برهامي :الإخوان كانت تري أن الاعتكاف في ميدان رابعة خير من مسجد الرسول
محمد ناصر
أكد إمام الدعوة السلفية في الإسكندرية ياسر برهامي، حول شهادته على عصر جماعة الإخوانأن أعضاء جماعة الإخوان كانوا يرون أن الاعتكاف في ميدان رابعة العدوية في شهر رمضان أفضل من الاعتكاف في المسجد الحرام.
وأضاف برهامي خلال مقال له على موقع “أنا السلفي”، فقد جاءني في يوم الثلاثاء الموافق 22 رمضان 1434 هجرية -أثناء الاعتكاف في مسجد الخلفاء الراشدين وأثناء “اعتصام رابعة” الذي كان يُفتي المتحدِّثون في منصته الحاضرين فيه بأنه أفضل من الاعتكاف في المسجد الحرام- أحد الزملاء الأطباء ممَن كان معنا في الكلية -وبعد حدوث الانقسام بين الإخوان والسلفيين سنة 1979 م كان مِن ضمن مَن استمر على انضمامه لجماعة “الإخوان” رغم مُحَافَظَته على السمت السلفي مِن إعفاء اللحية، وغير ذلك، وظل كذلك مُحافِظًا على علاقات جيدة مع السلفيين بحُسن خُلُقه وأدبه- وطَلَب مني المحادثة.
فتحدث معي أنهم -أي “الإخوان”- قد أَدرَكوا أنه مِن الصعب جدًّا عودة الدكتور “مرسي” وعودة الدستور، وأنهم يبحثون عن حلٍّ سياسي للأزمة؛ فإن كان لا يزال لكم تَواصُلات؛ فسَاهِموا في ذلك.
ياسر برهامي: الإخوان قالوا إن المتظاهرين في 30 يونيو يحاربون الإسلام والجماعة تنتظر المدد من السماء
وكَلَّمتُه كثيرًا في قضية “المصالح والمفاسد”، وأن سلوك “الإخوان” هذه المرة ليس كسلوكهم طيلة عدة عقودٍ مِن الزمان منذ خرجوا من سجون عبد الناصر، وحين تواجدوا في المشهد السياسي؛ فقد سُجِن المرشد الحالي الدكتور “بديع” قبل ذلك ولم يُقَرِّرُوا الدخول في معركة صِفرِيَّة، وسُجِن المهندس “خيرت الشاطر” ولم يَدخلوا في معركة صِفرِيَّة، والدكتور “مرسي” نفسه كان مسجونًا أثناء قيام الثورة في يناير2011م؛ فما الذي قَلَب موازينهم هذه المَرَّة حتى قرروا الدخول في معركة صِفرِيَّة يَخرُجون منها هم الخاسرين -عند كل العقلاء- خاصة أن المسئولين قد عَرَضوا قبل ذلك حلولًا لعدم الوصول إلى هذه الأزمة، وخَطَر الفَضِّ بالقُوَّة؟!
وتكلمتُ معه عن الأدلة الكثيرة مِن الكتاب والسُنَّة في مراعاة المصالح والمفاسد، ومُوازَنات القدرة والعجز؛ حتى قال لي: لمَ لا تأتي لتقول هاتين الكلمتين “الحِلْوِين” على “منَصَّة رابعة”؟.
فقلت له: أتريد أن أُقتَل؟ إن كثيرًا أو أكثر مَن في الاعتصام يُكَفِّرونني أو يحكمون عَلَيَّ بالنِّفاق والخيانة.
فقال: الحقيقة أن الأكثر يرونك كذلك!
فقلت: إذا كنت تريد أن أقول هاتين الكلمتين فابدأ بتغيير الخطاب المُستَعمَل على المنَصَّة بدلًا مِن التكفير والتخوين، كَلِّم الناس أن المسألة اجتهادية وأن المُخالِف -أعني نحن- مجتهِدون مخطِئون، وعندما يستقر في نفوس الناس ذلك أحضر أنا هناك لأُدَافِع عن وجهة نظري وأُقنِعهم بأن اجتهادي هو الصواب وليس الخطأ؛ لكن مع استعمال العاطفة المُؤَجَّجَة بكلام أمثال: عاصم عبد الماجد، ومحمد عبد المقصود، وفوزي السعيد؛ فلا يمكن أن يسمع كلامي أحدٌ!