعليم هم الطلاب الذين يحصلون على 50% في مرحلة التعليم الأساسى، مؤكدًا إن الجامعات التكنولجيا في مصر ستكون بمثابة قاطرة التنمية، لاسيما إنها ستؤهل الخريجين لسوق العمل بصورة جيدة .
وأكد الوزير ، خلال اجتماع لجنة التعليم ، بمجلس النواب ، حول قانون الجامعات التكنولوجيا ، ان من ضمن الظلم الذى يتعرض له التعليم الفنى في مصر هو نظرة المجتمع لخريجى الدبلومات الفنية ، رغم أن الدولة في احتياج للفنين أكثر من اى تخصصات اخرى ، مشيرا إلى أن عدد طلالب التعليم الفنى في مصر يفوق عدد التعليم الجامعى حيث يصل إلى 700 ألف ، قائلا :” عددهم قوة كبيرة للمجتمع ويجب الاهتمام بهم”.
ولفت إلى أن الوزارة تواصلت مع الجهاز المركزى للتعبئة لمعرفة مدى توافر العمالة لأصحاب المصانع ووجدنا فجوة كبيرة في توافر الفنيين، مشيرا إلى أن تطبيق نظام الجامعات التكنولوجيا في مصر ، سيساعد في تنظيم عمل المعاهد الفنية التابعة للحكومة والتى تصل إلى 45 معهد ، مؤكدا أن تلك المعاهد تواجه مشكلة بأنه لا يوجد كيان يديرها خاصة أنها تابعة لإدارة بالوزارة على خلاف الوضع في الجامعات التى يكون لها رئيس للجامعة ونوابه مما يسهل طريقة علمها قائلا : الجامعات لها صاحب .
وأكد وزير التعليم، أن القيادة السياسية مهتمة بدعم التعليم التكنولجى ، وقامت الوزارة باعتماد إنشاء 8 جامعات على أن ينضم إليها المعاهد الفنية التابعة للوزارة البالغة 45 معهد، لافتا إلى أن المرحلة الأولى ستشمل إنشاء ثلاث جامعات وهى جامعة القاهرة الجديدة وجامعة بنى سويف وجامعة قويسنا وذلك لخدمة قطاعات الصعيد والقاهرة والدلتا، مشيرًا إلى أن بدء الدراسة في تلك الجامعات سيكون خلال سبتمبر 2019 حال الإنتهاء مكن كافة الاستعدادات الخاصة بها ، مشيرا إلى أن الوزارة حريصة على تطبيق التجربة الالمانية لاسيما أن النجاحات الكبيرة التى حققها الاقتصاد الالمانى يعود إلى نجاح التعليم الفنى بها.
كما أكد أهمية التخصصات الفنية والحاجة إليها، وضروة تضمين مشروع قانون إنشاء الجامعات التكنولوجيا ضوابط واضحة للتخصصات الفنية بهذه الجامعات، لمنع التشابك مع الجامعات التقليدية، قائلاً : “إحيانا بنحضر العفريت ومش بنعرف نصرفة .. من خلال تخصصات غير واضحة .. وأولادنا بعد ما يتخرجوا يقولك نروح نعتصم قدام المكان الفلاني عشان نبقي مهندسين”.
وقال عبد الغفار، ” المختص الفني لا يقل أهمية عن المهندس في شيء، بالعكس في كثير من الأحيان قد لا يستطيع المهندس ىالقيام بشي دون الفني، وكذلك الطبيب يحتاج للممرض، متابعاً : هاتلي اعظم جراح في الدنيا يقدر يدخل يعمل عمليه لوحدة.
من ناحيته أكد أحمد حسني الحيوي، مستشار وزير التعليم العالي للتعليم الفني، أهمية مشروع قانون الجامعات التكنولوجية الجديد، لاسيما أنه يستهدف مخرجات مختلفة تماما من الكفاءات المطلوبة لسوق العمل، قائلاً : “لدينا ثروة قومية ممثله في الشباب .. نريد إلغاء مفهوم كليه القمة والقاع .. الكلية التي ستدر دخلا لك وتضمن مستقبلك هي الأفضل “.
