انتقادات حادة لمسلسل سابع جار.. أبرزها «ينشر الرذيلة»
أثار مسلسل سابع جار الذي تعرضه فضائية “سي بي سي”، والذي يتناول حياة الطبقة المتوسطة في المجتمع، محاولا طرح مشاكلها وإيجاد حلولا لها، ولكن بصورة تميل للحداثة والتطور بمفهوم صناع هذا العمل الفني، ولكن بعد عرض مجموعة من الحلقات وبعدما لاقى المسلسل الكثير من الترحيب حول عودة الأعمال الاجتماعية التي تناسب كافة أفراد الأسرة، شن رواد منصات التواصل الاجتماعي حملة شرسة على مسلسل “سابع جار”، باعتباره يستبيح بعض الأشياء التي لا تناسب المجتمعات الشرقية، وتتعارض مع الشرع والأخلاقيات متوارية خلف المشاكل التي يعاني منها الشباب.
يطرح العمل الذي تقوم تشارك فيه الفنانة دلال عبد العزيز وشيرين، من إخراج نادين خان، وكتابة هبة يسري وأيتن الأمين، مشكلة الفتاة المحجبة الملتزمة والتي وصلت إلى العقد الثالث من عمرها، ، وترغب في الزواج ولكن من شخص “متدين”، الأمر الذي يتحدث عن العنوسة وتأخر سن الزواج بين الفتيات والشباب، ولكن تحمل المشكلة في طياتها بعض الأمور كأن يظهر صناع الفيلم تشدد الفتيات المحجبات، من خلال إلقائها بالعديد من الانتقادات لمن هم حولها، واتهاماتها بكونهم مقصرين في حق الله، وأن حياتهم مليئة بالذنوب.
وعلى الجانب الآخر يعرض مسلسل سابع جار قصصا لفتيات أخريات غير محجبات، إحداهن وتدعى “هالة” بالمسلسل تبحث عن الاستقلالية بعيدا عن الأسرة، وتهرب من الزواج خوفا من الإحراج الذي سيسببه لها والدها، الذي يمارس النصب على الآخرين تاركا أولاده بدون رعاية واهتمام، فكل ما تفكر به هو العيش بعيدا عن الأهل، ولكن في الوقت نفسه ترغب في تحقيق حلم الأمومة بانجاب طفل، فلا تجد أمامها سوى الزواج المشروط، كأن تتزوج من شاب وبعد إتمام الحمل ينفصلان، الأمر الذي لاقى اعتراضا شديدا بين متابعي المسلسل، باعتبار أنها بذلك تشجع على نشر الرذيلة بين الشباب والفتيات، من خلال الترويج لنوعا من الزواج بعيد تماما عن الزواج الرسمي الشرعي.
أما شخصية “هبة” التي تناولها مسلسل سابع جار، فكان تعبيرا من صناع العمل عن الفتاة التائهة التي لم تستطيع تحديد أهدافها رغم بلوغها، وكثيرا ما توجه انتقادات لاذعة وأحيانا شتائم لوالدتها التي تتعامل بتلقائية وعفوية مثلها مثل أمهات الجيل، ما أثار غضب البعض لكونها لا تحترم والدتها وتطيح بالقواعد الشرعية والضوابط الأخلاقية عرض الحائط، التي تنظم التعاملات بين الأبناء والآباء.
فيما عرض “سابع جار” نموذج البنت التي تعاني مع جوزها مثل شخصية “هند”، التي تزوجت من شاب غير قادر على تحمل مسؤوليتها هي وابنهما، وبالتالي لا تشعر باستقرار في حياتها معه.
تبادل رواد منصات مواقع التواصل الاجتماعي الانتقادات على بعض أحداث المسلسل، حيث رآها البعض انتهاكا للشرع والضوابط الأخلاقية، وتعمدا في إظهار المجتمع بصورة سلبية غير متلائمة مع الواقع، وقد وصل الأمر إلى توجيه تهديدات لصناع المسلسل بالقتل، لأنهم من وجهة نظر المتابعين والمعلقين يرتكبون جرما في حق المجتمع بنشر وترويج المفاهيم المغلوطة عن طبيعة المجتمع الحقيقية.
وقد نشر محمد إبراهيم تغريدة على “فيسبوك” قال فيها: “مسلسل سابع جار بدأ يحط السم في العسل، مشاهد لبنات بيزوروا شباب في شققهم الخاصة والعكس، ومشاهد لستات ورجالة لما بيخرجوا مع بعض بيشربوا خمرا كانه عصير”.
فيما نشر حساب آخر باسم “علا همام”: “في الأول كلنا نحب ونتجنن على المسلسل ونقول الله دول زي كل البيوت وكل الامهات وكل الاخوات، وبعدين شوية نلاقي السجائر في كل لقطة والتانية نقول معلش شغل مراهقين ومراهقات.. وشوية تبان الأستاذة “مي” اللي قاعدة في شقة بتستقبل فيها جارهم المتجوز وعلى علاقة بيه غير اللي بيشتغل معاها في نفس الشقة وبيحبها عادي رغم انه عارف علاقتها”.
فيما تناولت بعض التعليقات والتغريدات الأخرى جهل صناع المسلسل بالحياة الحقيقية داخل البيوت المسيحية، لكونهم أظهروا الاهتمام المبالغ به من جانب هذه الأسر بصور القديسين والقساوسة، فقد عُرض في بعض المشاهد أن الأسرة المسيحية تعلق صورة لـ”بابا شنودة” بحجم كبير، وهو ما لا يحدث في الحقيقة، كما أنهم يضعون عددا من صور القديسين أعلى مقاعد “الصالون” وهو أيضا ما يتنافى مع الواقع، الأمر الذي اعتبره بعض الرواد جهل كامل من قبل صُناع الفيلم بحقيقة حياة المسيحيين.
وعلى الجانب الآخر رأي البعض أن مسلسل “سابع جار” تناول مشكلات واقعية، يعاني منها الجيل الحالي بطرفيه، مثل مشكلة العنوسة وحق المرأة في الاستقلال، غضلا عن مشكلة البطالة.