fbpx
أهم الأخبارالأخبار

العدد الجديد من مجلة ذاكرة مصر ..”مصر أرض التوحيد والفن والفكر”

صدر عن إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية، العدد الثاني والثلاثون من مجلة ذاكرة مصر، المجلة الربع سنوية التي تعني بتاريخ مصر.
وفي مقدمة العدد يشرح الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية والمشرف العام على المجلة، دور المجلة في توثيق تاريخ مصر، وأضاف أن المكتبة تسعى الآن إلى تأريخ القرى والمدن وتأريخ العائلات، فالمؤرخون في وطننا خاصة الشباب منهم يحتاجون إلى فرص، وهذا ما حرص عليه منذ أن تولي مسئولية مكتبة الإسكندرية. وذكر أنه حاليًّا يدعم مجلة ذاكرة مصر، وسوف يتم إتاحتها للمكتبات والجامعات والمدارس مجانًا.
وفي العدد الجديد أفردت المجلة صفحاتها لعدد من الموضوعات والقضايا المتميزة لكبار وشباب الباحثين والأساتذة، ومن بينها، مقال بعنوان: «العمارنة.. عاصمة التوحيد في العالم القديم» للباحث أحمد مصطفى عبد العزيز، جاء فيه أن المدينة لم يسكنها أحد قبل أن يقع اختيار إخناتون عليها لكي تكون عاصمة للبلاد، ولم يستمر عمر المدينة أكثر من سبعة عشر عامًا؛ ثم أصبحت المدينة مهجورة؛ حيث لم يجرؤ أحد على سكن المدينة فيما بعد على مر العصور التاريخية التي تلتها . وإلى الآن يحاول العلماء معرفة سبب مغادرة الناس لمدينة العمارنة. ويرجح بعض العلماء من خلال بعض الحفائر الحديثة بالمنطقة انتشار وباء الملاريا بين سكان المدينة وأنه ربما يعد السبب الرئيسي وراء هجرتهم للمدينة وعودتهم لطيبة، ووثق الباحث لأهم آثار المدينة والمقابر المتنوعة الموجودة فيها .
وجاء مقال آخر بعنوان: «غوردون باشا والنقود الورقية في السودان»، للصحفي والباحث الأكاديمي محمد سيد مندور تناول فيه تجربة حاكم السودان في عام 1884م عندما سار على نهج التجربة العثمانية في إصدار النقود الورقية، عندما أصدر غوردون في آخر رجب 1301هـ/ إبريل 1884م أوراقًا نقدية من فئات مختلفة، وقابلة للتعامل على أن يتم صرفها من خزانة الخرطوم أو القاهرة مصنوعة من ألياف الكتان. وقد وجد غوردون صعوبة في حمل الأهالي على تداولها. ولم تحل هذه العقدة إلا بعد أن تعامل بها التجار المصريون فتبعهم التجار الآخرون. وقد وضع غوردون ختمه والإمضاء بغرض ضمان سريان هذه العملة الورقية وقبولها بين الناس، ومنعاً لمحاكاتها وإصدار ما هو مزور عليها. إلا أنه مع كل هذه الاحتياطات فقد اهتدى البعض إلى سبيل لتزويرها وتقليدها . مما تسبب في خفض قيمتها. وقد صدرت هذه العملات الورقية في إحدى عشرة فئة .
وقد جاء في هذا العدد أيضا ملف خاص مزود بالصور والرسومات المعمارية والبيانية لمبنى هيئة قناة السويس بعنوان: «مبنى قناة السويس .. أيقونة معمارية تتلألأ في عمارة المدينة الباسلة»؛ للباحث طارق إبراهيم الحسيني، حيث وثق لتاريخ إنشاء المبنى والتصميم المعماري والإنشائي ومواد البناء. فقد شيد هذا الصرح الشامخ ليكون المقر الرئيسي
والمبنى يواجه السفن والقادم من جهة الشمال كحِصْن معبر كمدخل رئيسي للثغر الوليد. وقد حاول المعماري أن يستغل بعض عناصر العمارة الإسلامية المشرقية، التي جاءت على المبنى واضحة وصريحة؛ كالقباب والبائكة ذات العقود المخموسة التي تدور بواجهات المبنى للوصول إلى الطابع الشرقي المميز ويخضع المبنى حاليًّا لأعمال ترميم معماري ،حيث يُعتبر أحد أبرز العلامات العمرانية التراثية المميزة لمدينة بورسعيد بوابة قناة السويس الشمالية.
وكالعادة في كل عدد من أعداد المجلة تتناول تاريخ مدينة أو قرية من مدن مصر وقراها؛ فكانت مدينة العدد هذه المرة من نصيب مدينة إدكو، فأفرد الباحث هاني مهنى طه صفحات مميزة تحت عنوان: «إدكو طريق الولاة واستراحة الغزاة»، ألقى فيها الضوء على مدينة إدكو عبر مقتطفات تاريخية يشير فيها إلى أهميتها كنقطة انطلاق لغزو، أو استراحة لسلطان وأمير، أو تجوال لرحالة ومستكشف.
وفى ذكرى مرور 100 عام على ميلاد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، تناولت الدكتورة صفاء خليفة سياسة «الحياد الإيجابي وعدم الإنحياز» التي انتهجتها مصر والتي لخصها عبد الناصر قائلاً: «إن مفهوم عدم الانحياز صيغة جديدة في العلاقات الدولية تمثل قوة الضمير في عالمنا الذي نعيش فيه، وإن سياسة عدم الانحياز هي في حقيقتها انحياز لمبادئ الحرية، وانحياز لآمال السلام، وانحياز لاحتمالات التقدم الباهرة، وانحياز لقدرة الفكر الإنساني على الانطلاق».
وكان للفن والفكر نصيب كبير من موضوعات العدد، فاصطحبنا الدكتور خالد عزب في قراء متعمقة لكتاب مميز؛ لكامل رحومة؛ مثقف مصري يعيش في دمنهور أسس جمعية (عبدالوهاب المسيري لتنمية الفنون والآداب) من مدينة دمنهور. ألف كتابًا هامًّا بعنوان «المقاهي الثقافية.. القاهرة.. باريس.. دمنهور.”
وتحت باب «من ذاكرة السينما»، وثقت ذاكرة مصر مشوار «يوسف بك وهبي» الفني، صاحب أشهر فرقة في تاريخ المسرح المصري والتي أنجبت العديد من الممثلين في العصر الذهبي للسينما والمسرح، عرف بدقة اختياره لأدواره، وبأدائه المتميز باللغة العربية الفصحى.
ومن بين موضوعات العدد أيضًا: «الإسكافي المصري في العصر المملوكي» لمحمد جمال الشوربجي، و«ممتاز نصار .. برلماني من الطراز الأول» لمصطفى محمود علي جمعة، وتحت باب «حدث في صور»: جاءت زيارة الملك عبد العزيز لمصر في يناير 1946م. وأسعار المعيشة في القاهرة ومقابلة بين الماضي والحاضر توثيقًا لأسعار الحياة في عام 1925م. ومقال مترجم بعنوان «إنذار لامبسون للمك فاروق في فبراير 1942م» ترجمة الدكتور علي عفيفي علي غازي، للباحث الألماني جابرييل واربورج.

زر الذهاب إلى الأعلى