«المدللة إسرائيل» تفقد صوابها.. و«أبو ثريا» يصدم الأمم
«بابا نويل» و«عهد التميمي» و«قتل قعيد» و«قيادات فتحاوية» .. وانتهاكات أخرى لا حصر لها تواصلها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، والذي تفاقمت أوضاعه سوءا بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال يوم الأربعاء الموافق 5 من شهر ديسمبر 2017، هذا التاريخ الذي سيظل وصمة عار في تاريخ القرارات الأمريكية والحماية الأمريكية لطفلتها المدللة «إسرائيل»، والذي توجته باستخدامها حق النقد «الفيتو» في مجلس الأمن الدولي أول امس الاثنين الموافق 18 من ديسمبر، ضد مشروع مصري بشأن القدس، مما فاقم الجبروت الإسرائيلي ورصاصهم بحق الشعب الفلسطيني وحتى أضعفهم وليس خيرة الرجال بل وصل رصاصهم إلى فلسطيني قعيد ، ورجل بابا نويل.
ووسط هذه الانتهاكات، جاء مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ليقف ويحذر ويؤكد أن استخدام الاحتلال أسلحة قتالية حية لتفريق المتظاهرين يمكن تقييمه كانتهاك للقانون الدولي لحقوق الإنسان، وهو مؤشر قوي على انعكاس الأوضاع في الأيام المقبلة، خاصة مع وقوف الجمعية العامة للأمم المتحدة بأعضائها الـ 193 بجانب القدس الفلسطينية، وبهذا يكون الفيتو الأمريكي الـ 43 بداية جديدة ويقظة عربية ودولية للاعتراف بالقدس عاصمة لدولة فلسطيني، ونهاية للجبروت الأمريكي وطفلته المدللة إسرائيل.
بابا نويل لم يسلم
وهنا نتوقف على ما رصدته لقطات مصورة لأحد الفضائيات تعرض متظاهر فلسطيني يرتدي زي «بابا نويل»، لإصابة في ساقه بعد إطلاق القوات الإسرائيلية عيار ناري عليه خلال مشاركته بمظاهرة بالقرب من مدينة رام الله.
وعرضت فضائية «RT»، لقطات مصورة لهذا الحادث المؤسف، ليكشف استمرار الانتهاكات التي تمارسها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين، وذلك خلال اشتباكات بين المتظاهرين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، للتنديد بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس.
ثالث فتاة من «النبي صالح»
وفي ثالث اعتقال لفتاة من قرية النبي صالح، بالضفة الغربية، خلال يومين، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأربعاء، فتاة من عائلة التميمي، في قرية النبي صالح شمال غرب رام الله.
وأكد شهود عيان أن قوات الاحتلال اعتقلت الفتاة نور ناجي التميمي (20 عاما)، بعد دهم منزل عائلتها في القرية، كما أكد والدها ناجي التميمي أن اعتقال ابنته جاء تنفيذا لضغوطات وتحريضات تقودها وسائل إعلام ومسؤولون إسرائيليون بحق فتيات ونساء قرية النبي صالح.
«ثائرة منذ الطفولة»
وكان أول اعتقال من قرية النبي صالح ليلية الثلاثاء، من نصيب «عهد التميمي» البالغة 16 عامًا التي اشتهترت بثورتها ضد قوات الاحتلال منذ صغرها، حيث اعتقلها قوات الاحتلال، واقتحموا بيتها وقاموا بتفتيشه ومصادرة الأجهزة الإلكترونية منه، وجاء الاعتقال بعد أن حاولت طرد الجنود من ساحة بيتها أثناء مواجهات في قريتها يوم الجمعة.
وقال والد عهد باسم التميمي: “إنها طلبت تغيير ملابسها قبل الاعتقال، فدخلت معها مجندتان إلى الغرفة”، وأضاف أن والدتها ناريمان ذهبت لتسأل عنها فاعتقلت.
ونُشرت صور التميمي لأول مرة في وسائل الإعلام، عندما ظهرت وهي تهاجم أحد جنود الاحتلال أثناء اعتدائه على أخيها الطفل محمد التميمي، البالغ من العمر 12 عامًا، في قرية “النبي صالح” غربي رام الله، ورغم قوة الجندي والسلاح المدجج به، لم يستطع الصمود في وجه الطفلة عهد، فاضطر إلى الانسحاب تاركًا الطفل في حال سبيله.
قيادات فتحاوية رهن الاعتقال
وتحسبا لوقوع مواجهات اليوم، شنت قوات الاحتلال الاسرائيلي حملة اعتقالات في مدينة القدس المحتلة وباقي مدن الضفة الغربية فجر اليوم الأربعاء، طالت 27 مواطناً، بينهم قيادات فتحاوية .
وداهمت قوات الاحتلال عدة مناطق من محافظة الخليل واعتقلت الشاب إياد فريد العواودة من منزل والده في ديرسامت، كما داهمت مخيم العروب وفتشت منزل عائلة فضيلات في المخيم العروب وبلدة يطا بالقضاء.