وشدد الحيوي إلي الحاجة الفعلية إلي إنشاء الجامعات التكنولوجية في مصر ، لكونها مؤسسة تعليمية تستطيع أن ترتبط فعليا بالصناعة وأصحاب الأعمال، ومن شأنها تغيير نظرة أصحاب الأعمال وتغيير الكادر الوظيفي للخريجين بالغضافة إلي أنها ستخلق مساراً تعليمياً مواز ومختلف عن التعليم الجامعي التقليدي والذي من شأنه تخفيف الضغط الشديد عليه.
وأشار مستشار وزير التعليم العالي، إلي أن الجامعات التكنولوجية المزمع إنشائها حال الموافقة علي مشروع القانون، سيعمل علي تلبية طموح خريجي التعليم الفني في إمكانية الحصول علي البكاليورس واستكمال دراستهم العلي، بالإضافة إلي أنها ستعمل علي تغيير ثقافة المجتمع المصري حيال التعليم الفني بإنشاء مسار للتعليم التكنولوجي الجديد وتحديد المهام الوظيفية لكل من الفنين والتكنولوجيين وخريجي الجامعات التقليدية.
ولفت الحيوي إلي أهمية أن يتم منح النسبة الأكبر للألتحاق بهذه الجامعات لخريجي المرحلة الثانوية الفنية المناظرة، مع ترك فرصة أيضا لخريجي المرحلة الثانونية العامة ممن يرغبون في الإنضمام إليها، مع الحصول علي اعتراف جهات أجنبية بشهادات المعاهد لفتح أسواق عمل خارجية أمام الخريجين، والبدء في إنشاء نقابة للتكنولوجيين لاحتواء خريجي الجامعه التكنولوجية.
ونوه مستشار وزير التعليم العالي للتعليم الفني، أنه يجرى حالياً الاعداد للبرامج والتجهيزات الخاصة بهذه الجامعات والمعامل الخاصة بها والإجراءات الاساسية لاختبارات القبول ومستوي العاملين والمدرسين، مشيراً إلي أن أعضاء هيئة التدريس سيكونون مختلفيين وليس بنظام التعليم الأكاديمي، قائلاً : ” ستكون بنفس تشكيل الجامعات الحكومية لكن الخبرات ستكون مختلفة ومتعلقة أكثر بمجال الصناعة”.، ووجه الحيوي الشكر إلي الهيئة الهندسية لدورها في تأهيل مباني الكليات التكنولوجية المزمع بدء العمل فيها مع إقرار مشروع القانون المعروض أمام مجلس النواب.
وقال المهندس شبل محمد ضحا ، نقيب المهندسين بالمنوفية، أن قانون إنشاء الجامعات التكنولوجية مهم للنقابة لانه سيساعد علي إنقاذ مهنة الهندسة خاصة بعد إندثار لقب “مساعد مهندس” خلال الـ25 عام الماضية وهو يكون من خريجي المدارس والمعاهد الفنية ، وأصبح هناك توسع في المعاهد والكليات الهندسية وأصبح كل هذا عبء علي نقابة المهندسين مؤكداً خلال إجتماع لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب للإستماع إلي وجهة نظر الخبراء المهتمين بالتعليم الفني والتكنولوجي لإبداء مقترحاتهم حول مشروع القانون المقدم من الحكومة بإصدار قانون إنشاء الجامعات التكنولوجية.
وقال “شبل” انه تقدم بمذكرة لمجلس النواب بشأن إنقاذ مهنة الهندسة حيث قام المجلس الاعلي للجامعات الخاصة بتخفيض القبول بكليات الهندسة ليصل إلي 78% دون الرجوع للنقابة مما زود عدد الطلاب الملتحقين بالمعاهد والكليات الهندسية، وطالب “شبل ” بأن يقتصر الدخول للكليات التكنولوجية علي طلاب المدارس الفنية.