“رفقاء درب”.. هو الوصف الذي اعبر به عن علاقتى بصديقى و أخى العزيز معالي الوزير محمد جبران، كانت البداية بيننا عندما عملت كأمين عام لنقابة البترول فى عام ٢٠١٨… “كنا رفقاء درب بدأنا معا في ترتيب أوراق بيت العمال “النقابة العامة للعاملين بالبترول” ذلك البيت الكبير الذى انتسبنا اليه سويا لمدة ستة سنوات من العمل و السهر ليالى طويلة تاركين بيوتنا و اسرنا من أجل خدمة عمالنا و رفعة شأن نقابتنا
محمد جبران كان يتمتع بصفات مميزة تؤهله ليكون مرجعًا للأعضاء النقابيين وملاذًا للعاملين، كان شخصية قيادية، اجتماعية، إدارية، إعلامية، طموحة، قادرة علي التكيف و الاندماج مع كافة امور و مناحى الحياه، صاحب فكر وثقافة، ومبادرة، وخبرة عريضه، يعالج القضايا بأسلوب علمي مدروس يمتاز به نقابي مخضرم قضى ربع قرن في العمل النقابي…
حققنا معا العديد من الانجازات … بدئنا معا مسيرة للانطلاق لخدمة عمال قطاع البترول وسعينا معا للدفاع عن حقوقهم ورعاية مصالحهم، كان لنا سويا كل الحرص على انهاء تطوير مبنى نقابة البترول بالقاهرة، لكى يكون صرحاً كبيرا من صروح الحركة النقابية العمالية المصرية والعربية و الدولية، و خضنا معركة لم تكن باليسيرة نحو تحقيق هذا الهدف و نجحنا فى تخطى الصعاب و اجتياز العوائق و ها نحن اليوم نمتلك مبنى ضخم يضم كل مقومات الخدمات للعاملين في قطاع البترول نفتخر به و يشهد به جميع من كان لهم نصيب زيارته بأنه من اقوى و اجهز المقرات النقابية وعلى مستوى عالمى، ولم تكن هذة النهاية ولكن سعينا الي اعادة افتتاح مقر النقابة العامة بمحافظة الاسكندريه بعد تطويرة وتجهيزة بعد ان استمر غلقه لمدة تجاوزت العشرون عاما، بالاضافة الي تجهيز استراحة للنقابة بجانب المقر على ارقى مستوى ، و ايضا تجهيز مقر للنقابة العامة بمنطقة السويس،و تجهيز وفرش ستة عمارات مملوكة للنقابة بواقع ستة و ثلاثون وحدة مصيفية بمدينة برأس البر بمحافظة دمياط باحدث الاجهزة الكهربائية والترفيهية والاثاث لتطرح على العاملين بقيمة إجارية مخفضة ، كما سعينا معا للعديد من الزيارات والمقابلات داخل وزارة البترول والهيئة العامة للبترول و الشركات، للبحث عن علاوات ومميزات للعاملين، وكان لجبران كل الفضل في العديد من المميزات التى امتاز بها العاملين داخل قطاع البترول مثل بدل السفر وبدل الوجبة والنصف شهر و بدل الوردية و بدل الصحراء و بدل الاغتراب وغيرها من الميزات الاخرى …
كان لدى جبران حلول لكل اعاقة تواجهنا علي مدار السنوات الماضية داخل وخارج نقابة البترول.. جعل نقابة البترول أهم وأكبر النقابات العمالية فى مصر، و التى احتضنت العديد من اللقاءات والاجتماعات والمؤتمرات لصالح النقابات العامة الاخرى و كان لنقابة البترول دورها الهام و المتميز نحو مساندة الدولة المصرية فى كافةالاستحقاقات السياسية من خلال عقد الندوات و المؤتمرات لرفع الوعى و الحث على المشاركة الفعالة و هذا قد حدث و بكل قوة لابناء قطاع البترول الوطنيون المخلصون …. ولم يقتصر الامر علي ذلك ولكن بفكر جبران وطموحاتة نجحنا في تدريب وتأهيل ما يجاوز الخمسة آلاف متدرب وكان هذا حرصا منا على خلق جيل نقابي يعمل بأدوات واليات العصر الحديث وأن يكون قادرا على خوض جولات التفاوض بما يخدم مصلحة الطرفين العمل والعاملين، كما حرصنا على تطوير كافة الخدمات النقابية المقدمة لمشتركينا بما يليق بمكانتهم المتميزة.
وسنستكمل تلك المسيرة مستعينين بالله تعالى لكى نحافظ علي تلك الانجازات التى تمت في عهد رفيق الدرب الاخ والزميل العزيز محمد جبران ونعده بإستمرار الجهد و العرق و الكفاح لخدمة زملائنا الكرام … متمنيين له مسيرة من النجاح والتوفيق الدائم داخل وزارة العمل، ونعده ونعد الجميع بمواصلة درب النجاح مستعينين فى ذلك بالله تعالى و بجهود المجلس التنفيذى للنقابة و رؤساء و أعضاء اللجان النقابية على مستوى الجمهورية لما فيه النفع و الخير لعمالنا الكرام و الله الموفق.