وفي القدس داهمت منزل عوض السلايمة وشقيقه وشهدت احياء القدس وضواحيها مواجهات عنيفة طيلة الليلة الماضية، واقتحمت قوات خاصة وقوات “اليسام” مدخل قرية العيساوية بالقدس على إثر المواجهات المندلعة على مدخل القرية، فيما أطلق شبان المتفرقعات باتجاه مستوطنة “بيت اوروت” في حي الصوانة بالقدس رغم التواجد المكثف للاحتلال بالمكان. كما اندلعت مواجهات في بلدة سلوان وبلدة الطور وقرية العيساوية وحي الصوانة.
واقتحمت قوات الاحتلال بلدة جيوس شرق قلقيلية فيما اعتقل الاحتلال الشاب مجد ابو خضير من مخيم عايدة ببيت لحم، واعتقلت منتصف الليلة الماضية، الأسير المحرر محمد نمر عصيدة من بلدة تل غرب نابلس بعد دهمها بلدة صرة المجاورة.
اعتراف أممي
وفي اعتراض أممي بعد أن تصدرت عناوين الصحف العربية والدولية، تلك الانتهاكات الاسرائيلية، أعلن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة انتقاده للتحقيق العسكري الداخلي الذي أجرته إسرائيل والذي خلص إلى عدم تحميل القوات الإسرائيلية أي مخالفة في مقتل متظاهر فلسطيني قعيد، ووصفه بأنه كان «غير كاف»، معتبرا أن استخدام الاحتلال أسلحة قتالية حية لتفريق المتظاهرين يمكن تقييمه كانتهاك للقانون الدولي لحقوق الإنسان.
ودعا رئيس هيئة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة زيد رعد الحسين، إلى إجراء تحقيق مستقل ونزيه، وقال: «إن الحقائق التي جمعها موظفوه تشير بقوة إلى استخدام القوة المفرطة ضد إبراهيم أبو ثريا (29 عاما)، الذي يستخدم كرسيا متحركا» . معربًا عن صدمته من مقتل أبو ثريا.
ويقول مسئولون بوزارة الصحة الفلسطينية: «إن أبو ثريا أصيب برصاصة في الرأس، بينما كان يتظاهر الجمعة في غزة وسط اضطرابات بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل».
وقال المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان، روبرت كولفيل، إن التحقيق الداخلي الذي أجراه جيش الاحتلال بسرعة بالغة لم يكن كافيا، موضحًا أن استخدام إسرائيل أسلحة قتالية لتفرقة المتظاهرين يمكن تقييمه كانتهاك للقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وأضاف كولفيل، أن هذا الأمر يتطلب تحقيقا دقيقا في كل حالة من حالات استخدامها، قائلا: «استخدام الذخيرة الحية أدى إلى إصابة أكثر من 220 شخصا في غزة، بما في ذلك 95 شخصا يوم الجمعة وحده، إضافة إلى العشرات من الذين عانوا من الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية»، مشيرا إلى أن حجم الضحايا يدعو للقلق الشديد.
تصعيد غير مسبوق
من جانبه أكد عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، أن هناك حالة تصعيد غير مسبوقة يقوم بها جيش الاحتلال من خلال حملات الاعتقال اليومية فى كافة المناطق الفلسطينية تشمل الكبير والصغير، الرجل والمرأة، مشيرا إلى أن أغلبية المعتقلين تعرضوا لشتى انواع التنكيل والاعتداء وبأساليب همجية ووحشية وبنزعة انتقامية.
وقال قراقع خلال زيارة عدد من الأسرى المحررين والجرحى: «إن حالات الاعتقال منذ اندلاع الاحتجاجات على قرار ترامب بلغت 500 حالة اعتقال اكثر من نصفهم من الفتية والقاصرين أكثرهم من القدس المحتلة»، مشيرا إلى ظاهرة ضرب المعتقلين خلال اعتقالهم والتى أصبحت منهجا وسياسة مستمرة ودائمة لقوات الاحتلال، وان الضرب والاعتداء والمعاملة المهينة والمذلة تعرض لها العديد من المعتقلين خاصة القاصرين، وانه استخدمت أساليب الضرب بالهراوات والأرجل وأعقاب البنادق، والدعس بقسوة على أجسام المعتقلين وتركهم فى البرد الشديد وتوجيه الشتائم البذيئة واللكمات للمعتقلين وإصابة العديد بجروح وبرضوض وعدم تقديم العلاجات لهم.
وأضاف قراقع: “إن عددا من المعتقلين تم اعتقالهم بعد إصابتهم بجروح بالغة بالرصاص الحى حيث لا زال يقبع فى المستشفيات الاسرائيلية أسماء وريدات من الخليل التي أصيبت في قدمها، وتقبع في مستشفى “هداسا عين كارم” والأسير الجريح موسى القضماني من سكان القدس الذي أصيب في الحوض ويقبع في مستشفى “تشعار تصيدق”، وحامد المصرى سكان نابلس الذي أصيب في وجهه ويقبع في مستشفى بلنسون».