fbpx
أهالينا

الدكتور طارق عثمان يتخطى عثبة “الهيولى” فى روايته

 

كتب : عوض العدوي

دخل جمال هاملت لعالم الموتى ، وحدث تمازج بين الأحياء والأموات ، وقد سهل هذا التمازج دخوله فى منطقة الهيولى ، وهى تلك المنطقة المجهولة التى لا يدخلها الا العارفون بالله ، وذلك من خلال رواية “الهيولى” للكاتب الدكتور طارق عثمان ، والذى أقام اول حفل توقيع وندوة لهذه الرواية يوم الاثنين الماضى ، بمركز الاستقلال ، وناقشه فيها الكاتب والمفكر الدكتور جمال زهران والناقدة منة الله حسن والناقد احمد حلمى ، وأدار الندوة الأديبة السورية ريتا بربارة ، كما ناقشه فى الرواية العديد من الضيوف خلال الندوة ، نظرا لغموض اسم الرواية والأحداث الغريبة التى التى مرت ببطل الرواية .
وتحدث الدكتور طارق عثمان عن روايته ، بأنها اول عمل روائى ينشر له ، وأنه تم نشرها الشهر الماضى من خلال دار “النخبة” للطباعة والنشر والتوزيع .. كاشفا أن بطل روايته هو شخصية حقيقية عاصرها وكان يطلق عليه جمال هاملت نظرا لطبيعة ملابسه التى كان يرتديها وتشبه هاملت فعلا ، وان حياة جمال هاملت والظروف والأحداث الغريبة التى كانت محيطة به هى التى الهمته بفكرة هذه الرواية ، والتى استغرقت كتابتها ثلاثة اعوام كاملة ، وان بطل الرواية دخل منطقة الهيولى ، مما أوحى له بأن يسمى الرواية “الهيولى” .
وأوضح طارق أن الهيولى منطقة لا يدخلها الا اولئك العارفون بالله سبحانه وتعالى ، كالصوفية ، فكلمة الهيولى عند الصوفية بمعنى الزمن الخام ، وهو زمن لا يتحدد بحركة شمس وقمر لحساب الايام والشهور والسنوات وصياغة الوقت كساعات ودقائق وثوانى ، فهو الزمن الخارج عن الثوانى والدقائق والساعات والذى اخترعه الإنسان كتقسيم لليوم الواحد ليحدد طريقة زمنية للتعايش ، حيث يوجد زمن غيره عن اليوم ، اخبرنا عنه الله عز وجل فى كتابه الكريم ، فقد اخبرنا الله سبحانه وتعالى فى إحدى آياته عن أن اليوم عند الله بالف سنة مما يعد البشر ، وفى آية أخرى عن أن اليوم بخمسين ألف سنة ، وفى آية اخرى أمات الله عبدا مائة عام ثم بعثه ولكن طعامه وشرابه لم يتأثر خلال المائة عام ، وفى آية أخرى نام اهل الكهف ثلاثمائة وتسعة سنة ثم بعثهم الله عز وجل ، مما يعنى أن هناك زمن مختلف تماما عن الزمن الذى يمر بنا كبشر، وهو زمن غير قابل للادراك بالحواس البشرية ، ولكن العارفون بالله والذين يتجردون من كل شواغل الدنيا ويتوجهون بقلوبهم إلى الله حتى يتمكنون من تجاوز البوابة الزمنية البشرية المحدودة وصولا إلى زمن يشبه رمزيا ذلك الزمن الذى حدثنا عنه ربنا عز وجل ، وفى تلك المرحلة يتمكن مثلا بعض الواصلين العارفين بالله من تلاوة القرآن الكريم كله فى صلاة المغرب وقبل أن يؤذن لصلاة العشاء رغم قصر الفترة الزمنية بين صلاة المغرب وصلاة العشاء .. مضيفا أن مفهوم الهيولى يشبه ما يحدث فى احلامنا ، فعندما ننام ونحلم نرى أنفسنا احيانا نعود لمرحلة الطفولة واحيانا أخرى نرى أنفسنا اكبر سنا ، وخلال الحلم قد نتلاقى مع الموتى ونحدثهم ، وقد ننتقل إلى أماكن غريبة ونرى أمور عجيبة ، فإنه عالم لا يحده زمان ولا مكان ، وهذا هو الهيولى فى ابسط صوره .. مشيرا أن معنى الهيولى فى معجم المعانى الجامع هو مادة الشئ الذى يصنع منها ، كالخشب للكرسى ، والحديد للمسمار ، والقطن للملابس القطنية .. متابعا أن معنى الهيولى فى التعريف الاغريقى هو الجوهر مقابل الصورة ، بمعنى اصل الاشياء .

وأشار طارق أن روايته “الهيولى” ذات اماكن وشخوص واحداث وعلاقات ، وقد أدت ظروف هذه الأحداث والعلاقات التى مرت ببطل الرواية الرئيسى إلى دخوله بالمصادفة إلى منطقة الهيولى ، حيث يوجد بالرواية اشخاص موتى محركين للأحداث وعندما دخل بطل الرواية إلى منطقة الهيولى سهل ذلك من التماذج بين الأحياء والأموات .
وفى نهاية الندوة أشاد النقاد وجميع الحضور بالرواية وطريقة الكتابة وتشابك الأحداث والتى صاغها الدكتور طارق عثمان فى روايته .

زر الذهاب إلى الأعلى